تونس (وات) - "الصحة النفسية مسؤولية الجميع" هو شعار ملتقى علمي انتظم صباح الجمعة بالعاصمة فى إطار الإحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية ببادرة من وحدة النهوض بالأمراض النفسية التابعة لوزارة الصحة العمومية وبالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة والجمعية التونسية للطب النفسي. وتهدف هذه التظاهرة التي تنتظم بمشاركة عدد من الأطباء النفسيين من تونس وفرنسا، الى التحسيس بمشاكل الصحة النفسية والتشجيع على الإستثمار في خدمات الوقاية من الأمراض ذات العلاقة والتعريف بها فضلا عن الترويج لعلاج الأمراض النفسية خاصة في ظل تواضع الموارد المالية والبشرية المخصصة لذلك. وأوضح المدير العام للصحة بوزارة الصحة العمومية محمد الصالح بن عمار أن هذا الملتقى يعد مناسبة مهمة لتحسيس الرأي العام بمشاكل الصحة النفسية ومناقشة الإضطرابات النفسية وأعراضها وطرق العلاج. كما ينتظر أن يقترح هذا الملتقى رؤى جديدة للوقاية من الإضطرابات النفسية ومزيد الإحاطة الإجتماعية والطبية بالمريض النفسي. وبين السيد/ستيفانو لازاري/ممثل المنظمة العالمية للصحة بتونس من جانبه أن الإحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية يهدف إلى التوعية بأهمية إيلاء عناية أكبر لموضوع الصحة النفسية خاصة وأن الإضطرابات النفسية تعد السبب الأول لإجراء الفحوصات لدى الهياكل الصحية للطب العام بتونس. وأشار إلى أن نحو 50 بالمائة من الإضطرابات النفسية تعود بالأسااس إلى العصبية والقلق وأن الحاجة إلى علاج نفسي أكيدة بمعدل شخص من بين أربعة أشخاص، في حين لاتخصص فيه معظم البلدان سوى 2 بالمائة من موارد القطاع الصحي لخدمات الصحة النفسية. ولاحظ أن الصحة هي "تجانس بدني ونفسي واجتماعي وليس فقط أن يكون الإنسان مريضا أو عاجزا". وأوضح أن اختيار المنظمة العالمية للصحة شعار "لنستثمر في الصحة النفسية" للإحتفال بهذه المناسبة هذه السنة، يهدف الى تعبئة الجهود من أجل حث الحكومات وأصحاب القرار على ايلاء أكثر أهمية للإستثمار في هذا المجال لاسيما أن الموارد البشرية والمالية المخصصة للصحة النفسية تظل غير كافية. وفي ذات السياق بينت السيدة ماجدة شعور اللوز أستاذة الطب النفسي ورئيسة قسم بمستشفى الرازي أن دراسة حول الصحة النفسية أنجزها فريق طبي بهذا المستشفى سنة 2005 على عينة من 920 شخص من ولاية أريانة، أكدت أن شخصين من بين ثلاث أشخاص قد تعرضا يوما ما إلى عارض نفسي كالقلق والأرق في النوم والإكتئاب. ووفق هذه الدراسة فإن نسبة الأشخاص الذي يعانون من مرض نفسي ويباشرون العلاج لا تفوق 10 بالمائة. ويبحث المشاركون في هذا الملتقى العديد من الإشكاليات ذات العلاقة بموضوع الصحة النفسية على غرار /الثقافة والصحة النفسية في تونس/ و/طب النفس والأمراض النفسية/ و/ مقاربة منظمة الصحة العالمية في التكفل بالإضطرابات النفسية/.