تحتفل زيتونة الأثير اليوم 8 ديسمبر 2014 بالذكرى 53 على إنبعاثها ومن الإجحاف ان لا نعترف بما وصلت إليه إذاعة صفاقس من حرفيّة وتاثير على الرأي العام وما إتسمت به من حياديّة ومعاملة جميع الاطراف السياسيّة على قدم المساواة وقد إستفادت أيما إستفادة من الثورة وعدّلت أوتارها ونجحت في ذلك .. والنجاح يبقى دائما نسبيّا والعمل البشري لا يخلو من الاخطاء ولكنها إستطاعت خاصّة في زمن مديرها السابق هشام الكرّاي والآن مع السيد مبروك العويشاوي أن تعود إلى صدارة نسبة المستمعين وذلك دليل على انها إستطاعت أن تنفذ إلى أذن المستمع في صفاقس وحاوت على إنتباهه وذلك بفضل مجموعة من المنشطين والمنشطات المتميّزين وقسم الاخبار الذي خرج من الروتين وإنطلق في متابعة الخبر وإصطياده وكانت البرمجة مقبولة نسبيّا وفي إمكانها ان تتطوّر اكثر وان تلتصق بالمواطن وتغوص في همومه ومشاغله وعذابه اليومي لتكون اكثر إرتباطا بمستمعيها ولسان حالهم ولكن النقطة السوداء التي ترافق مسيرة هذه الإذاعة البالغة والراشدة بثّها الذي بالكاد يغطي مدينة صفاقس وبعض أريافها وهو ما لا يتماشى مع عراقتها وإن كنّا في العهد السابق نتفهّم ذلك وهو خوف النظام الديكتاتوري للرئيس المخلوع من ابناء عاصمة الجنوب رغم أنها كانت إذاعة مغلقة عن نفسها وتسبّح بحمد صانع التغيير وتفوّقت عديد الاصوات في المديح فإن ذلك لا يمكن قبوله اليوم ونحن على ابواب سنة 2015 وعلى عتبة السنة الخامسة من الثورة فإذاعة صفاقس أصبحت مرجعا في العمل الإذاعي الصحيح والجاد ومن الحيف ان يقتصر بثّها على بضع كيلومترات وكانها (ولعلّها كذلك) عمليّة تهميش وتقزيم لإذاعة تضمّ أحسن الصحفيين والمنشطين فحتى من الناحية النفسيّة للعاملين بها فإن إقتصار البث على مدينة صفاقس يحدّ من إبداعهم وينحصر تفكيرهم الباطني على إرضاء فئة قليلة من المجتمع التونسي فلو يقع تقوية البثّ لتصل كل ركن في الجمهوريّة فسيحضر الإبداع حتما وتتموقع الإذاعة على رأس الإعلام المسموع في تونس