تتوجّه الجزائروتونس وليبيا، إلى إنشاء قوة عسكرية مشتركة، لحماية حدودها، وتفعيل جهود مكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة، استباقا لأي تدخل أمريكي محتمل على التراب الليبي. جاء قرار إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين الجزائر، تونس وليبيا، كخطوة استباقية لأي تدخل محتمل لقوات المارينز، التي أبدت رغبتها في حماية الحدود الليبية ونشر وحدات أمنية تابعة لها داخل التراب الليبي، وحسب مصادر أمنية، فإن الجزائر ألقت بثقلها الإستراتيجي على الحكومة الانتقالية الليبية، وعبرت عن رفضها لأي تدخل أجنبي في المناطق الحدودية بناءً على مواقفها الثابتة في هذا الخصوص، خاصة وأن الأمر يمكن أن يُستغلّ في أغراض تجسسية، وستكون مهمة هذه القوة العسكرية المشتركة التي رجحت تقارير أمنية أن الجزائر قد تكون وافقت عليها القيام بعمليات تمشيط واسعة وتبادل فوري للمعلومات بشأن تحرك الجماعات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت لواء ما يسمى قاعدة الصحراء، وكذا المليشيات الليبية المسلحة التي بدأت تنسحب من طرابلس ومدن أخرى بناء على طلب السلطات الليبية الانتقالية واحتمال تسللها للجزائر وتونس خاصة، دون السماح لأي بلد بالتواجد على تراب بلد آخر حفاظا على مبدأ سيادة كل دولة، وأكدت مصادر دبلوماسية وعربية وأوربية أن واشنطن تمارس نوعا من الضغط على تونس وليبيا من أجل السماح لها بالمشاركة في حماية حدودها ومراقبة الحدود البرية بين الدولتين،وحدودها أيضا مع الجزائر، خاصة بعدما فشلت قوات الأمن التونسية والليبية في التحكم في الوضع الأمني واستقواء الجماعات الإرهابية مما أصبح يهدّد الوضع الأمني في كل منطقة الساحل، خاصة وأن ليبيا تُعتبر الممول الرئيس للحركات الإرهابية في كامل منطقة الساحل، وأكدت تقارير إعلامية تونسية أن الأخيرة رفضت أي تواجد عسكري أمريكي على ترابها وأكدت قدرتها على حماية حدودها والقضاء على الحركات الإرهابية فيها، علما أنهت كانت طلبت مساعدة مصالح الأمن الجزائرية في تأمين حدودها وسمحت بنشر 6 آلاف عسكري لتعقب المجموعات الإرهابية فيها، وستستغرق حسب متتبعين إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين الدول الثلاثة المغاربية وقت طويل، خاصة وأن تونس وليبيا تعيشان أوضاعا اقتصادية واجتماعية وأمنية هشة، وحذرت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها الصادر نهاية الأسبوع الماضي من تداعيات ظاهرتي الجماعات الإرهابية والتهريب على الحدود الغربية لتونس مع الجزائر والجنوبية مع ليبيا، مشدّدة على تكثيف مراقبة الحدود وحمايتها من هذه الظواهر.