استمعت اليوم ليوسف الشاهد في موزاييك والتقطت بعض الأفكار التي ستكون بمثابة برنامج عمل حتى تشكيل الحكومة بعد الانتخابات. قدم الشاهد عرضا للتحالف مع الزبيدي وكل عائلة النداء ومهدي جمعة وآفاق، من أجل التصدي “للتيار الثورجي”. ليس في البرنامج إذا تحالف لمواجهة “الشعبوية”، لأن ذلك يعني مواجهة القروي أيضا. هذه ليست إلا مقدمة صفقة بين الشاهد والقروي، وأعتقد أن القروي لن يغادر السجن إلا إذا قبل بها. سيكون هناك دعم من هذا التحالف للقروي في الرئاسية إذا قبل بالصفقة، وغادر السجن، وخاض الدور الثاني بصفة طبيعية. المقابل سيكون تكليف القروي للشاهد بتشكيل الحكومة طبعا. أما إذا اكتسح قيس سعيد الانتخابات، فتقديرات التشريعية تقول أن حزب القروي سيكون الأول. ولكن رئيس “قلب تونس” في السجن، وتقدم الحزب لا يكفي لتشكيل حكومة بمفرده أو مع أقل من حزبين آخرين على الأقل، تحيا تونس والنهضة. لا شيء يمنع أن يقترح حزب “قلب تونس”، بتشجيع أو وساطة من النهضة، الشاهد لتشكيل الحكومة. المهم أن يقبل القروي بالصفقة، وأن تكون هناك ضمانات لتنفيذ هكذا اتفاقات (قد يكون لاتحاد الشغل دوره كضامن لاتفاق كهذا)،كل شيء يصبح بعد ذلك ممكنا بالنسبة للشاهد. ما أسماه الشاهد ” بالتحالف ضد التيار الشعبوي” يشمل كل الأحزاب “الحريصة على استقرار الدولة ومؤسساتها والانتقال الديمقراطي”، أي النهضة أيضا. تحالف حكومي وبرلماني إذا يعزل قيس سعيد في قرطاج ويقف أمام “شعبويته”، و أفكاره “الخطيرة”، عزلا سياسيا بالدرجة الأولى. عند اشتداد الصراع، سيجد البرلمان وكتله المناوئة لقيس سعيد ألف ذريعة لاتهامه بعدم احترام الدستور والشروع في إجراءات عزله (سيكون هناك غطاء دولي لهذا المسعى) وسيجد قيس سعيد أيضا ذرائعه لحل البرلمان، وسيكون هناك “غطاء شعبي لهذا المسعى.