بعض الأمنيين لم يفهموا أنه يراد لهم العودة إلى مربع القمع، يقمعون بهم أبناء وطنهم ويقمعونهم هم. هذه الاحتجاجات لا تمس بالأمن العام ولا تتحدى القانون، ولا يهدف أصحابها إلى الوصول إلى السلطة عبر الشارع، وإنما تتحدى رئيسا خارجا عن دستور البلاد، لا يبالي به، وعلى الشعب ألا يبالي به كرئيس. مع كامل الاحترام لسنه، فهو لم يعد في وضع يسمح له بالحكم، فما من عاقل يفعل ما فعل هو لخلق الفتن، في وقت أصبحت المعارضة أكثر مسؤولية وأكثر إيمانا بالدولة وبضرورة احترام القوانين، وفي وضع تمر فيه البلاد بأزمة مالية واقتصادية خانقة، تستوجب مناخا مختلفا يمكّن من جلب الاستثمارات. تونس لا مستقبل لها في الفوضى، والسيد السبسي اليوم، هو رمز الفوضى والفتن.