الجميع صار يدلي بدلوه بعد قرار لقاء الجهات بتعليق الدروس بداية من يوم الإثنين 27 مارس 2017 و البعض يشكّك و يجرّح و يحصر هذا القرار في شخص الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي و أعضاء الهيئة الإدارية أو بعض من أطلق عليهم اسم الصقور … ليعلم الجميع أنّنا لا نناقش اليوم القرار في جديته أو مصدره لأنّ الآلاف من حرائر و أحرار التعليم الثانوي الذين نزلوا إلى القصبة ثلاث مرات قد حسموا أمرهم و هم من دفعوا الهياكل النقابية لتبني هذا القرار و لعمري أنّ هذا القرار أعاد في نفسي كبريائي و نخوتي و اعتزازي بانتمائي لقطاع التعليم و انخراطي في هذه المنظمة الشغيلة الأبيّة …. نحن لم نخض الإضرابات على مدى سنتين و لم نساهم في تأطير و تأثيث الوقفات و الاعتصامات بصفة متواترة دون كلل أو ملل لأنّنا قصّر و ننتظر الوصاية من أحد …. نحن من حدّد هذا المصير الذي وصلنا إليه اليوم بعد انسداد الأفق و استهتار سلطة الإشراف بكرامة المربّين و عدم تحرّكها قيد أنملة لردّ اعتبارنا بل و تمادت في غيّها و تأليبها للرأي العام ضدّنا و مساندتها الوقحة لوزير مختلّ عقليا ضرب كلّ أخلاقيات السياسة و الوزارة عرض الحائط …. اليوم نقف وقفة رجل واحد وراء هياكلنا النقابية التي أبت إلّا أن تستجيب و ترابط و تناور و مازالت تمدّ يدها للوفاق و الحكمة و لكن شرط ألَّا تكون على حساب كرامتنا و عليه فنحن اليوم نصرّ و نستميت من أجل إنجاح هذا المسار النضالي رغم مرارته و توقيته الصعب … نعم سنكون جيش الطباشير قلبا و قالبا وراء قيادتنا النقابية التي كانت أمينة إلى أبعد الحدود في ترجمة صوت آلاف الحناجر التي ارتفعت في شارع باب بنات و ساحة القصبة و بطحاء محمد علي ‘ديقاج جلول' … و الشعب التونسي الوفي لتاريخه صار يعلم أنّ كلمة ‘ديقاج' لا يمكن أن تبقى مجرّد شعار … فما بالكم يا سادة عندما يطلقها المربّون …. الغاية تبرّر الوسيلة و الغاية لا تقف عد إقالة جلول … بل هي مجرّد خطوة في اتجاه الإصلاح الصحيح … رجائي من الرأي العام أن يحترموا رأي 100 ألف مربّي قالوا ‘لا' لوزير انتهت صلوحيته …. علي الطاهري