إختلطت الشعارات المطلبية بالشعارات السياسية التي تعالت من أمام وزارة التربية إلى ساحة القصبة وصولا إلى بطحاء محمد علي الحامي بالقصبة هذه الشعارت : " عاش ، عاش الإتحاد أكبر قوة في البلاد ، يا حكومة fmi الإتحاد ديما قوي ، يا حشاد الحكومة الحكومة باعت البلاد ، ديقاع لوزير التربية ، يا سلالة الشعب آهاي جاتك النخب ، إستقالة إستقالة يا حكومة العمالة ، ديقاع fmi " لم تعرف التوقف من العاشرة صباحا بحت بها حناجر المربين و المربيات الذين جاؤوا من كل ولايات الجمهورية . التجمع شهد تضامنا تاريخيا بين جميع المربيات و المربين فكانت تنادي بصوت واحد بإقالة وزير التربية و تحذير الحكومة من مغبة الإرتهان للبنوك و الصناديق الدولية النهابة و من مغبة أيضا الإنسياق في خوصصة القطاع العام و التفريط في مكاسب البلاد و عرق العمال و أنه لا يمكن بحال من الأحوال التلاعب بمصالح الجماهير الشعبية و مزيد تفقيرهم و حرمانهم من لقمة العيش و الحق في الصحة و في التعليم الديمقراطي و الشعبي . و بعد التحول إلى ساحة القصبة تناول الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي المستوري القمودي الذي شدد على أن نضال المعلمين و الأساتذة هو نضال لا من أجل مطالب مادية فقط بل من اجل الأهم من ذلك هو الحفاظ على المدرسة العمومية و الوقوف سدا منيعا أمام كل من تحدثه نفسه للنيل المدرسة الشعبية و العمل على محق الفقراء و البسطاء و في المقابل تشجيع المدرسة الخاصة التي تكتم مصالح فئة معينة كما ندد المستوري بنية الحكومة اليوم السائرة نحو خوصصة القطاع العام و بيع البلاد إلى الصناديق النقدية النهابة . ثم تناول الكلمة للكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي الأسعد اليعقوبي الذي رحب بالحضور و أكبر حضورهم الكبير و العظيم كما شدد على ضرورة مزيد التلاحم و التآزر حتى يقع التصدي للذين يسمسرون بثروات البلاد و التفريط في سيادتها كما أكد العقوبي على أنه لا مجال و لا سبيل للعمل مع الوزير الحالي و أن المربين يعبرونه في عداد المقالين و على الحكومة إذا أرادت الحفاظ على مواصلة الحوار و إنجاح السنة الدراسية أن تسارع بإقالة جلول و الكبت عن التعنت أمام صوت جماهير الأساتذة و المربين المنادين بإقالته منذ أكثر من سنة و أنه قد آن الأوان لإزالة جلول حيث يعتبره المربون مخربا للمنظومة التربوية و المهين لكرامة الأساتذة و المربين عموما و بعد ذلك تحول الجمع الغفير في مسيرة من ساحة القصبة إلى بطحاء محمد علي حيث خطب سمير الشفي الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل قائلا : ها هو اليوم يرتفع صوت الحق صوت الدفاع عن المدرسة العمومية و عن التعليم الديمقراطي و عن المدرسة الشعبية و الثقافة الوطنية هذا الصرع العظيم للمربين و المربيات الذين يصنعون جيل المستقبل أمل تونس إنها أصوات النقابيين و النقابيات الذين لا يناضلون من أجل منحة أو زيادة في الأجور و لكنها أصوات تطالب برد الإعتبار إلى المدرسة العمومية و إلى المربيات و المربين . إن نضال المربين يدخل في صلب التنسيق مع قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل بأن مواقفهم تعبر عن الخط النضالي للإتحاد العام التونسي للشغل في سبيل إنقاذ البلاد و المصلحة العامة و لا يمكن أن تنطلي على أحد حيلة شيطنة المربين و محاولة تأليب الرأي العام ضدهم و لكن يعلم الجميع أن المربين هم عمق الإصلاح و جوهره الحقيقي و بلك لا سبيل إلى أن نطأطئ الرؤوس و أن نساوم في كرامة المربي لأن المساس من مكانة و دور المربيات المربين ليس المساس من الإتحاد فقط بل المساس من تونس بشمالها و جنوبها و شرقها و غربها . ثم يضيف الشفي نحن اليوم و من بطحاء النضال و الكرامة لا يمكن أن نساوم في الثوابت الوطنية و نقول للحكومة بصوت عالي إذا أردتم إختبار الإتحاد من خلال التحوير الوزاري الأخير و خطط التفويات في القطاع العام فإن الإتحاد العام التونسي للشغل لن يسكت و لن يفرط في مكاسب بلاده بل إنه شريك حقيقي و هذا ليس منة من أحد بل إن الإتحاد مسؤول على إنقاذ البلاد على قاعدة الندية و أنه يرفظ الخطط و الطرق التي تهدف إلى تصفية القطاع العام و لن يقبل بالإعتداء على إستقلالية و سيادة القرار التونسي . و ختم الشفي بالقول متوجها إلى جماهير المربيات و المربين و لا تهنوا و تحزنوا و أنتم الأعلون .