برصيد جميل ومتنوع افتتح الفنان المبدع التونسي لطفي بوشناق الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان المدينة بصفاقس بجبة تونسية تقليدية، حاملا معه آلته الموسيقية المفضلة وهي العود. وقد نجح بوشناق ليلة أمس الأحد 10 أفريل 2022 في تحريك سواكن عشاق صوته الطربي المميز ممن غصت بهم مدارج المركب الثقافي محمد الجموسي وأثبت من جديد أنه من كبار الفنانين الكبار فقد أحكم السيطرة على برنامج حفله وعرف كيف يلزم عشاق صوته ومحبيه بالإنصات إليه مليّا على مدى الساعتين من السهرة لاكتشاف ما قدمه من أغان ومواويل جديدة أعدّها خصيصا لسهرة افتتاح مهرجان المدينة بصفاقس ولم يرض أن يكون اعتلاؤه الركح لمجرد تكرار الأغاني الناجحة رغم تشوق الجمهور الكبير لسماعها وحرصه في طلب ذلك. تسلطن لطفي بوشناق وهو يقدم قالبا موسيقيا متميزا ألا وهو "السماعي" بصحبة فرقة موسيقية مميزة ثم قدّم مختارات من أغانيه التي تفاعل معها الجمهور أيما تفاعل منها : "يا للة وينك " و" هذي غناية ليهم"، "نساية"، هي بعض الأغاني التي قدمها بوشناق ورددها معه جمهور رائع تحوّل إلى كورال كبير العدد تحت نظرات إعجاب ممزوجة بالحب والارتياح لبوشناق لم يخرجوا في مرافقتهم الغنائية له عن النوتات الموسيقية للمنتوج الفني الراقي لهذا المطرب التونسي الكبير الذي نجح منذ سنوات في أن يخط اسمه بأحرف من ذهب على الساحة الموسيقية العربية والعالمية مما أهله ليكون سفير سلام ومحبة. حفل بوشناق في سهرة افتتاح مهرجان المدينة بصفاقس أخذ منحى تصاعديا من حيث النسق فبعد المواويل والقصائد والموشحات لم يخذل المطرب بوشناق جمهوره ممن جاء ليعيش على وقع أشهر وأجمل أغانيه وأكثرها إيقاعا مثل أغنية " كيف شبحت خيالك " بين الموشحات وأغاني الحب والجمال، أخذ لطفي بوشناق الحاضرين إلى عالم مفعم بالحياة والنشوة في سهرة شهدت تفاعلا رهيبا للجمهور مع مطربه المفضل وتعطشا واضحا للفن الطربي والأغنية التونسية الأصيلة. سهرة البارحة كانت وفية لعنوانها : "الثقافة تجمعنا " ، سهرة فنية متميزة ومتوازنة جمعت بين الجديد والقديم وأقنعت الجمهور الذي جاء من مختلف الأعمار وخرج بعد أكثر من ساعتين وهو يردد كلمات الأغاني في سهرة ستظل في ذاكرة مهرجان المدينة بصفاقس بإدارة الأستاذ النوري الشعري الذي نجح صحبة هيئة شابة في الاختيارات الفنية والروعة في حسن التنظيم.