الحديث في التحكيم أو حصول تجاوزات في رياضة كرة اليد فيه إحراج لمن لا يريد إلا الصورة اللامعة وهو ما نتمناه للعبة لكن لتحصل في ظل المفقود من عناصر ضامنة للفرجة الرائقة ولعل دربي الترجي والإفريقي فيه صورة لافتة لما يحصل من أخطاء لا تطاق أحيانا لكن الحديث عنها أضحى يحرج الى حد الرفض وهو المرفوض. والدربي لم يكن في موعده المطلوب فحلوله ساعات بعد نظيره في كرة القدم كان من الطبيعي ان يزيد في الشد العصبي. ولعل القاء ' الفوشيك' التي انضافت في فضاءاتنا الرياضية الى الشماريخ ليتسرب بدوره الى قبة المنزه رغم ما وقفنا عنده من حزم جلي في المداخل.
والتجاوزات اضطرت طاقم التحكيم الى ايقاف اللعب قرابة الخمس دقائق وبما ان الخطأ صدر عن جمهور الترجي فان ثنائي التحكيم اضطر على إقصاء أحد لاعبيه من الميدان وإذا اعتبر البعض النرفزة الحاصلة من ' توابل ' الدربي فعن أي توابل يتحدثون فالأمر بلغ حده وكل امر يفوت حده ينقلب الى ضده والحالة تلك لا بد من التأهب من الآن الى بقية الدربيات فدرجة الحرارة بلغت اعلى السلم رغم اننا لازلنا في سباق أشبه بالودي نظرا لما يكتسيه من شكليات للفرق البارزة . وكان التشنج واضحا على مقعدي احتياط الفريقين حيث تعددت المشاكسات مع الحكمين الباجي وفرح سيما في اللحظات الاخيرة التي شهدت غياب الانسجام بين طاولة الميقاتيين والحكمين الى حد تم معه ألغاء هدفين للافريقي. لكن ما سلف لا يمنع من التأكيد ان الدربي كان 'هيتشكوكي' الفصول سيما في الدقائق الاخيرة منها حيث كادت الامور تنقلب على الافارقة رغم سيطرتهم على مجريات اللعب من البداية الى النهاية الا ان التركيز غاب عنهم في الدقائق الاخيرة مما اباح للترجي تذليل الفارق تدريجيا ليعود في النتيجة الى مستوى 3أهداف مع حلول الدقيقة 26 من الشوط الثاني بعد ان كانت الاسبقية للأفارقة (19 -16 )في الدقيقة العشرين من هذه الفترة التي غير فيها المدرب نجيب بن ثاير خياراته التكتيكية من خطة 5- 1 الى الدفاع المتقدم والمحاصرة رجلا لرجل لشل سواعد الافريقي ليتم تقليص الفارق الى مستوى هدف واحد (20- 19) لكن الافارقة تمكنوا من تصعيد الاسبقية من جديد الى هدفين عن طريق أمين بنور (21 – 19) ثم الى3أهداف (22 – 19) وذلل الترجي الحصيلة الى (22- 20 ) وهي النتيجة التي انتهت عليها المباراة. والتشويق بلغ ذروته ايضا في الحمامات حيث ابت جمعية المكان الا اذعان النجم الى عثرة ثالثة وبشكل متلاحق حيث تم اقتسام النقاط 25 / 25 اثر حوار ارتقى الى مستويات راقية جدا ...فيما ذهب سبورتينغ المكنين الى المهدية ليجلب انتصارا على غاية من الأهمية امام المكارم 25/23 مما مكنه من فرض الوجود عن جدارة في المركز الثاني ...وهو امر يستحقه فريق المكنين وزيادة اوليس هو صاحب الريادة في إنجاب النجوم لكرة اليد التونسية من عهد خليفة العايب وسليم مسعود الى زمن المنجي بوغطاس وهيكل المغنم ...