انقاد المنتخب التونسي للكرة الطائرة إلى هزيمة قاسية أمام نظيره الكاميروني حامل ذهبية الألعاب الافريقية الاخيرة بمابوتو بنتيجة 2/3 يوم الجمعة في الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الأولى ضمن الدور الأول للبطولة الافريقية التي تقام بمدينة طنجة المغربية إلى غاية 29 سبتمبر الجاري. ورغم هذه الهزيمة فان المنتخب التونسي قدم مباراة طيبة عموما أمام منافس لا يستهان به يملك في صفوفه عدة لاعبين محترفين ينشطون في البطولة الفرنسية وكان بإمكان العناصر الوطنية تحقيق الانتصار لولا بعض الأخطاء القاتلة لا سيما في الشوط الخامس الذي أضاعت خلاله ارسالات منحت 3 نقاط للمنتخب الكاميروني. جاءت بداية المباراة لفائدة منتخب الأسود غير المروضة الذي سرعان ما تمكن من كسب الأسبقية صفر/3 وتعميق الفارق 3/7 ثم 4/8 بفضل تألق جدار الصد عن طريق ديديي سالي والارسالات الصعبة لناتان وهو ما عقد عملية الاستقبال للمنتخب التونسي. ونجح المنتخب الكاميروني في المحافظة على تقدمه 13/16 في الوقت المستقطع الفني الثاني ورغم التغييرات التي قام بها المدرب فتحي المكور بإقحام مهدي بن الشيخ وهشام الكعبي فان النتيجة ظلت على حالها لينتهي الشوط الأول للكاميرون 18/25 . وعرف أداء المنتخب التونسي تحسنا ملحوظا في الشوط الثاني وتوفق زملاء محمد بن سليمان في فرض سيطرة واضحة مستفيدا من تحسن الأداء الدفاعي بقيادة احمد القاضي وبلال بن حسين والنجاعة الهجومية لكل من نور الدين حفيظ وهشام الكعبي, ليمسك الفريق الوطني بزمام المبادرة طوال هذا الشوط 8/6 ثم 16/13 قبل ان ينهي الشوط الثاني متفوقا 25/20 . وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع ان يواصل المنتخب التونسي اللعب على نفس الوتيرة انخفض الأداء مجددا وهو ما ساعد المنتخب الكاميروني من استرجاع تفوقه لا سيما في ظل صلابة جدار صده بقيادة الثنائي مبوتغام ودوليغومباي ليبسط هيمنة واضحة 7/11 و10/16 لينهي الشوط الثالث براحة كبيرة وبفارق استقر على 8 نقاط 17/25. وشهد الشوط الرابع تنافسا قويا وكان فيه اللعب سجالا بين المنتخبين اللذين تبادلا النقاط فسيطر التعادل في أكثر من مناسبة غير ان إصرار المنتخب التونسي على كسب هذا الشوط من اجل البقاء في المباراة مكنه من حسم الأمور لفائدته بنتيجة 25/23 وبعد بداية متعادلة في الشوط الخامس 3/3 استحوذ المنتخب الكاميروني على الأسبقية 5/7 ثم 7/10 قبل ان ينهي المباراة لصالحه 9/15 مغتنما قلة تركيز اللاعبين التونسيين الذين أضاعوا عدة ارسالات في توقيت حساس لا يمكن فيه التعويض. وأوضح مدرب المنتخب التونسي فتحي المكور اثر نهاية المباراة ان فريقه لم يكن ضعيفا اذ قدم مباراة محترمة أمام منافس قوي يضم عدة محترفين خلافا للمنتخب التونسي الذي لا يملك عناصر محترفة في الخارج مشيرا إلى ان المباراة كانت متكافئة وهو ما فرض الاحتكام الى شوط خامس فاصل آلت خلاله الكلمة الأخيرة للطرف الذي ارتكب اقل هفوات ممكنة. وأعرب عن الاعتقاد ان بعض الجزئيات حسمت نتيجة الشوط الخامس الذي أضاع خلاله المنتخب التونسي بعض النقاط السهلة مما سلط ضغطا على اللاعبين الذين أصبحوا يلهثون وراء النتيجة معتبرا ان الفريق يبقى بإمكانه التدارك خلال المباراتين المقبلتين وضمان تأهله إلى الدور نصف النهائي. وتابع ان المنتخب التونسي يضم مجموعة من العناصر الشابة التي تشارك لأول مرة في البطولة الإفريقية مشيرا إلى ان الهدف يبقى مع ذلك بلوغ الدور النهائي على الأقل. ومن جهته ابرز نور الدين حفيظ ان المباراة كانت صعبة وتميزت بالندية والإثارة مبينا ان المنتخب التونسي لم يكن سيئا وإنما المنتخب الكاميروني قدم مقابلة ممتازة مؤكدا من خلالها تطور أدائه. وأضاف ان حظوظ التأهل إلى المربع الذهبي لا تزال قائمة ويتعين استخلاص العبرة من أخطاء اليوم حتى يتم تلافيها في اللقاءات المقبلة ويضمن المنتخب أوفر حظوظ النجاح. أما الألماني بيتر نونينبرويش مدرب المنتخب الكاميروني فقد اوضح انه كان ينتظر ان تكون المباراة حماسية وشديدة التنافس خاصة وان المنتخبين لعبا ضد بعضهما في دورة سلوفينا ويعرفان بعضهما جيدا مبينا ان اللقاء الافتتاحي عادة ما يكون صعبا غير أن الأهم بالنسبة لنا هو تحقيق الفوز الذي سيمنحنا مزيدا من الثقة ويحرر أكثر اقدام وسواعد اللاعبين. وتابع ان فريقه خاض الجمعة مباراة ب5 أشواط للمرة الثانية على التوالي بعد الدور النهائي أمام الجزائر ضمن دورة الألعاب الافريقية الا انه اظهر انتعاشة بدنية ولم يشتك من الإرهاق وهو ما يؤكد قيمة التحضيرات التي قمنا بها داعيا الى ضرورة طي صفحة هذا اللقاء والتركيز على المقابلتين القادمتين لانهاء الدور الأول في الصدارة. وابرز جون باتريس نداكي ان الفوز بالمباراة الأولى في مثل هذه البطولات شيء هام جدا باعتباره يدعم رصيد الثقة خاصة عندما يكون على حساب منافس في قيمة وعراقة المنتخب التونسي مشيرا إلى ان لاعبي المنتخب الكاميروني تحلوا بالصبر ولم ينتابهم الشك حتى عندما خسروا الشوطين الثاني والرابع وهو ما تجسد في الشوط الخامس الذي فرض خلاله طريقة لعبه ليخرج بانتصار مستحق. وسيتبارى المنتخب التونسي السبت مع نظيره البوتسواني بداية من الساعة العاشرة صباحا بتوقيت المغرب (الحادية عشرة صباحا بتوقيت تونس) في حين ستجمع المقابلة الثانية لحساب المجموعة ذاتها بين الكاميرون والمغرب على الساعة السابعة مساء بتوقيت تونس.