تأثرت مثل كثير من التونسيين للمرض المفاجئ الذي ألم بالممثل لامين النهدي. ولعل تأثري كان أكبر حين علمت أن الفنان لا قدرة له على مواجهة مصاريف علاجه، مما حدا بالسلطة السياسية في أعلى مستوى إلى التكفل بهذه المصاريف. وجدت هذه المبادرة إنسانية وخالية من كل غرض، خاصة وأنها أرادت للإحسان أن يكون خالصا لوجه الله هذه المرة وذلك بكتمانه رجاء الثواب. نعم، فمن متّع جمهوره ب" هاك السردوك نريشو."، لا يمكن أن نريّشه على مرأى ومسمع من كل التونسيين بجعله من المعوزين. ولكن سامح الله من تسرع في نشر خبر الإحسان" ليعتذر " بعد ذلك عن نشره ، مؤكدا أن صاحب الإحسان استاء لنشر الخبر لأن الثواب كما قلنا يشترط الكتمان. فهل يعقل أن نعامل الفنان المشهور معاملة رواد موائد الإفطار أولئك الذين نعرض صور الإحسان إليهم مع كل العزف السياسي المصاحب ولا خوف من ضياع الحسنة ؟ أم هل أن البعض الذين تصرفوا بلا شك من تلقاء أنفسهم ( من يشك في ذلك؟ ) أرادوا لهذا العزف احتراما لمنزلة الفنان أن يكون مركّبا : يتعلق بمدح الإحسان في مرحلة أولى ثم بمدح دلالات الاستياء لإفشائه أمره في مرحلة ثانية... لكأنهم بذلك قد ريّشوا الفنان أولا ليعرضوا ريشه في مزاد السياسة العلني بعد ذلك... صدق من قال" مصائب قوم عند قوم سرادك..."