دعت وزيرة شؤون المرأة والاسرة والطفولة التونسية سهام بادي، إلى "تحصين الأطفال ضدّ كلّ ما من شأنه أن يؤثر سلبا على أفكارهم أو ممارساتهم"، وذلك في إشارة إلى انتشار "النقاب" في مؤسسات الطفولة وكذلك العديد من الأفكار الظلامية التي تُكفّر الدروس التربوية الفنيّة والموسيقية. ولاحظت بادي، في منشور رسمي وقّعته يوم 7 نيسان الجاري، وموجّه إلى مربّي الطفولة ورؤساء مصالح الطفولة في الجهات، ما أسمته "انتشار بعض الظواهر التي لم تكن متداولة في المجتمع التونسي على غرار اللباس (النقاب) أو بعض المناهج التربوية التي تدعو للقطع مع عدد من الأنشطة الحركية والفنية بتبريرات مختلفة"، مؤكّدة أنّ "هذه الظواهر، التي تمت ملاحظتها في عديد المجالات والمؤسسات، تمثّل معوقات تربوية يمكن أن تحول دون تحقيق التواصل المثمر بين المربي والطفل". ودعت سهام بادي إلى "إزالة كل ما يمكن أن يحول دون إقبال الطفل على النشاط وارتياد المؤسسة والاستفادة من منتجات الحضارة الحديثة وتكنولوجيات الاتصال التي توفر فرصًا مهمّة للانفتاح على كلّ المجتمعات على تنوّعها وتباين معتقداتها، ضمانًا لتأمين تواصل بيداغوجي ناجح بين مربي الطفولة والفئات المستهدفة بالأنشطة التي يقومون بتنظيمها، سواء كان ذلك من خلال المشاريع التنشيطية المفتوحة أو برامج النشاط داخل المؤسسات". وشدّد المنشور الوزاري على أنّ "حسن التواصل يقتضي إزالة معوقاته بأنواعها بحيث يتمكّن الطفل من التعامل الإيجابي والمتبادل مع المربي"، مؤكّدًا "الحرص على أن تتضمّن البرامج التربوية والسلوكات البيداغوجية المعتمدة مع الأطفال دعوة واضحة إلى إبراز أهمية قيم التفتّح على كل ما يمكن أن يساعد الطفل على التشبّث بالهوية الوطنية ومبادئ والأفكار التي توضّح أن العملية التربوية لا يمكن أن تنجح في ظلّ معيقات من قبيل النقاب وغيره". ويشهد قطاع رياض الأطفال في تونس، بعد الثورة، عديد التجاوزات حيث تحوّلت العديد من مؤسسات رياض الأطفال إلى كتاتيب قرآنية بالإضافة إلى تفشى ظاهرة إحداث رياض الأطفال دون الحصول على تراخيص من سلطة الإشراف وتحريف المناهج البيداغوجية والتربوية بها.