المغزاوي يتعهد بإلغاء المرسوم 54 وتعديل الدستور    قابس: تراجع ملحوظ لصابة الرمان    التصنيف الشهري للفيفا: المنتخب التونسي يقفز 5 مراكز    وزارة الشباب والرياضة تحلّ هاتين الجامعتين..#خبر_عاجل    كأس الكاف: الملعب التونسي يشد الرحال إلى الجزائر    مباراة ودية: الملعب القابسي ينتصر على أمل حمام سوسة    المنستير : إنتقاما منه..سممته وقتلته ثم أضرمت في جسده النار    عاجل : لبنان يمنع حمل أجهزة ''بيجر'' و''ولكي تولكي'' على متن الطائرات    عاجل : إيقاف الدروس بولاية صفاقس    جلسة تفاوضية مرتقبة بين جامعة الثانوي ووزارة التربية بداية الشهر المقبل    '' الستاغ '' تعلن عن انطلاق المسح 9 لتقييم الاستهلاك لدى الأسر التونسية    تونس تستعد لخلق 800 موطن شغل جديد عبر استثمارات سويسرية قبل نهاية 2024    عاجل/ إبعاد السنوار عن غزة: تفاصيل الصفقة الجديدة للكيان الصهيوني لانهاء الحرب..    القبض على مروّج مخدرات أمام إحدى المدارس الإعدادية بهذه الجهة..    نقص الأمطار وتأثيره على القطاع الفلاحي.. اتحاد الفلاحين يحذر    بطولة إفريقيا لكرة اليد: المنتخب الوطني يستهل مشواره بملاقاة نظيره الليبي    مستقبل قابس يتعاقد مع الحارس علي الفاطمي ويمدد عقد اللاعب محمد عزيز فلاح    وزارة التشغيل: إدراج قاعدة بيانات خاصة بسلاسل القيمة ضمن منصة "مبادر" واعتمادها كمرجع وطني    عاجل - تونس : 4 رجات أرضية في أقل من 24 ساعة    في نشرة متابعة للرصد الجوي: أمطار غزيرة تصل الى 80 مليمترا بهذه المناطق    وزارة التربية تعلن، اليوم الخميس، عن نتائج مطالب نقل التلاميذ بين المؤسسات التربوية النموذجية    بطاقة ايداع بالسجن ضد المعتدي على طبيب في قسم الاستعجالي بالمنستير    سلمى بكار رئيسة للمكتب التنفيذي الجديد للنقابة المستقلة للمخرجين المنتجين    نحو تنظيم أيام ثفاقية تونسية عراقية    فيديو : أمطار غزيرة تغمر شوارع صفاقس ...و هذه الكميات المسجلة    استراتيجية تونس المائية: آفاق واعدة لتعبئة موارد اقتصادية حيوية    تراجع نسبة الفائدة الرئيسية الامريكية الى %4.75    التمويل المستدام: السندات الخضراء وسيلة ناجعة لدعم الاقتصاد    بنزرت:حجز حوالي 82,5طن من الخضر وإعادة ضخها بالمسالك القانونية    الخارجية الفلسطينية تطالب بتنفيذ فوري لمشروع قرار معتمد من الأمم المتحدة..    حادث مرور قاتل بالطريق السريعة الجنوبية..وهذه التفاصيل..    تسجيل 418 تدخل لوحدات الحماية المدنية    طبربة غير مطابق لشروط تخزين المواد الخطرة…حجز حوالي 30 طن من مادة الأمونيتر    خبر غير سار للطلبة الذين يريدون الدراسة في كندا    مرة أخرى : محاكمة بن يدر بتهمة الاعتداء الجنسي تحت تأثير الكحول    التمديد في آجال استقبال الأفلام المرشحة للمشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة والقصيرة    وحيدة الدريدي :'' الممثل الذي يريد أن يبدع في تونس ...لازم يكون عندوا برشا فلوس ''    امرأة تذبح نفسها محاولة الانتحار في بث على "التيكتوك"..ما القصة..؟    عاجل : القبض على ''تيكتوكوز"'' عربية مشهورة    ماسك يتهم السلطات الأمريكية بممارسة الرقابة    التقلبات الجوية: وزارة الفلاحة تحذر الفلاحين    بانتظار كلمة نصرالله اليوم.. حزب الله يتوعد إسرائيل ب"عقاب خاص على هجمات البيجر"    انتشار تقارير مغلوطة عن العثور على متفجرات في سيارة قرب حشد انتخابي لترامب    وفد صيني في ديوان تنمية الوسط الغربي من أجل الجغرفة الرقمية    مع المتقاعدين .. القيم العام صلاح الدين الطويهري...مرت أيامي... بين حراسة مرمى كرة اليد والعمل على ترشيد التلاميذ !    مختارات لغوية وأدبية    حتى لا تتكرّر نفس الأخطاء : اختتمت المهرجانات الصيفية ... و ماذا بعد ؟!    "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"...الفة يوسف    الشّركة التّونسيّة للصّناعات الصّيدليّة تستأنف أنشطة تصنيع محاليل الحقن    التوقيع على اتفاقيتي انجاز محطتين لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بسيدي بوزيد وتوزر    التهاب القصيبات الحاد للأطفال ...وزارة الصحة تقدت توصيات للأولياء    الدورة الخامسة من تظاهرة الخروج إلى المسرح من 23 إلى 29 سبتمبر بمدينة الثقافة    قابس: المجلس الجهوي الجديد يعقد جلسته الأولى    مصر.. التيجانية تعلق على اتهام أشهر شيوخها بالتحرش وتتبرأ منه    ضربة مزدوجة للأمراض.. طبيب ينصح بخلط عشبتين    من تجاربهم: الشاعر التونسي عبدالله بنعمر...يتنازل عن مداخيل ديوانه لصالح التلاميذ المحتاجين !    مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترنم به    تونس تشهد خسوفا جزئيا للقمر ليل الأربعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تزوير الجنسية الليبية للوافدين قضية رأي عام
نشر في حقائق أون لاين يوم 06 - 02 - 2014

إعلان السلطات الليبية عن اكتشافها شبكات منظمة لتزوير جوازات السفر فتح الباب واسعاً على الجدل الدائر منذ سقوط نظام القذافي حول مسألة الجنسية والتلاعب بالوثائق الرسمية، في ظل فوضى إدارية وأمنية تعم البلاد.
وكانت كتيبة "شهداء الحرية" وهي سرية الاستطلاع الأولى التابعة لحرس الحدود بمدينة البيضاء (200 كم شمال شرق بنغازي) قد أعلنت في 2 كانون ثاني/يناير الجاري عن تمكنها من اكتشاف شبكة تقوم بتزوير الجنسية الليبية لغير الليبيين بقسم "العائدون" في السجل المدني بالمدينة.
وجاء ذلك الإعلان خلال مؤتمر صحفي نظمته منظمة "معاً للأفضل"، وحضرته مؤسسات المجتمع المدني وناشطون من المدينة. وكشفت فيه الكتيبة المتخصصة بمكافحة الهجرة غير الشرعية عن قيامها "بضبط 4700 حالة تزوير جنسية ليبية، لأشخاص يحملون الجنسية المصرية".
دفع رشى
أحد أعضاء النيابة العامة قال خلال المؤتمر الصحفي إن المتهمين في هذه القضية هم ثلاثة موظفين في "مكتب العائدون" بمصلحة الأحوال المدنية أصولهم من مدينة البيضاء. وتتركز مهام هذا المكتب في تسوية أوضاع ذوي الأصول الليبية العائدين من المهجر ولا يملكون الجنسية الليبية، إضافة إلى اثنين من موظفي مكتب الجوازات بالجبل الأخضر.
وأضاف عضو النيابة العامة "قُبض أيضاً على سبعة عشر متهماً قيل إنهم قاموا برشوة موظفي السجل المدني والجوازات لدفعهم للتزوير في الأوراق الرسمية".
من جهته قال آمر الكتيبة التي كشفت الشبكة إدريس بولطيعة إن عناصر كتيبته تلقوا تهديدات، كما تعرض هو شخصياً للخطف في العاصمة طرابلس في محاولةٍ لإيقاف القضية، إلا أنه لم يكشف عن هوية خاطفيه أو من هددوا رجال كتيبته.
كما أن بولطيعة صرح لوسائل إعلام محلية في وقت لاحق أنه وقع إثبات عدة حالات تزوير من قبل الخبرة القضائية "بضبط المتهمين، ووجود أدلة مادية واضحة من أوراق وأختام، بالإضافة إلى اعترافات المتهمين بفعلتهم".
المساس بالهوية
يتداول الليبيون قصصا عديدة عن جوازات سفر ووثائق جنسية جرى منحها لوافدين كثر ممن توفرت فيهم شروط الولاء والانتماء ل "فكر القذافي"، وإسقاطها عن عدد كبير من ذوي الأصول الليبية الذين لم تتوفر فيهم تلك الشروط. لكن استمرار التلاعب والتزوير في منح الجنسيات حتى بعد الثورة كان له وقع المفاجأة بالنسبة للشارع الليبي.
وكانت وزارة الداخلية في حكومة زيدان قد أصدرت في كانون أول/ديسمبر 2012 قراراً بايقاف منح الجنسية الليبية، وذلك إلى حين يتم تنظيم الأمر ووضع الضوابط والشروط القانونية من قبل السلطة التشريعية، ونص القرار على أن يتم إلغاء الجنسيات التى أصدرت بالمخالفة للقانون فى عهد القذافي.
الناشط السياسي صلاح بونباء قال ل"مراسلون" بصفته أحد المهتمين والمتابعين للقضية إنه يجب "معاقبة المتورطين وفق القوانين، وتشكيل لجنة تضم قضاة ومختصين لمراجعة كافة ملفات من مُنحوا الجنسية خلال الفترة السابقة، وإسقاط الجنسية عن الملفات التي يكون فيها تزوير".
كما طالب بو نباء بوقف منح الجنسية الليبية في هذه المرحلة إلى أن يتم كتابة الدستور وبناء مؤسسات الدولة لأن "التزوير في السجلات المدنية قضية خطيرة تتعلق بالهوية الليبية".
تضارب الأرقام
من جانبه أكد المتحدث باسم مصلحة الأحوال المدنية الليبية يوسف قرقوم ل"مراسلون" حدوث واقعة التزوير، لكنه شكك في صحة الرقم الوارد في المؤتمر الصحفي واصفاً إياه "بالرقم الفلكي جداً جداً"، مرجعاً سبب المبالغة في حجم المشكلة لوجود "نزعات قبلية وخصومات شخصية، وإسناد الموضوع لكتيبة لا تملك صفة مأمور الضبط القضائي".
وأكد قرقوم على أن ما اكتشفته مصلحة الأحوال المدنية من حالات تزوير في مدينة البيضاء وتم تحويلها للنيابة العامة "لا يتعدى 72 حالة فقط".
إلا أنه وبالرغم من ذلك لم ينفِ حدوث حالات تزوير في فروع مصلحة الأحوال المدنية بعموم ليبيا قائلاً "لقد قمنا بإقفال "مكتب العائدون" بمدينتي طبرق والبيضاء لوجود مشاكل فيهما، كما ضبطنا قضايا تزوير منذ البداية لكن للأسف بسبب عدم تفعيل القضاء بشكل كامل وعدم وجود جهة تتمكن من القبض وإحضار المتهمين لم تتم محاسبة الفاعلين".
وحول القضية موضوع الحديث قال "نحن ننتظر أن تبعث لنا إدارة الجوازات بعدد التزويرات ومدى صحة الجنسيات الصادرة من عدمها".
تعاون المواطن
قرقوم الذي تعرض هو الآخر للخطف في وقت سابق على خلفية حديثه لوسائل الإعلام عن ملف تزوير الجنسيات، أقر بتورط موظفين في مصلحة الأحوال المدنية في عمليات تزوير.
لكنه استدرك "42 عاماً من الفساد لا نستطيع بين يوم وليلة القضاء على أثرها، ولا ننكر وجود أشخاص مفسدين، لكننا لا نستطيع قانونياً أن نتخذ فيهم إجراءات رادعة إلا بتعاون المواطنين، عن طريق تقديم البلاغات، ولذلك أقمنا منظومة خاصة بشكاوى المواطنين وبلاغاتهم".
وأضاف المتحدث باسم مصلحة الأحوال المدنية الليبية ل "مراسلون" بأن هناك مواطنين من دول مصر وتشاد النيجر ومالي يحملون الجنسية الليبية، وبأن رئيس وزراء القذافي البغدادي المحمودي وقّع خلال فترة الثورة فقط على منح 2500 جنسية لمواطنين أفارقة، هذا عدا الجنسيات التي كان يمنحها النظام السابق لأغراض سياسية.
وقد أصدر القذافي أيام "هوسه" بالوحدة العربية وسعيه بكل الطرق لتحقيقها قانون رقم 18 لسنة 1980 بشأن أحكام منح الجنسية، والذي نص على أن "الجنسية العربية هي حق لكل عربي يدخل الأراضي الليبية ويرغب في الحصول على هذه الجنسية"، ويعامل حامل الجنسية العربية معاملة المواطن الليبي.
وأوضح القانون أصحاب الحق في ذلك بأنهم "من ينتمي بجنسيته لإحدى الدول العربية، أو من يثبت انتماؤه أو أحد والديه للأمة العربية"، مستثنياً العرب الفلسطينيين الذين كان يسوق أنه بذلك يحافظ على حقهم في العودة إلى بلادهم المحتلة.
وامتد نطاق القانون ليشمل حتى أولاد العربيات الجنسية المتزوجات من غير الليبيين، والأجنبية المتزوجة من حامل الجنسية العربية، والعلماء من ذوى التخصصات العالية أو الخبرة الخاصة التي تحتاجها ليبيا.
إلا أن القذافي عاد في أواسط التسعينيات، وبعد يأسه من تحقيق مشروع الوحدة العربية وتوجه إلى أفريقيا، التي أعلن نفسه ملك ملوكها، وفتح أبواب جماهيريته لاستقبال مواطنيها، وقام دون إصدار أي قانون هذه المرة بمنح الجنسية الليبية لعدد غير معروف من الأفارقة، لأسباب ووفق شروط لم يعلن عنها، شهدت عليها سجلات مصلحة الأحوال المدنية التي تحوي عدداً كبيراً من هذه الحالات.
تحجيم المشكلة
في غضون ذلك قال عضو لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان) محمد عبد القادر بيترو في حديث ل"مراسلون"، إن عمليات التزوير المعلن عنها "لا نستطيع الجزم بأنها خروقات إلا بعد أن يبت القضاء فيها".
ورفض الإفصاح حول ما تقوم به لجنة الأمن القومي من عمل فيما يخص مصلحة الأحوال المدنية الليبية، لأن ذلك "شأن داخلي لا يمكن التصريح به" على حد قوله.
وأوضح "نحن تهمنا كل كبيرة وصغيرة، ويهمنا المواطن والدولة الليبية وهويتها، وتهمنا صحة المواطن وغذاؤه وأمنه، كل ذلك يدخل ضمن اهتماماتنا، ولكن لا أستطيع التصريح عما نقوم به من إجراءات".
وأضاف أنه يستطيع "طمأنة المواطنين بعدم استفحال الأمر، وبأن هذا شأن يهم لجنة الأمن القومي التي لديها اتصالات مع الجهات المعنية وتتفهم الأمور، ولكن ليس من صلاحياتنا التدخل في الأمور القضائية".
أما المتحدث باسم مصلحة الأحوال المدنية الليبية، يوسف قرقوم، فيبقى متفائلاً بفضل دخول منظومة أرشفة إلكترونية مؤخراً إلى السجلات المدنية، وهو ما تم بفضله الكشف عن عدد كبير من الجنسيات الممنوحة لغير ليبيين – أفارقة بشكل خاص – بطريقة "غير قانونية"، بحسب قرقوم.
ويتوقع كذلك أن يتم الكشف عن أي حالات تزوير في الأرقام الوطنية بعد تفعيل هذه المنظومة الموحدة، وهي إمكانيات لم تكن متاحة سابقاً حيث كانت المصلحة تعتمد الطرق البدائية في التسجيل على دفاتر وأوراق والمراجعة فيها تتم يدوياً على حد قوله.
المصدر: موقع مراسلون التابع لمنظمة MICT


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.