بعد حصّة اليوم المسائيّة لن يتبقّى في البرنامج الإعدادي للمنتخب الوطني سوى حصّتين تدريبيّتين تدوران غدا الجمعة ويوم السبت قبل استضافة المنتخب الكاميروني في إطار ذهاب الدور الاقصائي الأخير من تصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014. تحضيرات نسور قرطاج دارت في أجواء تمازجت فيها الرغبة في تحقيق نتيجة ايجابيّة قبل التحوّل إلى ياوندي بالقتال للظهور في التّشكيلة التي ستنافس على بطاقة السفر إلى البرازيل. الإطار الفنّي للمنتخب حاول تمكين كافة الأسماء التي وجّه إليها الدعوة من فرصة اثبات الذّات وذلك في المباراة الودّية ليوم أمس أمام أمل حمام سوسة التي بحث من خلالها رود كرول ومساعدوه عن فسح المجال أمام اللاعبين للتّخفيف من الضّغط المسلّط على المجموعة أكثر من اعتماد اللقاء كاختبار تتحدّد على ضوئه التّشكيلة. حراسة المرمى منذ الفترة التي سبقت أمم إفريقيا 2013 سعى الكثيرون إلى سحب البساط من تحت قدمي حارس النجم الساحلي أيمن البلبولي مقابل ترشيح معز بن شريفيّة حارس الترجي الرياضي لخلافته. المثلوثي ساهم بنسبة هامّة في اسقاط نفسه من حسابات المنتخب بعد أن أمضى شخصيّا على انسحاب النسور من نسخة 2012 بتسبّبه في الهدف الذي ساوى الاقصاء من"كان الغابون وغينيا الاستوائيّة" قبل أن يواصل ارتكابه للأخطاء مع ناديه ليتمّ استبعاده نهائيّا مع وصول نبيل معلول. تعيين رود كرول جاء ليعيد خلط الأوراق في عرين المنتخب لتوجّه الدعوة إلى حارس ليتوال مع حديث عن وعود بترسيمه من جديد كحارس أوّل وهو قائد المنتخب في غياب قائديه كريم حقي وأيمن عبد النّور. بن شريفيّة لا يزال كذلك بصدد القتال للحفاظ على مكانه الذي استحقّه في فترة ما قبل تراجع مستواه لكن ما تأكّد قبل اللقاء هو أن يكون أحدهما أساسيّا والآخر جاهزا لتعويضه إلا إذا حدث طارئ ما لا قدّر الله. ضغط الوقت من الأكيد أنّ أكثر ما يشغل بال الإطار الفنّي للمنتخب هو ضيق الوقت ، الأمر الذي عسّر عليه إدخال بعض التّعديلات الضّروريّة ليتخلّص الفريق الوطني من عيوب الفترة السابقة. عامل الوقت دفع الإطار الفنّي إلى البحث قصد ايجاد حلول "ترقيعيّة" تكفل له تجاوز موقعة الملعب الأولمبي برادس بأفضل نتيجة ممكنة قبل السّفر إلى ياوندي. السليمي فاعل رئيسي من خلال أخبار الساعات الأخيرة يتبيّن أنّ الإطار الفنّي حاول في سعيه إلى ايجاد التّوليفة المثلى أن لا يحيد عن بعض المعطيات التي ستكون المحدّد الأساسي في تسميته للتشكيلة الأساسيّة. رود كرول استنجد بالتّقارير التي تركها سابقوه وعوّل خاصّة على المعطيات والملاحظات التي يقدّمها له مساعده عادل السلّيمي الذي يتفوّق عليه بسابقيّة معاينته للمجموعة. ضيق الوقت جعل عادل السليمي لاعبا رئيسيّا في تحديد التّشكيلة الأساسيّة من خلال ما يقدّمه من معطيات عن التناغم بين اللاعبين سواء على الأروقة بين الهجوم والدفاع أو في المحور وغيرها من الاستنتاجات التي تقود للخلاصة ذاتها… عادل تدخّل في حدود ما سمح له كرول لكنّ تأثيره سيكون فاصلا في التّشكيلة سيما أنّه أكثر المطّلعين على المجموعة الحاليّة وخاصّة المحترفين. تفاصيل بسيطة بعيدا عمّا كشفه الكثيرون حول تشكيلة المنتخب في الساعات الماضيّة يمكن التأكيد أنّ بعض التفاصيل الصغيرة لا تزال عالقة ليحسم الإطار الفنّي تركيبة لاعبيه الأساسيّين. رود كرول يبدو مقتنعا بنصائح عادل السليمي إلا أنّ بعض الأسماء لا تزال تمثّل حيرة في ذهنه وخاصّة من كان يتمتّع بالحظوة في عهد من سبق من المدرّبين على غرار عصام جمعة الذي سيكون احتياطيّا. المنتخب الوطني سيشهد ظهور دماء جديدة لدى مواجهة الكاميرون وهو أمر لا مفرّ منه مقابل تجديد الثّقة في بعض اللاعبين الذين لم يسمح ضيق الوقت بالاستغناء عنهم.