في البدء، كانت أغنية "يا للا وينك" للفنان لطفي بوشناق فضاء يختلي فيه بالنوتات ويخلق منها ألحانا تلامس شغال القلب. ألحان تغازل وجدانك وتحملك الى الزمن الجميل حيث للحن قدرة على تملكك والسفر بك الى عوالم أخرى، ألحان كانت فرصة ليكتشف جمهور الموسيقى وجها آخر للفنان محمد الاسود. هو وجه الملحن الذي كشف عن ملامحه في أغنية رسخت في الذاكرة الموسيقية واستدرت الاعجاب إذ جمعت كل عناصر النجاح من الالحان والكلمات والأداء. ومحمد الاسود خرج الى الجمهور بوجوه موسيقية أخرى فهو عازف الكمنجة والألتو وقائد الفرقة الوطنية للموسيقى التي كانت مجالا لخلق مشاريع موسيقية اسالت حبرا كثيرا خاصة في علاقة بالاهتمام بالموسيقى الآلاتية. تجارب عديدة ومختلفة خاضها محمد الاسود صلب الفرقة الوطنية للموسيقى وأفلح في أن يصنع لنفسه اسما مداده من موسيقى، موسيقى تحترم ذائقة الجمهور وتخاطب مكامن الحنين داخله. بعد التجارب التي عانق فيها تلوينات متنوعة من الموسيقى، من الموسيقى الشرقية والطرب والموشحات الى الموسيقى التونسية وغيرها، يخط طريقه في مجال التلحين في تجربة ثانية تعاون فيها مع المطربة اللبنانية ولاء الجندي في أغنية " لن أسلاكم" ليضع لبنة اخرى في اختياره للموسيقى تنهل من معين الزمن الجميل وتسافر بك الى سنوات مجد الكلمة واللحن والأداء. "ياللا وينك" ولن أسلاكم" أغنيتين كانت مجالا خلق فيه محمد الاسود الحانا مختلفة لا تشبه الا الفنان الذي يسكنه، ألحان موشحة بالعمق والصدق والحرص على رسم ملامح جميلة للموسيقى التي طالها التشويه في السنوات الاخيرة. وهاتان التجربتان في مجال التلحين ليستا إلا فاتحة لمسيرة ملحن يحاول أن يصنع لنفسه طريقا واضحة في عالم الموسيقى. محمد الاسود لم يعد اليوم قائدات الفرقة الوطنية للموسيقى بعد تقديمه استقالته، ولكنه قطعا سيكون قائدات لمشاريع موسيقية تحترم الفن وجمهوره.