أحيت فصائل سياسية يسارية من "عائلة الوطنيين الديمقراطيين" اليوم الاثنين، ذكرى سقوط "الشهيد الفاضل ساسي" خلال "انتفاضة الخبز"، مؤكدة تمسكها بتراثها "النضالي الثوري ومساندتها لكل لحظة ثورية" وأملها في تشكل ائتلاف للقوى الإجتماعية يحدث تغييرا في الخيارات الاقتصادية والاجتماعية نحو تحقيق العدالة، حسب ما أعلن عنه خطباء في وقفة نظمت في شارع بورقيبة في نفس المكان الذي سقط فيه الفاضل ساسي شهيدا. وكان "الشهيد الفاضل ساسي" سقط يوم 3 جانفي 1984 وسط شارع الحبيب بورقيبة برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات ضد سياسة الحكومة الاقتصادية وزيادات في أسعار الخبز.
وشارك في الوقفة بالخصوص الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ومنظمات شبابية تابعة للتيار "الوطني الديمقراطي" وحوالي 150 شخصا من مناضلي ومناضلات اليسار.
وقال أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد زياد لخضر في كلمة خلال الوقفة "إن الفاضل ساسي سقط بينما كانت جماهير الشعب تنتفض ضد الاجراءات الجائرة للحكومة العميلة التي كانت تنصاع لخيارات صندوق النقد الدولي واغتاله رصاص غادر، والدولة لم تقل من قتل الفاضل ساسي" رغم المطالبة بمحاسبة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في العشرية الأخيرة".
وأشار الى أن تونس تعيش في " جانفي 2022 ظروفا فيها بعض الشبه مع ما حدث في 1984 باعتبار ان ميزانية الدولة الجديدة لم تخرج عن المالوف ولم تقطع مع الماضي".
وقال "نحن لا نأسف على ديمقراطية قل ما تريد وأفعل ما أريد وأطلق المافيات تعبث بتونس وبشعب تونس وهي التي كانت يرعاها حزب حركة الاخوان المسلمين في تونس".
وأضاف أن " مسيرة النضال متواصلة من أجل تحقيق المطالب ومنذ 50 سنة يعيش الشعب التونسي في تمردات متتالية لكن الثورة لم تصل بعد الى تحقيق أهدافها وهذا أمر يحمله تحالف اجتماعي واسع في طبقات الشعب المضطهدة والقوى الوطنية التقدمية التي يجب أن تلعب دورها" داعيا "الوطنيين الديمقراطيين" الى القيام بدورهم "وتطوير الاطر التنظيمية القادرة" على تمكينهم من ذلك عن طريق الحوار.
وقال إن "دم الفاضل ساسي وفتحي فلاح وكمال السبعي ومحمد هماني والقائد شكري بلعيد يدعوكم الى التواضع لبعضكم البعض والاستماع لبعضكم البعض وتقديم المصلحة العليا لشعب تونس" موجها التحية في ذات الوقت الى كل شهداء تونس.
ومن ناحيته ابرز منجي الرحوي عضو المكتب السياسي ل"حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد" أن إحياء ذكرى "استشهاد ساسي "تهدف أيضا الى " ترك الشارع في حالة نبض من اجل كرامة هذا الشعب ومن اجل خبزه وحياته الكريمة قائلا "الفاضل ساسي منارة وعلامة مضيئة في تاريخ نضالنا الوطني الديمقراطي من أجل الحرية والكرامة والسيادة الوطنية".
وأضاف أن "اليسار مشتت الآن وتوحيده مطروح أكثر من أي وقت مضى ويحتاج الى أن يكون يسارا جديدا متجددا ينغرس في نضال الشعب ويمضي في انحيازه الى الشعب كما دأب على ذلك من قبل".