صرحت عضو المكتب التنفيذي لجمعية أطباء الأورام بالقطاع الخاص المكلفة بالأنشطة العلمية، الدكتورة شيراز بن عياد بوعتور ل(وات)، على هامش المؤتمر الطبي الرابع الذي نظمته هذه الجمعية بمدينة صفاقس يومي الجمعة والسبت، أن عديد الأدوية المستحدثة (الهادفة والمناعية) لعلاج الأورام والتي صارت تحسن من نوعية حياة المصاب والتمديد في أمل الحياة لديه، لا يزال قرار اقتناؤها من الخارج معطل في مستوى وزارة الشؤون الاجتماعية لأسباب مادية وإدارية. وبينت، أن الإشكاليات التي يواجهها علاج السرطانات في تونس حاليا تتمثل بالأساس في "النقص الفادح" في الأدوية، خاصة منها العلاجات الكيميائية و"عدم الانتظام في توفيرها" من طرف الصناديق الاجتماعية و"التأخر في التزود بها رغما عن الاتفاقية التي أمضتها الجمعية مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض "الكنام" كي لا يتجاوز التأخير أكثر من أسبوعين، ملاحظة أن "البيروقراطية الإدارية تحول دون ذلك وهو ما لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال لأن الأمر بمرض السرطان وليس بأي مرض آخر"، وفق تعبيرها، علما وأن إحصائيات المنظمة العالمية للصحة تؤكد أن 16 بالمائة من الوفايات في تونس سببها السرطان.
من جهته أكد الدكتور محمد الشعبوني وهو رئيس سابق للجمعية، أن الأدوية المستحدثة تواجه في الوقت الحالي ومنذ سنوات، إشكالية مضاعفة تتمثل من جهة، في عدم الحصول على ترخيص التداول بالسوق من الصيدلية المركزية لعديد الأدوية من هذا الصنف، ومن جهة ثانية عدم تكفل الصندوق الوطني للتأمين على المرض بتوفيرها مجانا للمريض بسبب ارتفاع كلفتها، رغم أن بعضها يوفر تمديدا هاما في أمل الحياة ولا سيما بالنسبة لعلاج ورم البروستات وهو ما يعد أمرا على درجة من الأهمية من الناحية الإنسانية بالنسبة للمريض ولذويه وللمجتمع بشكل عام.
وأوضح الشعبوني، أن هذه الوضعية تتسبب في صعوبات مالية وتكلفة مادية مشطة بالنسبة للمقتدرين من المرضى الذين يجلبون الأدوية على نفقتهم الخاصة، فضلا عن الإشكاليات الإدارية والبيروقراطية التي ترافق عملية استيراد الأدوية لا سيما في مستوى تحويل العملة وطول الإجراءات.
من جهة أخرى، أشارت الدكتورة شيراز بن عياد بوعتور إلى أنه "بفضل المستجدات العلمية في الطرق العلاجية للأورام، أصبحت هناك إمكانيات شفاء لعدد هام من أمراض السرطان حتى التي هي في مراحل المتقدمة منها بما فيها سرطان الثدي والقولون والغدد اللمفاوية وذلك في إطار معالجة حالة بحالة حسب خصوصيات كل ورم وحامله".
وقد شارك في المؤتمر الرابع لجمعية أطباء الأورام بالقطاع الخاص الذي تمحورت أشغاله حول جديد الطرق العلاجية في سرطانات الثدي والمبيض والقولون والبروستات، قرابة 200 طبيب مختص في معالجة الأورام السرطانية من تونس وفرنسا وإيطاليا والبرتغال.
وتضم جمعية أطباء الأورام بالقطاع الخاص التي تأسست في 2014 في نواة أولى في صفاقس قبل أن تأخذ طابعا وطنيا وينضم إليها أطباء في الاختصاص من جميع الولايات حاليا 80 من أطباء أورام بالقطاع الخاص ينقسمون إلى ثلاثة اختصاصات هي العلاج الطبي والعلاج بالأشعة وجراحة الأورام وهي اختصاصات مترابطة ومتكاملة بالنسبة لمجال معالجة الأورام.
وفضلا عن الهدف العلمي الذي تسعى الجمعية من خلاله إلى مواكبة المستجدات العلمية الحديثة في الأدوية في الجراحة والأشعة، فلها هدف اجتماعي تعمل عبره على تحسين مستوى التكفل والعناية بالمريض وتحسين الخدمات المسداة في هذا المجال بالشراكة مع مختلف المتدخلين والأطراف الطبية والإدارية وفق ما بينه الدكتور محمد الشعبوني. وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة شيراز بن عياد أنه الجمعية تشارك حاليا المؤسسات الاستشفائية العمومية والجمعيات الطبية والصيدلية المركزية القيام بدراسة لحسن التصرف في الدواء والضغط على المصاريف ومساعدة الدولة على ذلك.