قرر مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري تسليط خطيّة مالية قدرها عشرة آلاف دينار على إذاعة "القرآن الكريم"، بسبب الإشهار السياسي لفائدة حزب سياسي وذلك من خلال الترويج له من قبل مقدم البرنامج المترشح للانتخابات التشريعية عن الحزب نفسه علاوة على استغلال الإذاعة للدعاية لشخصه، وفق بيان صادر عن الهايكا اليوم. وورد بنص البيان أنه "وبعد الاطلاع على التقرير الوارد من وحدة الرصد التابعة بالهيئة بخصوص حلقة برنامج “فاسألوا أهل الذكر” التي تم بثها بتاريخ 06 أوت 2019 على الساعة الثانية وثلاثة عشر دقيقة بعد الزوال والذي يتولى فيه مقدم البرنامج سعيد الجزيري استقبال مكالمات هاتفية من المواطنين والاجابة عن استفساراتهم، وفي اجابته عن سؤال أحد المواطنين حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية قال :” : “لا ماناش مترشحين للانتخابات الرئاسية (…) علاش لأنّ الانتخابات الرئاسية متغيّرش ياسر وضع البلاد، وضع البلاد يتغيّر عن طريق البرلمان موش عن طريق الرئاسة (…) الرئاسة معناتها الصلاحيات متاعو ضيقة جدا ، بعض الصلاحيات إلّي ماعندهاش تأثير كبير على تغيير الأساس في البلاد، تغيير القوانين وتغيير العقلية وتغيير أشياء كثيرة ياسر ، يلزم برلمان قوة، قوة في البرلمان … ثم يجي نهار إن شاء الله تعالى اذا كان نخدمو على الجمهورية كاملة نولّو نخدمو على التشريعية وعلى الرئاسية ، إذا أحنا كخطوة أولى مازلنا كخطوة أولى لذلك ما حبيناش نشاركو، أحنا موش الفايدة انّك توصل رئيس دولة ومسؤول على دولة، موش هذا الاشكال (…)أحنا أعطينا نصلّحو البلاد، نصلّحوها من الجذور (…) فاذا البرلمان هكذا نعتقد حسب القوانين الموجودة وحسب دستور تونس أن البرلمان هو العمود الفقري للبلاد موش الرئاسة “(…) لكن البرلمان إلّي هو بيده القرار ، قرار أشياء كثيرة جدّا ، تغيير وسنّ القوانين، إذا كلّو عن طريق البرلمان، كذلك مساندة إلّي يسموها يعني في كثير من المجالات مساندة القوانين أو التشريعات أو المصادقة على الأحكام (…) موجود تقريبا فمّا 24 واحد مترشّح للرئاسة ، ومازال الباب مفتوح باش يترشحو برشا ناس ، لكن معناتها بالوقت باش نبيّنو نحنا شكون يمكن أحنا باش نختارو، وربّما نوجّهو الناس، (…)ربّما نحنا ننصحوكم، ربّما ننصحو، نوجّهو الشعب شكون الأولى أنّو ننتخبوه كرئيس للبلاد (…) لكن راهو الانتخابات التشريعية هي أهم الأشياء الموجودة وأهمّ منعرج ببلادنا هي أهم حاجة قاعدين نخدمو عليها وربي يسهل للجميع ، الانتخابات التشريعية للبرلمان لذلك حزب الرحمة موش داخل في الانتخابات الرئاسية “".
وبينت الهايكا أن "قيام مقدم البرنامج سعيد الجزيري والذي هو في نفس الوقت رئيس حزب الرحمة والمترشح للانتخابات التشريعية في ولاية بن عروس عن نفس الحزب بتوظيف اذاعة القرآن الكريم – غير الحاصلة على اجازة – للترويج لخيار ترشح الحزب المذكور للانتخابات التشريعية وتعداد الحجج التي تدعم طرحه علاوة على تأكيده على امكانية توجيه المواطنين لاختيار رئيس الجمهورية المناسب، يهدف إلى التأثير على آراء الناخبين واستمالتهم ويعتبر بالتالي من قبيل الدعاية السياسية ويدخل تحت خانة الاشهار السياسي".
وأقرت الهايكا أن ما ورد على لسان مقدم البرنامج المذكور يعد إخلالا بمقتضيات الفصل 45 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 الذي “يحجّر على كافة منشآت الإعلام السمعيّ والبصريّ بثّ برامج أو إعلانات أو ومضات إشهار لفائدة حزب سياسيّ أو قائمات مترشّحين، بمقابل أو مجانا. وتعاقب كلّ مخالفة لهذا التحجير بخطيّة ماليّة يكون مقدارها مساويا للمبلغ المتحصّل عليه مقابل البثّ على أن لا تقلّ في كلّ الحالات عن عشرة آلاف دينار، وتضاعف الخطيّة في صورة العود”.