في الوقت الذي توالت فيه العديد من برقيات التعازي والإشادة بخصال الرئيس الراحل محمد الباجي قايد السبسي الذي وراءه إرثا سياسيا واسعا، وعزى فيه عدد كبير من زعماء العالم الشعب التونسي، اختفى الرئيس السوري بشار الأسد والتزم الصمت، صمت الحقد والتشفي، صمت الضغينة الذي اختاره لاعتبارات سياسية متنوعة ومنها ما يعود لسنة 2011 وأهمها جهله كون تونس دولة مدنية لا دولة تنظيمات اسلامية . بشار الأسد لم يصدر برقية تعزية اثر وفاة الرئيس التونسي المخضرم الباجي قائد السبسي ولم ينعاه وأخفى بصمته تعزية الشعب السوري للشعب التونسي لكنه عرّى حقده وضغينته على الدولة التونسية كحركة احتجاجية على طرد السفير السوري سنة 2011 من قبل الرئيس المؤقت أنذاك المنصف المرزوقي وربما احتجاجا على عدم مشاركته في أشغال القمة العربية التي انتظمت بتونس وبقي كرسي الجمهورية العربية فيها شاغرا رغم علمه بجهود الرئيس الباجي قائد السبسي ومحاولته اعادة سوريا الى اجتماعات القمة العربية وبذل مساع عديدة لاقناع الدول العربية بمكانة سوريا في القمة العربية. وبموقفه الصامت، أظهر بشار الأسد عدم نضجه الساسي وعدم قدرته على التمييز بين تونس كبلد وحيد ضمن دول الربيع العربي الذي استمر على درب الديمقراطية، وبين التنظيمات الاسلامية التي أسهمت في المس من استقرار دولته، وعزل نفسه عن زعماء العالم الذين نعوا السبسي وأشادوا ب"شجاعته" ودوره في قيادة تونس في أصعب المراحل، فالسبسي اعتبره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "قائدا شجاعا" و"صديقا" لفرنسا ووصفته المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل بالرئيس الفاعل الشجاع على درب الديموقراطية"، و"يستحق تكريما مشرفا". الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه بدوره تعزية إلى الشعب التونسي وأعلن وزوجته ميلانيا ترامب انضمامها إلى الشعب التونسي في الحداد على وفاة رئيسهم. زعماء عرب آخرون وأشادوا بخصال السبسي، فنعاه الرئيس الجزائري الانتقالي عبد القادر بن صالح والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.