أصدر الصحفي أحمد نظيف مؤخرا مؤلفا تطرق فيه إلى "المجموعة الأمنية" أو الجهاز السري الخاص بحركة الاتجاه الاسلامي سابقا وحركة النهضة حاليا، الذي خطط إلى تنفيذ انقلاب يطيح بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة فجر الأحد 8 نوفمبر 1987، إلا أن وزير الداخلية آنذاك زين العابدين بن علي استبق الحركة وأعلن عن تنحية بورقيبة وتنصيب نفسه رئيسا يوم السبت 7 نوفمبر 1987. يقول الصحفي أحمد نظيف خلال الندوة الصحفية التي عقدها اليوم للاعلان عن كتابه الجديد، إن حركة الاتجاه الاسلامي جندت منذ بداية السبعينات تنظيما محكما استطاع اختراق الأجهزة الأمنية والعسكرية ضباط وأعوان أمن من أجل التحضير للانقلاب على الرئيس السابق بورقيبة الذي كان يعيش آخر أيامه في قصر قرطاج. الكتاب الذي صدر عن دار "ديار للنشر والتوزيع" يضم 218 صفحة، مبوبا إلى 7 فصول مرتبة ترتيبا كرونولوجيا، ليختتم الكتاب بوثائق كان أبرزها رسالة القيادي منصف بن سالم للدكتور أحمد المناعي وشهادة صالح كركر حول المجموعة الأمنية وشهادة أبي مصعب السوري وغيره من الوثائق التي كانت على ارتباط مباشر بالمجموعة. "المجموعة الامنية التي اخترقت عديد الأسلاك الأمنية على غرار الحرس الوطني والشرطة وجهاز المخابرات والجيش الوطني عبر 156 عنصرا، انطلقت في التشكل منذ بداية السبعينات ليبدأ استنفار التنظيم عبر محاولة تغيير النظام الذي أصبح هزليا"، وفق تعبير نظيف. في السياق نفسه يؤكد الكاتب أن من بين اهداف المجموعة الامنية تحرير قيادات حركة الاتجاه الاسلامي من السجون واسقاط حكم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، ما دفعهم إلى التواصل مع شخصيات سياسية من أجل ترشيحهم لنيل منصب الرئاسة في ذلك الوقت. وتطرق الكتاب كذلك إلى المواجهة التي جدت بين الحركة والسلطة منذ سنة 1981 إلى حدود سنة 1987 ، والتي تلتها عدد من الايقافات والمحاكمات لعناصر من المجموعة الامنية من قبل محكمة أمن الدولة، ما دفع بالبعض من قادة الحركة الى التفكير في اسقاط الرئيس بورقيبة دون التورط في ذلك بشكل مباشر وعلني. "الحلم" الذي راود المجموعة الامنية لحركة الاتجاه الاسلامي في ذلك الوقت أشرف الوقت القيادي المنصف بن سالم الذي تسوغ منزلا في ضاحية باردو في العاصمة لتكون مقرا لقيادة العملية، عبر تخزين الأجهزة والأسلحة اللازمة لإنجاح المخطط. مخطط المجموعة الامنية كان يقابله مخطط آخر انطلق من وزارة الداخلية بالعاصمة وأشرف عليه وزير الداخلية آنذاك زين العابدين بن علي والذي خصص له الكاتب احمد نظيف جزء للحديث عن الظروف والتحضيرات االتي حفت باعلان بن علي الانقلاب على الرئيس بورقيبة. وفي ترتيب كرونولوجي يقدم الكاتب رواية حول انكشاف المجموعة الأمنية بايقاف المسؤول عنها محمد شمام يوم 27 أكتوبر 1987 خلال دورية للأمن، ما عرى حقيقة مخطط الانقلاب وكافة التفاصيل حول هذه المجموعة.