اشكون قتل بالعيد ؟ لا يعرف جل التونسيين أصل هذه الكلمة (اشكون) . قيل ان للكلمة أصول بربرية وقيل ان للكمة أصول تركية تعني السؤال عن ماذا وقيل ان للكمة أصول سيريانية مازال يستعملها أهالي دير الزور في شمال سوريا الى اليوم. وبمثل غرابة المصطلح المستعمل للسؤال عن قاتل بالعيد تظل الاجابة ملغزة ملتبسة مجهولة لدى غالبية التونسيين. من يريد اجابة سهلة ومباشرة وسياسية على السؤال فعليه ان يحضر اجتماعات الجبهة الشعبية. في هذه الاجتماعات الاجابة واضحة والقاتل معروف غير ان القاضي كما رجال المباحث لم يقوموا بمهمتهم الى حد الان ! نعم بالنسبة لليسار العمالي الثوري وجزء كبير من الحداثيين يقطن القاتل الحقيقي لشكري بلعيد في الطابق الخامس من مبنى مونبليزير بالعاصمة. عنوانه معروف وتحركاته تتم في وضح النهار غير ان هناك تقصير في القاء القبض عليه! بالتأكيد أن هذه الاجابة السهلة لا يقصد منها ان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كمن أمام بيت شكري بالعيد صبيحة 6 فيفري ليطلق عليه النار بخمسة رصاصات وليفر فيما بعد على ظهر دراجة نارية. بلا شك ان ما يريد قوله متهمو راشد الغنوشي انه يتحمل مثله مثل بقية قيادات حركة النهضة المسؤولية الاخلاقية والسياسية لمقتل شكري بالعيد. كيف ؟! هم يرون ان قيادات حركة النهضة حرضت على اليساريين والعلمانيين وعلى شكري بالعيد بالذات مما خلق الظروف الموضوعية لتخوينه وتكفيره ومن ثم اصدار فتوى تهدر دمه ومن ثم قتله من قبل مجموعة من الشباب المتشدد. طبعا هناك من متشددي اليسار من يذهب أبعد من ذلك الى حد اتهام راشد الغنوشي ذاته باعطاء الاوامر لقتل شكري بالعيد وهو قول لا يستقيم وغير واقعي ولا علاقة له بالتحليل السياسي السليم الا لمن أراد ان يقنعنا بأن حركة النهضة تخلت عن منهاجها السلمي الذي تبنته في مستوى الادبيات والطرح السياسي في السنوات الاخيرة على الاقل والذي بمقتضاه شاركت في العملية الانتخابية وفازت بها وعن طريقها تقود البلاد عبر حكومة الترويكا. بلا شك فان الاتهام المباشر لرأس قيادة النهضة فيه ما فيه من تصفية حسابات سياسية وهرسلة سوف يستثمرها اليسار بلا كلل وسوف تعاني منها النهضة طويلا على الاقل أمام الرأي العام الخارجي غير ان هذا الاتهام المباشر والسهل و السياسي لا يقدم الاجابة على السؤال ولا يفك لغز أول عملية اغتيال سياسي بالرصاص الحي في تونس ما بعد الثورة. لن يزيد الاستثمار السياسي لعملية اغتيال الشهيد شكري بالعيد الوضع العام في تونس الا تأزما ولن ينجر عليه الا تدحرجا نحو مزيدا من الاستقطاب والاحتقان. بلا شك فان مسؤولية السلطة السياسية ممثلة في حكومة الترويكا واساسا حركة النهضة كبيرة في تفكيك ألغام الاحتقان السياسي. كيف ذلك ؟. كشف الحقيقة كل الحقيقة أمام الرأي العام والقاء القبض على القاتل أو القتلة من شأنه يخفف من الالام ويبعث قليلا من الامل . و الاهم من هذا كله ان تقوم الحكومة بدورها وبصرامة وجدية في لجم دعاة التحريض والتكفير حتى لا نعيش صباحا حزينا كئيبا مخيفا مثل الذي عشناه يوما من أيام فيفري.