إنطلقت نهاية الأسبوع الجاري أشغال الصالون الدولي للإستثمار في المجال البيئي «غرين افريقيا» في دورته الثانية وذلك بقصر المعارض بالكرم بمشاركة عدد هام من المؤسسات والشركات والصناعيين والممولين من مختلف أنحاء العالم وقد أشرف السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة على إفتتاح فعاليات هذا الملتقى الذي مثّل فرصة حقيقية لخلق سوق بيئية منفتحة على القارة الإفريقية والقارة ككل كما مثل أيضا فرصة هامة للتعريف بالتطوّر القطاعي في مجال الإقتصاد البيئي ودعم الشراكة مع المؤسسات الأوروبية والإنفتاح على السوق الإفريقية في المجال، كما تضمّن الصالون ورشات عمل تهدف بالأساس الى تقديم خبرات ورؤى الدول المشاركة في هذه الدورة بالإضافة الى تباحث الفرص المتاحة من خلال التعاون بين البلدان والوسائل الكفيلة لإنجاحها. «الإعلان» وكعادتها التقت بعدد من المشاركين في هذه الدورة من مختلف أنحاء العالم (مصر والجزائروألمانيا وفرنسا).. وقد إنطلقت بداية جولتنا مع السيد شكري نصيب المنسق العام لغرين افريقيا 2009 الذي يقول في هذا الصدد ان غرين افريقيا هو مصطلح يهدف بالأساس الى خلق التوازن بين الإستثمار والبيئة لأنهما مفهومان لصيقان لا يمكن تناولهما إلا من جانب واحد والهدف من هذا الملتقى هو جعل تونس بوابة للقارة أو خلق سوق بيئية تمكننا من منافسة قطاعات عديدة وبلدان أجنبية أخرى نظرا للعناية الكبيرة التي توليها هذه الدول الى البيئة وأشار السيد شكري نصيب الى أهمية مثل هذه اللقاءات مضيفا أنه بإمكاننا الإستثمار والإنتاج والتشغيل وخلق ثروات وفي نفس الوقت حماية منظومتنا البيئية.. ويقول محدثنا في هذا الصدد أن عدد المؤسسات المشاركة في هذا الملتقى بلغ 2000 مؤسسة مقابل 50 عارضا أغلبهم من الدول الأوروبية ومن إفريقيا وكندا وأمريكا. أما بالنسبة للأزمة المالية فإنها لم تمنع مشاركة وإقبال العديد من الدول على هذه التظاهرة لأنه على حدّ اعتبار محدثنا ان الإستثمار في المجال البيئي مخرج من الأزمة المالية كما سجّل هذاالصالون مشاركة دول عديدة من مختلف أنحاء العالم التقينا بهم في هذا الصالون. ومن المغرب كان لنا حديث مع المشاركة «وفاء بوشواطة» التي أفادتنا بأن مشاركتها في هذا الملتقى كانت عن طريق دعم المبادرة الألمانية للتعريف بالإمكانيات الوطنية للتنمية النظيفة مسجّلة أول مشاركة في هذا الملتقى وحول إنتظاراتها من هذه المشاركة تقول السيدة وفاء انها تأمل في إيجاد مستثمرين جدد من أجل تبادل الخبرات مع الدول الأخرى والتطلّع لتنمية أفضل. أما السيد نجيب زغندة (مدير مؤسسة) فقد صرّح لنا بأن بلادنا تتمتّع بأفضل القوانين البيئية بالإضافة الى المنشآت البيئية المتطوّرة وهو ما يفسح لنا المجال لإبرام شراكات مع دول أخرى. أما السيد Maphias Chwenty (من ألمانيا) فيقول ان «الفنادق في تونس تمثّل منجما نفيسا للمواد العضوية التي يمكن استغلالها للتدفئة والغاز مشيرا الى استثمار العديد من الشركات الألمانية في تونس. وقد كانت ورشات العمل المنظّمة في هذا الصالون متنوّعة على إمتداد هذا الملتقى منها ماهو متعلّق بتثمين النفايات والموارد الجينية والطاقات المتجددة وقد اختارت المشاركة لمياء دالي يحيى من (الجزائر) المشاركة في هذا الملتقى في إطار التعاون والتقارب بين المصنعين ورجال الأعمال المنتمين الى نفس الميدان وأيضا الإنفتاح على الأسواق الخارجية وتبادل الخبرات وهو نفس الهدف الذي يصبو إليه السيد مأمون رقية (مشارك من تونس) ويقول في هذا الصدد ان التعريف بالمنتوج والمعدّات التابعة للمؤسسة يساهم في إيجاد حلول تتعلق بمشاكل تواجهها بعض المؤسسات. إن مثل هذه التظاهرات ماهي في الحقيقة إلا مؤشر جليّ على مدى التطوّر الذي سجّلته بلادنا في مجال حماية المنظومة البيئية