في بادرة هي الأولى جهويا قام أغلب أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي بسلسلة لقاءات مع الهياكل النقابية والمناضلين النقابيين في كلّ مقرّات الاتحادات المحلية في جوّ من الأريحية والتفاعل الإيجابي ولعلّ من أهم الأهداف التي رسمها الاتحاد الجهوي لهذه السهرات، توضيح عناصر منهجيّة العمل التي سيتوخاها المكتب التنفيذي الجديد بالرجوع الى المبادئ النقابية السامية والتي تضمّنتها لوائح المؤتمر الأخير وقوانين المنظمة وأدبيّاتها ومن أبرزها ايلاء النقابات الأساسية المكانة المستحقّة في النشاط النقابي اليومي وتفعيلها بما يضمن إشعاعها على قواعدها واستنادها إلى مواقفهم وفي ذلك قطع مع ماساد من تعال على هذه الهياكل وقفز على دورها وإلغاء لمجال فعلها. وقد كان دافع الاخوة أعضاء المكتب التنفيذي المؤمنين بهذه الرؤية إعلاء مبدأ الفعل الجماعي ونبذ الفرديّة. وقد نال هذا الطرح استحسان كلّ المشاركين في هذه المسامرات ودفعهم نحو التعبير بتلقائية وصدق عن مشاغلهم والبحث عن كيفيّة التصدّي للمشاكل الحاصلة عبر آلية الاجتماع بالقاعدة والإصغاء إلى رأيها وبلورته في لائحة معبرّة تكون قاعدة تفاوض مع الجهات المسؤولة ليس من قبل المكتب التنفيذي أو الكاتب العام للإتحاد الجهوي فقط بل من قبل النقابة الأساسية أوّلا والفرع الجامعي أو النقابة الجهوية والاتحاد الجهوي وهكذا يشارك الجميع في الفعل النقابي اليومي وهو ما تمّ فعلا في بعض القطاعات ولازال بصدد الانجاز في قطاعات أخرى. أمّا المبدأ الثاني في هذا التوجّه العام المطروح من قبل أعضاء المكتب التنفيذي خلال هذه المسامرات فقد تمثّل في ممارسة الشفافيّة بين الجميع والحرص على الوحدة النقابيّة دون إلغاء الصراع الراقي حول المحتويات والآراء بعيدا عن الإبتذال والتجريح مع احترام الرأي المخالف والتصدّي لعقليّة التآمر والنّفاق التي امتهنها البعض خلال الفترات السابقة وحاولوا اعتمادها، غير أنّه سرعان من انكشفت حقيقتهم وذهبت ريحهم. وفعلا فقد عبّر كلّ المشاركين عن آرائهم بكلّ ديمقراطية وحرية مباشرة بعد افتتاح المسامرة من قبل الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي الأخ نجيب السبتي الجبالي وتدخّلات بعض الأعضاء. ولئن حصلت بعض التشنّجات في مقرين أو ثلاثة فقد عرف الاخوة أعضاء المكتب كيف يستوعبوا هذه الاختلافات وينجحوا الى حدّ كبير في الإجابة عن الإشكاليات التي طرحت مخلّفين صدى ايجابيّا جدّا. كذلك لم يفُت الاخوة أعضاء المكتب التنفيذي توضيح بعض المستجدّات الحاصلة بعد المؤتمر وذات الصلة ببعض الأقسام في الاتحاد العام كالإدارة والمالية والمرأة والشباب العامل والتكوين النقابي والإعلام والنشر والتشريع منوّهين بما لقُوه من دعم من قبل كلّ الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعلى رأسهم الأخ الأمين العام الذي وعد منذ أوّل لقاء معه بالإعتناء بجهة سليانة ووافق على كلّ الطلبات المقدّمة واقترح تكليف فريق لدراسة محور التنمية بالجهة والتعبير عنه وتكوين ملف خاص به على غرار ما حصل بجهات أخرى وهو ما مثّل تسفيها لبعض الأصوات المشكّكة والتي روّجت لسدّ الطريق أمام المكتب التنفيذي المنتخب خلال المؤتمر الأخير. كما عرض أعضاء المكتب التنفيذي جملة الاصلاحات التي حصلت ولازالت تحصل بالجهة على اثر زيارة الأخ الأمين العام المساعد المكلّف بالإدارة والمالية للجهة. وقد نال ملف الحوض المنجمي أثناء هذه المسامرات مكانته المستحقة وشدّد نقابيّو الجهة على تضامنهم مع النقابيين المسجونين وعائلاتهم ايمانا بعدالة قضيّتهم مقترحين تخصيص يوم للتضامن مع أبناء الحوض المنجمي ومساجينه «يوم 27 سبتمبر2009 « مقرين العزم على العمل الجاد على انجاح المحطّة النضالية لقطاع التعليم الأساسي. وقد اختتمت الزيارات لتتواصل في مدد متباعدة على قاعدة النقد والنقد الذاتي والإضافة والتوجيه المتبادل. فإلى الأمام وتحيّة لكلّ نفس يسعى للمراكمة والبناء دعما لهذا الصرح النقابي الشامخ.
