تميزت التظاهرة التي نظمها الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان بمناسبة الذكرى 55 لاغتيال الزعيم فرحات حشاد بمزجها بين حواث الماضي ومشاغل الحاضر. فقد أثثت التظاهرة ثلاث مداخلات، الاولى حول المسيرة السياسية والنقابية للزعيم الراحل قدمها الاخ حمدة الحامدي والثانية تعرضت لتاريخ حقوق الانسان وذلك احتفالاً باليوم العالمي لحقوق الانسان، قدمها رئيس فرع الرابطة الاخ مسعود الرمضاني، اما المداخلة الثالثة فقد كانت للاخ حسين العباسي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التشريع والنزاعات وقد تناولت الإتفاقية 135 حول حماية المسؤول النقابي واشكالية ملاءمتها مع التشريعات الجاري بها العمل. في المداخلة الاولى تم التطرق الى المحاور الرئيسية في الفكر النقابي السياسي لفرحات حشاد والتلاحم بين النضالين الاجتماعي والوطني وقد بين الاخ الحامدي ان حشاد وان كان حريصا على الدفاع عن المطالب المهنية للشغالين بالفكر والساعد الا انه كان متيقنا من ان تلبية هذه المطالب وبلوغ الرقي الاجتماعي لا يتم الا بالتحرير السياسي وبلورة مشروع وطني لدولة الاستقلال يتضمن مبادئ العدالة الاجتماعية والديمقراطية كما ذكّر بتعريف حشاد للحركة النقابية على انها «حركة ثورية ترمي الى قلب النظام الاجتماعي والاقتصادي لتحقيق ازدهار الشعب والبلاد». الاخ مسعود الرمضاني، بسط في مداخلته الاسس الفكرية والفلسفية التي قامت عليها منظومة حقوق الانسان منذ فكر التنوير حتى الثورة الفرنسية وما تلاها كما بين ان هذه الحقوق اكتملت تدريجيا بادماج الحقوق الاجتماعية والاقتصادية خاصة مع انتشار ظاهرة العولمة وتحول منظومة حقوق الانسان الى منظومة كونية هي بمثابة قيم لكل الانسانية لا تخضع لأي استثناء عرقي او ديني او طائفي. وختم مداخلته ببسط الحدود التي صاحبت تطبيق هذه المبادئ منذ ظهورها وازدواجية المعايير لدى العالم الغربي رغم كونه مهد هذه الحقوق. الاخ حسين العباسي ختم المداخلات بالتذكير بنضال الاتحاد من أجل ان تصادق الحكومة التونسية على الاتفاقية الدولية الخاصة بحماية المسؤول النقابي كا بين حاجة الشغالين الى مثل هذه الاتفاقية خاصة في القطاع الخاص وبين للحضور الصعوبات التي لا تزال قائمة بخصوص ترجمة هذه الاتفاقية في التشريعات المحلية والخلاف القائم بين الطرف الحكومي والطرف النقابي في هذا الشأن واوضح ان للاتحاد خطته لفض هذا النزاع لصالح الفهم الصحيح والتي تتضمن في مرحلة الاولى اللجوء للمكتب الدولي للشغل. هذا وقد رد الاخ حسين العباسي على استفسارات الحضور حول بعض النقاط التي أثيرت مثل ملف التحقيقات حول اغتيال الزعيم فرحات حشاد والدور الذي ما انفك الاتحاد يقوم به لتأطير النضالات النقابية في مختلف القطاعات وآخرها الاضراب الذي يقوم به الاساتذة الثلاثة المتعاونون في قطاع التعليم الثانوي. في النهاية يمكن القول ان التظاهرة كانت ناجحة سواء من حيث طرافة الربط بين احياء ذكرى اغتيال الزعيم حشاد واحياء اليوم العالمي لحقوق الانسان او من حيث الحضور الذي كان نوعيا ومتنوعا.