انعقدت يوم 8 نوفمبر 2007 هيئة ادارية جهوية عادية برئاسة الأخ منصف اليعقوبي وذلك بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وتضمن جدول أعمالها نقطتان ، الأولى تتعلق بالنشاط النقابي جهويا والثانية بسير المفاوضات الاجتماعية. كلمة الاخ الناصر العجيلي الكاتب العام الجهوي تضمنت جردا لأهم الأنشطة النقابية بالجهة إذ تعرض الأخ الكاتب العام الى مختلف النضالات التي خاضها العمال وخاصة بنزل «القاري» وبقطاع التعليم الثانوي ، كما أشاد بالنجاح الذي سجل في الزيادة في الانخراطات وخاصة في قطاع الفلاحة كما تعرض الى مسألة الهيكلة حيث دارت كل المؤتمرات النقابية في آجالها وفي أجواء من المنافسة الديمقراطية التي اصبحت مألوفة في الجهة وعلى مستوى العلاقات بالمجتمع المدني ذكّر بمختلف الندوات التي أنجزت بدار الاتحاد الجهوي بمشاركة عديد المنظمات والجمعيات المستقلة هذا على المستوى الجهوي، أما على المستوى الوطني فقد لاحظ أن الوضع العام يدعو الى القلق والانشغال ، وأشار الى أن الاتحاد العام لم يطوّر آليات نضالية قادرة على مجابهة التحديات التي ما انفكت تزداد وتؤثر سلبا على الشغالين مثل ارتفاع الاسعار، وانتهاك أبسط حقوق العمال من طرف الخواص ، وتراجع الطرف الحكومي في عديد الاتفاقيات، وختم كلمته بالدعوة مجددا الى تفعيل وتعبئة القوى النقابية بالشكل الذي يحقق المطالب المشروعة للعمال. النقاش الذي دار بعد ذلك تناول عديد المسائل سواء جهويا أو وطنيا. على المستوى الجهوي سجل عديد المتدخلين صعوبات النشاط النقابي في القطاع الخاص وتجاوزات الاعراف الصارخة في حق العمال. كما أبدى العديد منهم قلقهم بشأن ظاهرة استقالات بعض النقابيين من مسؤولياتهم النقابية ودعوا المكتب التنفيذي الجهوي الى العمل على معالجة هذه الظاهرة وتوحيد صفوف النقابيين. على المستوى الوطني ركز اغلب المتدخلين على غلاء الاسعار وتدهور المقدرة الشرائية لعموم الشغالين وتساءلوا عن موقف الاتحاد من هذه المسألة الحيوية ، كما عبر اغلب المتدخلين عن رفضهم لطريقة المفاوضات المعمول بها حاليا واقترحوا الابقاء على مفاوضات كل ثلاث سنوات لكن مع حذف تلك الجملة المعتادة في الاتفاقية والتي تمنع أي مطالبة ذات مردود مالي طيلة السنوات الثلاث وضرورة عقد جلسة تفاوضية بين الاتحاد والحكومة كل سنة للنظر في تطور مؤشر الاسعار والاجور ومعالجة أي خلل يطرأ على التوازن بين المؤشرين. وفي جانب ثالث سجل عديد المتدخلين التضييق المتزايد على النشاط النقابي سواء بواسطة الطرد العشوائي أوالنقل التعسفية أوالمحاكمات وتساءلوا عن سبب فتور العلاقات مع مكونات المجتمع المدني المستقلة وسكوت الاتحاد رغم توصيات مؤتمر المنستير إزاء ما يجري على الساحة الوطنية من انتهاكات لأبسط حقوق مكونات هذا المجتمع. في معرض الرد، تناول الأخ المنصف اليعقوبي عديد القضايا، إذ شخّص في البداية صعوبات العمل النقابي في ظل اقتصاد ليبرالي همّه الوحيد زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة وتكريس الارباح على حساب الشغالين، وفي ظل انحسار العمل النقابي بفعل تراجع القطاع العمومي وتزايد الخوصصة ، ثم تطرق الى قضية المفاوضات الاجتماعية ولاحظ ان طريقة التفاوض لم يقررها المكتب التنفيذي الوطني بل هيئات الاتحاد المسيرة وهي المخولة الوحيدة لتغييرها ، كما عرج على ملف التأمين على المرض ووضح للحضور نقاط الخلاف بين الطرف النقابي والطرف الحكومي حول تأهيل القطاع العمومي والخدمات المسداة مقابل الخصم من المرتب وأعاد دعوته الى تحمل الجميع لمسؤولياتهم والعمل على رصّ الصفوف لأن الرهانات اكبر من أن يجابهها طرف واحد في أي مستوى من المسؤولية النقابية. عمال ايسوزو في اضراب لمدة شهر يبدو أنه لم يبق للاعراف سوى مطالبة العمال بالعمل مجانا لمصالحهم ، صاحب معمل الصناعات الميكانيكية المغاربية حول حياة العمال الى كابوس متواصل فمنذ ما يزيد عن السنتين والعمال يطالبون بحقوقهم المشروعة مثل زي الشغل وعديد المنح والمتأخر من رواتبهم ومنذ ما يزيد عن السنتين وصاحب المصنع يرفض الحوار ويقاطع الجلسات، وعندما اجبر في نهاية المطاف على إمضاء اتفاق في ماي 2006 ، عاد من جديد لسلوكه القديم المتمثل في تجاهل التزاماته وصّم أذنيه على كل دعوات الحوار . واجبر العمال على الدخول في اضرابات عديدة دون جدوى وحصلت لديهم قناعة ان صاحب المصنع يريدهم عبيدا لا شركاء في انتاج الثروة وهكذا قرروا الدخول في اضراب لمدة شهر رغم حالتهم المادية المزرية. وقد تناول اعضاء الهيئة الادارية الجهوية هذه المسألة وطالب الأخ الناصر العجيلي بمساندة العمال بكل الاشكال المتاحة كما وعد الأخ المنصف اليعقوبي بالعمل على تقديم مساعدة مادية لهم لمساندتهم في اضرابهم المشروع. على صعيد آخر مازال عمال معمل الالكترونيك «MIBTY» ينتظرون أجورهم منذ شهر أوت ، كما تتعدد التجاوزات في قطاع المقاطع إذ عمد أحد الاعراف الى ايقاف العملة عن العمل دون سبب وجيه في حين اعتدى الآخر بمعية ابنيه على مسؤول نقابي وتبدو هذه القطاعات مقبلة على موجة من الاضرابات الاحتجاجية.