المعهد الثانوي «ابن الجزار» بالقيروان من المعاهد العريقة بالمدينة، فتح ابوابه منذ ما يزيد عن عشرين سنة يتكون من مجموعة مباني ذات طوابق كانت في الاصل مبيتا في الستينات والسبعينات تابعا لمعهد المنصورة آنذاك. وبشكل ارتجالي قامت السلط المختصة في ذلك بتحويله الى معهد مستقل تنعدم فيه الكثير من ظروف العمل الملائمة، لأن غايتها على ما يبدو كانت تفتيت المعاهد الكبيرة لاحكام السيطرة عليها ، وهكذا وجد الاساتذة والقيمون والاداريون والعملة أنفسهم يعملون في فضاء ليس فيه من مواصفات المؤسسة التربوية سوى الاسم، فالمدارج ضيقة لا تتناسب مع عدد التلاميذ الذي فاق أحيانا ألفي تلميذ والساحة غير مبلطة والنوافذ غيرملائمة وقاعة الاساتذة في حالة يرثى لها . ورغم كل هذه الظروف قبل الاطار العامل هذا الوضع لسنوات عديدة وقدم الكثير من التضحيات ونجح في الارتقاء بنسب النجاح وانتظمت حياة أغلب العاملين بالمعهد على هذا الاساس الجديد من بناء مساكن مجاورة لمكان العمل الى ترسيم الابناء في المؤسسات التعليمية المجاورة الى غير ذلك من عناصر الاستقرار المادي والمعنوي . كما تضافرت جهود كل الاطراف لتحسين ظروف العمل داخل المعهد وتكللت بالنجاح إذ تقلص عدد التلاميذ ليستقر سنة 2006 2007 في حدود 1242 تلميذا وبُني مستودع للسيارات وجمل مدخل المعهد وتم تبليط الساحة واصلاح قاعة الاساتذة وتجهيزها وأضيفت تسع قاعات للتدريس وأربع قاعات اعلامية مجهزة واربع مخابر تقنية للسنوات الثالثة والرابعة وثلاث مخابر تقنية للسنوات الاولى والثانية ومجبرين للعلوم الطبيعي واستقام الوضع بالمعهد الذي اصبح بحق مؤسسة تعلمية ذات مواصفات مرضية الى حد كبير . واعتقد الاساتذة وغيرهم من العاملين أن الامور ضبطت كما يجب وتنفسوا الصعداء. غيرأن وزارة التربية والتكوين لا تؤمن على ما يبدو بالنهايات السعيدة ، إذ تتفطن فجأة الى عدم صلوحية المعهد للتدريس، بعد 23 سنة بالضبط من عمر المؤسسة، وتقرر حسب تسريبات من هنا وهناك، تحويله الى مركز للتكوين البيداغوجي وتوزيع العاملين على عدة معاهد أخرى. هكذا بكل بساطة دون إعلام ولا استشارة يجد الاطار العامل نفسه مثله مثل الذي استفاق صباحا فوجد من يأمره باخلاء البيت فورا. إن الاطارات العاملة بمعهد «ابن الجزار» من أساتذة وقيمين وإداريين وعملة الذين ناضلوا كثيرا وتحملوا المشاق العديدة يحقّ لهم اليوم أن يطالبوا بتشريكهم في ايجاد الحلول الملائمة ويرفضون أن يكونوا آخر من يعلم ، لقد نجحوا في تحويل معهد «ابن الجزار» الى منارة علمية يرغب عديد الأولياء في تسجيل أبنائهم بها، فالسنة الدراسية الحالية شهدت قبول 105 تلميذ من معاهد أخرى وهو ما يؤكد مرة أخرى مشروعية مطلب الاطارات المذكورة بعدم التسرع في اتخاذ قرار الاغلاق والاجتهاد في البحث عن حلول تأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الاطراف بعيدا عن الارتجال والقرارات الفوقية. يوم الأرض في إطار مناصرة القضايا العربية، أحيى الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان يوم الجمعة 30 مارس ذكرى يوم الأرض. وقد تضمن برنامج التظاهرة ملصقات حائطية توضح أطوار النضال الفلسطيني وخاصة المصادمات التي تمت سنة 1976 والتي أسست لهذه الذكرى. كما انتظم معرض صور تناول المحطات المشرقة للمقاومة في فلسطين والعراق. وأخيرا محاضرة الأستاذ شكري بلعيد بعنوان «المقاومة والتحدي الطائفي « أتي فيها بإسهاب مثير للإعجاب على مختلف الجوانب المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني الإمبريالي . كما قدم معلومات عن فصائل المقاومة العراقية ونجاحاتها في دحر الاحتلال الأمريكي للعراق. هذا وقد انجز هذا البرنامج الثري بحضور عدد هام من النقابيين بدار الاتحاد الجهوي للشغل. كما سبق للاتحاد الجهوي للشغل أن نظم تظاهرة أخرى بمناسبة اليوم العالمي للمرأة دعا إليها عددا هاما من الجمعيات والوجوه الوطنية المناضلة في مجال القضاء وحقوق الإنسان.