عبّرت النقابة العامة للثقافة والإعلام عن استيائها الشديد واندهاشها من قرار المجلس الوطني التأسيسي والقاضي ببعث مرصد لتتبع الصحافيين قضائيا واعتبرت ذلك مسّا واعتداء ممنهجا على حرية العمل الصحافي ومحاولة مبّطنة للهيمنة على القطاع، وضربا لحرية الرأي والتعبير. النقابة العامة رفضت بعث هذا المرصد ودعت كافة الإعلاميين من صحافيين وتقنيين وموظفين وعمال إلى التصدي لهذا المشروع الذي يمثل خطرا حقيقيا على حرية الإعلام المكتسبة بفضل الثورة وهي حقّ لا يمكن للإعلاميين التفريط فيه. طرد تعسفي وقرارات جائرة من ناحية ثانية، عبّر المكتب التنفيذي للنقابة العامة في بيان أصدره يوم 24 ماي 2013 عن استنكاره من الاوضاع داخل بعض المؤسسات الإعلامية للصحافة المكتوبة من طرد تعسفي لبعض العاملين واعتداء على قوانين الشغل والاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة ومنها جريدة «التونسية» اليومية كما ندّد بالقرارات التعسفية التي طالت زميلنا الصحافي منذر الجبنياني بالإذاعة التونسية والتي لا تمت للقانون وللعلاقات الشغلية بصلة. النقابة العامة نادت بضرورة التوافق حول تعديل المرسوم 115 بما يضمن حقوق العاملين بالقطاع وإحداث كراس شروط يلزم أصحاب المؤسسات باحترام حقوق الموظفين وتطبيق الاتفاقيات المبرمة في القطاع كما دعا الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري الى التحرّك ضد كل المؤسسات التي لا تلتزم بقوانين الشغل والعمل على مراقبتها والحكومة إلى توفير كل الوسائل المادية واللوجيستية اللازمة لتسهيل عمل هذه الهيئة. ظلم في «التونسية» وفيما يخص جريدة التونسية، فللأسف، مثلها مثل عديد المؤسسات الاعلامية التي تستخفّ بالقوانين وبالاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة وبالتشاريع الجاري بها العمل، عمدت مؤخرا الى طرد عاملين دون أي موجب ودون احترام للحد الادنى القانوني، والمضحك في الأمر ان صاحب الجريدة أعلم المعني بالامر بالإعفاء عن طريق ورقة عادية مكتوبة بخط يده مثلما يبيّنه ذلك المثال أسفله. التونسية عيّنة من عشرات الأمثلة التي تبيّن مدى معاناة الصحافيين والعملة والتقنيين من أصحاب المؤسسات الإعلامية الذين ينتهكون يوميا القوانين ويبتزون العمال بسرقة جهدهم وعرقهم والذين يجهلون ايضا ان تمكين العمال من حقوقهم يُعتبر قاعدة مهمة من أجل تطوير المؤسسة وضمان ازدهارها واستقرارها ... ولعل عملا كبيرا ينتظر الهياكل النقابية بالقطاع ومنها النقابة العامة للثقافة والإعلام للضغط على هؤلاء ورسم خطة نضالية من أجل تطهير القطاع والدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية لمنظوريهم وتطوير المشهد الإعلامي في تونس.