... بعيدا عن إيديولوجية التكتّلات والإنحيازات والحسابات التي سادت مشهد الكرة التونسية على امتداد سنوات طويلة، فانّ الذين صدّقوا حكاية المشهد الذي سيتغيّر بمجرد «التصديق على القانون الأساسي الجديد» هم واهمون، وهنا يحق لنا أن نسأل هل أنّ الذي تعوّد تغليب مصلحة هذا النادي على ذاك قادر بين لحظة وأخرى على التغيّر حتما الإجابة واضحة لكنّ يبقى مصدر تفاؤل بعضهم أنّ الذين دافعوا عن مشروع عمل أسابيع في سويعات تعهّدوا بتغيير الوضع نحو الأفضل.. لكنّ مثلنا الشعبي يقول «انّ الطبع يغلب التطبع».. لذلك كلّه فانّ الجلسة العامة الخارقة للعادة جاءتنا ضمن سيناريو واضحة أهدافه ودليلي على ذلك انّهم برمجوا أشغالها في المساء، هل تعلمون لماذا؟! فقط لأنّ الماسك بخيوط اللعبة ذهب في اعتقاده أنّ ممثلي النوادي وبمرور الوقت ومع «تطويل تفاصيلها» سيدب الملل الى نفوسهم، لحظتها يمكن تمرير ما تمّ التخطيط له وإلاّ ماذا يعني افتتاح يدوم ساعة و 33 دقيقة ضمن حديث كلّه استفهامات، ولاءات وألغاز والذي يتحدّث عن علاقة تعاقدية بين جامعتنا والفيفا نسي أنّنا نقّحنا هذا القانون الأساسي حتّى نستجيب لما طلبته منّا.. وهنا يتبادر الى الذهن سؤال مركزي ماذا لو لم ننقح هذا القانون الذي يبقى سبب البلية في كل الذي حصل فيه من تداعيات حمودة بن عمار وعمر الدراجي (...)، أعود لذلك الذي أطال الحديث دون موجب لأقول أنّ العلاقة التعاقدية بين الفيفا والجامعة موجودة معنويا.. أمّا فعليا فانّ ما التزمنا به مع الفيفا امتثلنا له وكوّنّا لأجله اللجان، وقد ذهبت كذلك الى زوريخ لمناقشته وتفسير نواياه أليس هذا إتلاف للأضداد.. أم أنّه كلام للاستهلاك فقط...؟ لكن الذي يبقى فوق كل احتمال، لماذا تخلّى علي الأبيض عن لعب دوره الأساسي خلال فعاليات الجلسة العامة الخارقة للعادة ودوره الأساسي يكمن في ترأس تفاصيلها أم أنّه اختار الهروب من المواجهة... وعن أيّة مواجهة يمكن أن يتحدّث والمكتب الجامعي المنحل لم يحدّد حتّى تاريخ عقدها بما أنّ الموعد وصل للجماعة في شكل تعليمات. المشكل الكبير الذي تعاني منه كرتنا أنّ الكل قادر على إصدار تعليمات بما أنّ هذا الكل يكاد يلعب نفس الأدوار.. لذلك لم يكن غريبا عنّا أن يتكفّل كل الذين جلسوا في المنصة الرئيسية وفي الأخرى الجانبية على تولّي الإجابات بالرد والتوضيح والتفسير بما أنّ النصوص نوع والأقوال أنواع أخرى مع التأكيد على كون القانون الأساسي جاء كاملا متكاملا والحال أنّه كان بالإمكان مناقشة تفاصيله بعمق أكبر دون تشنّج مبالغ فيه من كل الحاضرين في جلسة 16 مارس 2007. تعدّد الأدوار... ... تكفّل بالرّد على استفسارات وتدخّلات ممثلي النوادي أكثر من 7 أشخاص، أي نعم حدث هذا جملة وتفصيلا... والحال أنّ في الجلسات السابقة و حتّى في المجلس الفيدرالي المنعقد بالمنستير كان رجل واحد يتكفّل بالرد مع الإقناع والامتاع ومن أعني غير محي الدين بكار ذلك العبقري الذي يجادل بالحجة والبرهان وهو مفرد بصيغة الجمع.. محي الدين بكار ورغم غيابه البارز عن فعاليات الجلسة العامة الخارقة للعادة بحكم تواجده أيّامها في السعودية.. ذهب لمن لا يعرف لحضور اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي.. كان الحاضر البارز في عقول الكثيرين، كان الحاضر في وجدان كل الذين حضروا ذلك الحضور الصوري.. لمسات محي الدين بكار في المشروع المقدم وفي منهجيته وفي طرق صياغته كانت واضحة.. لن أذهب بعيدا في تقديم حقائق كثيرة أعرف تفاصيلها.. لكنّني أعود لأقول هذه هي كرتنا.. وهكذا هم يريدونها أن تكون..!! مشروع قانون أساسي يقدّم ويصادق عليه الجميع ثمّ تكون العودة الى الديار بنفس السرعة التي نوقش بها.. فهل هذا معقول يا ناس...!! ما نرفضه البارحة، نصادق عليه اليوم... ... سبحان من لا ينسى، لكن الذي أعرفه أنّ النوادي كانت رفضت في وقت سابق حكاية لجنة تصريف شؤون الجامعة.. وما يرفض بالأمس يُصادق عليه اليوم.. فما الذي تغيّر...؟! حتما لا شيء.. لأنّ الذين رفضوا ابتداع لجنة تصريف داخل الجامعة أكّدوا سابقا أنّ المكتب الجامعي بمكوّناته سيكون فارغا من مضامينه وإلاّ ماذا يعني اجتماع في الشهر، وبتكوين هذه اللجنة اليوم ماذا سيبقى للمكتب الجامعي من ملفات ليناقشها ؟ أم أنّهم سيردّدون على مسامعنا كالعادة حكاية أنّ أعضاءه سيتفرّغون للتفكير والتطوير والتحديث واستشراف الآتي.. لكنّ الحقيقة الأخرى الغائبة عن الأذهان، تتمثّل في أنّ الكل يسير هكذا على الهامش، هكذا مع الأيام ومع الأحداث ومع المناسبات ومع منطق الربح، أمّا عن الكرة وصيغ انجاحها فهي آخر اهتمامات من يتحمّلون المسؤولية في صلبها والشواهد عديدة وهي ليست في حاجة الى أن نعود إليها بالتفاصيل...!! القائمة المدعومة... (؟) تواصلا مع ما دوّنه سواء ياسر بلحاج أو مصطفى عطية على صفحات الزميلة العزيزة «الصريح» خاصّة وأنّهما لمحا إلى كون لعبة القوائم حتما ستفرز لنا مكتبا جديدا قادرا على الذهاب بكرتنا بعيدا... وهذا البعد يعني بالنهاية مزيد تحقيق نجاحات إقليمية وقارية ودولية، بل أنّ ياسر وفي عدد الأحد 24 مارس 2007 كتب أنّه لا توجد قائمة مدعّمة هذا ما كتب.. وبما أنّنا تعلّمنا أن نجادل بالحجّة، أسأل ياسر وهو سيّد العارفين... هل كان يعرف الطاهر صيود...؟! وهل كان ينتظر بروز إسمه على سطح الأحداث بمثل هذه الكيفية؟! أسأل كذلك لماذا لم يعوّض سي الطاهر حمودة بن عمار منذ البداية ؟! وبالتالي كان بالإمكان تجاوز العديد من الإشكاليات؟! فالذي جاء بالطاهر صيود الى مشهد كرتنا ووضعه وأعاده الى صدارة الأحداث وأقنعه بتولي هذا المنصب وتكوين قائمة وهو البعيد عن الميدان الرياضي لمدّة سنوات هو الذي سيدعمه، والذي سيدعمه يعرف إلى أين ستنتهي الأمور.. كما كان بدأها حين مرّر كل فصول القانون الأساسي دون أن يسمع صوت النوادي، هذا الذي كان علينا جميعا أن ندركه ونتوقّف أمامه.. قضيّة الكرة التونسية ليست في من يرفع بطولة أو من يكسب كأسا القضيّة الأهم باعتقادي تكمن في سؤال أعمق ؟! وهو ماذا نريد من هذه الكرة...؟! ماذا نريد من هذا الأفيون ...؟! من هذا الفيروس ؟! الكرة التونسية حكاية أكبر من أن نتوقف أمامها في سطور.. ألم يقولوا انّها رافد من روافد التنمية، فعلى أي تنمية يمكن أن نتحدّث وكل النوادي في الديون غارقة... من سيكون كاتبا عاما ؟ من التنقيحات الجديدة التي عرفها القانون الأساسي هو إلزامية تعيين كاتب عام في الجامعة ليلعب الدور الحيادي هناك... وهنا يحقّ لنا أن نسأل من الذي سيكون قادرا على لعب هذا الدور؟ إذا سلمنا أنّ رضا كريّم سيبقى في خطّته الإدارية، كمدير عام وسيف الإسلام بن جمعة مديرا مكلّفا بالموارد البشرية... من أين سيأتوا لنا بهذا الكاتب ؟! من أين ؟! الشكل والمضمون.. خلاصة القول انّ الكرة التونسية في حاجة إلى أن يحدّد أهلها نواياهم منها حتّى تتمكّن بالتالي من تجاوز ما علق بها من إشكاليات على امتداد سنوات طويلة... الكرة التونسية في حاجة اليوم إلى من يخدمها بصدق.. بحاجة الى أن يكتفي كل طرف بلعب دوره فيها دون أهداف وتمايز بين أبناء الوطن الواحد، دون وصايا من هذا أو ذاك.. ولعلّ الوقت قد حان لتقطع وزارة الرياضة مع «فاكسات» التعيينات الفوقية حتّى يقلع بعضهم عن الحديث عن «التعليمات الفوقية»... اليوم عليّ أن أصدع بحقيقة مفادها أنّ كرتنا حقّقت نجاحات كبيرة، هذا يمكن الاتّفاق فيه.. لكنّ الكل مسؤول عن اهمال المضمون بما أنّ الكل مهتم بالشّكل، بما أنّ بعضهم يردّد أنّ الترشّح لكأس العالم هو تأكيد على أنّ «كرتنا لباس» من موقعي أقول أنّ الذي «يفكّر هكذا» ربّما لم يتجاوز بأفكاره منطق البساطة ومفهوم ذلك يحيلنا على السذاجة، وكرة تدار بهذا المنطق أعرف مسبّقا أنّها «ما عندها وين توصل». قائمة وفاق في تطوّر سريع للأحداث علمنا والجريدة تحت الطبع أنّ تدخّلات فاعلة حصلت وأنّ الذين كانوا يتحدّثون عن التدعيم «قالوا ما في بالناش».. لكن لماذا يؤكّد بعضهم على كون الطاهر صيود «متعارك» مع رضا عياد... تفاصيل الساعات الأخيرة تشير الى أنّ بعضهم يريد قائمة وفاقية..