تفاجئ المرءَ دائما، كما لو انها تشتغل لأول مرة، تتابعها العينان حتى الخدر وهي تعقد ضفائرها وتفكها متلفة جذورها في زهو، كأن الرأس مشدود الى هوة سحيقة. اذا كان الماء يحفر طريقه زاحفا، فهي تبدل موضعها را، ولا يمكن ان يحذق رقصتها أحد الا المحترق نفسه. كلما هضمت قوتها، خفتت طقطقتها وصفت ألوانها لتضيء. عبثا تحاول الريح فصلها عن طعمتها كما لا يجدي ضربها، أو طعنها، بل ان ذلك يؤجّجها، فتغمغم ناهشة فريستها باستماتة. قبل المضغ، لابد من التقطيع، واذا استعصت عليها قطعة، طوقتها بالدخان لتعود اليها نافخة بأنفاس جديدة. تمحو ما لا يُمحى، ولا شيء يمحو أثرها. ربما لأنها سريعة العدوى، تختبئ في الحجر والبراكين. اذا كانت تذخّر في المخازن، فهي تُذخّر كذلك باردة في الصدور. تحالف العدوّ والصديق، لكنها قد تفاجئ من يشعلها ولا يرثها في النهاية غير الرماد.