منذ طفولة المكان تشابكت ضفائر القصيدة في الأسلاك الشائكة حول الفكرة تقدَّمْ واتركها عالقة هناك لم نعد نحتاج إليها كي نمرّ ذات خريف مزمن سقطت حروف الهجاء سهوا من بائع كلام متجوّل تقدّمْ واتركها مبعثرة هناك لم نعد نحتاج إليها كي نمرّ منذ يوم لا يعنينا تسلّقَ المعنى أسوار الذاكرة وفرّ ترك الباب مفتوحا على مصراعيه للفوضى تعمّر مسامّ الحواسّ أيّها المارّ من مضيق النّصّ ترفّقْ وأنت تطأ العتبة الأولى ترفّقْ وأنت تطأ العتبة الأخرى ما تسمعه ليس حفيف طريق منسيّ ليست الرائحة المعتّقةُ مطرا على تربة عطشى ليس ما تراه حلم يوم قائظ تلمّسْ جدران ذاكرتي ضعْ أذنك على الجدار وأنصتْ لحن تعزفه الأحزان نابضا بالقيح تأمّلْ سقف الذّاكرة علّقْ عينيك عند المصباح المحترق وأنصت لحن تعزفه الأحزان نابضا بالقيح تحسّسْ أرض الذاكرة سرْ ببطء وأنصتْ لحن صرت تعرفه نابضا بالقيح تأمّلْ الآن حنّاء كفّك ذاك السواد عليها غبار الروح تثبّتْ من الأصوات في أذنيك ذاك الطنين المكتوم نواح الروح تفقّدْ نظافة حذائك ذاك اللزج العالق في الكعب لساني المقطوع