عندما نتميز في الباكالوريا آداب نفتح كتاب التوجيه الجامعي ببعض الأمل وكثير من الخوف والحيرة : ماذا سندرس ؟ وحين نحصل على شعبة نتساءَل نحن أبناء الفقراء أولا وأبناء الشعب المتميزون ثانيا هل يمكن أن يمنحنا هذا الوطن فرصة للعمل والعيش والكرامة ...هل يمنحنا فرصة لرد الجميل لآبائنا ؟ أما نحن تلامذة دار المعلمين العليا فلا نكفّ عن الحلم في العمل بمجرد حصولنا على شهادة تسمّى شهادة الدار.. نحصل على امتيازات «دار المعلمين العليا» نكمل دراستنا في مؤسسة بمثل هذه العراقة ونحصل على منح شهريّة ويذهب المتميزون منا في تربصات بدور معلمين عالمية. وحين حصلنا على شهادة دار المعلمين صرنا نتساءَل : هل سنعمل حقا ونعيش على أمل أنّ الحكومة المؤقتة ستأخذ بعين الاعتبار مثل هذه المؤسسة وتعيد إليها اعتبارها باعتبارها أعرق مؤسسة في البلاد، ولكننا نصاب بخيبة الأمل حين يتحدث وزير التربية وهو كما سمعنا (الخبر غير مؤكد طبعا ككل الأخبار هذه الأيام في تونس) خرّيج سابق في دار المعلمين العليا، لم يشر مجرد إشارة إلى هؤلاء الأساتذة المتخرجين في دار المعلمين العليا الذين يضمن لهم الرائد الرسمي أولوية الانتداب في المعاهد الثانوية سواء نجحوا في مناظرة التبريز أو أخفقوا، ولكن وزير التربية تحدث عن انتداب الحاصلين على الكاباس دون أن يتحدث عن غيرهم رغم انّ هؤلاء المتخرجين ذهبوا أكثر من مرة إلى وزارة التربية والتكوين وفي كل مرة يتغير الرد.والآن تقتلنا الحيرة هل يتكرر السيناريو الذي استهدف المختصين في الفلسلفة ليشمل بقية الشُّعب المتخرجة في دار المعلمين أم هي أزمة عابرة وستجد الوزارة حلا جذريا؟إن كانت الفرضيّة الأولى فهي كارثة وإن كانت الفرضية الثانية فمتى تتحرك الوزارة والسنة الدراسية قد بدأت؟ ولماذا لا تُطمئن هؤلاء؟ قرأت المقال الصادر في جريدة الصريح يوم 13 سبتمبر.2011 في إطار الندوة الصحافية التي أجراها السيد وزير التربية بكثير من الأمل أن أجد سطرا واحدا يتحدث عن خرّيجي دار المعلّمين العليا ولكن لم يشر إليهم حتى بين السطور. فهل تعمّد الوزير تجاهل هؤلاء الأساتذة لأن تعيينهم أمر مفروغ منه أم لأن السيد الوزير لا يعلم أن هناك قانونا في الرائد الرسمي يعطيهم الحق في التعيين دون أي مناظرة؟ وهنا نشير إلى أن السيد الطيب البكوش قد استند على الرائد الرسمي في الانتدابات التي قام بها.