أسفرت الجهود التي بذلها المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة مع السلط الجهوية وفي مقدمتها والي المكان الى ايجاد مخرج مؤقت للوضعية الحرجة التي يمر بها عدد من عمال القطاع السياحي الذين يعتصمون منذ شهر امام مندوبية السياحة احتجاجا على المصير الغامض الذي أصبح يتهددهم ودفعهم الى هذه الخطوة النضالية في قلب مدينة سوسة وذلك من اجل التحسيس بمشكلهم الأساسي المتمثل في حث أصحاب النزل على استقطابهم وهو ما يرفضه هؤلاء بداعي كساد السوق السياحية الامر الذي يمنعهم من فتح باب الانتداب. الجدير بالذكر في هذا الباب ان عديد الجلسات عقدت بمقر الولاية وجمعت الأخ مصطفى مطاوع الكاتب العام للاتحاد الجهوي بوالي سوسة كان موضوعها المحوري البحث عن الآليات السريعة والكفيلة بالتخفيف من معاناة هؤلاء العمال الذين شارفوا جميعا على الضياع. وفي خطوة اولى اعتبر الطرف النقابي أنها غير كافية فقد تقرر تمكين عمال السياحة المعتصمين من منحة قدرها 125 دينار تصرف لمدة 5 أشهر بداية من شهر جوان في انتظار رد وزارات السياحة والشؤون الاجتماعية والتكوين والتشغيل على مراسلات الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة التي وجهت إليها في شهر ماي وتضمنت شرحا تفصيليا لوضعية عمال القطاع بالجهة وتعمد عدد من أصحاب النزل التخلص من اليد العاملة لأسباب غير شرعية مقابل تعمد عدد آخر من الأعراف غلق الباب امام الانتدابات الجديدة وجعلها مشروطة بالانطلاق الفعلي للموسم السياحي وربما قد يكون ذلك في موسم الشتاء!! الملفت للانتباه في هذه المعاناة الحقيقية التي يعيشها منذ مدة هؤلاء العمال ،هو تعمد بعض الجهات التي تتحرك وفق أجندات سياسية ضيقة استغلال ظروف هؤلاء العمال ومحاولة استمالتهم سياسيا وجعلهم ذخيرة انتخابية لقادم الأيام وحثهم على عدم القبول بإنصاف الحلول والتمسك بحل وحيد هو حل التشغيل مع الترسيم وهذا ما زاد في التشويش على هؤلاء العمال وجعلهم لا يقدرون على تحديد طلباتهم والثبات على هذه المطالب قبل ان يكتشفوا حقيقة تلك الجهات ومكر نواياها ويقولوا لها ديقاج رافضين اية خطوة صادرة من أي جهة خارج إطار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة ممثلهم الشرعي والمفاوض الوحيد باسمهم مع السلط الجهوية لتخفيف عبء معاناتهم وإيجاد مخرج عادل يقطع مع ما عانوه من تهميش وخصاصة وحرمان. اللافت أيضا فيما يتعلق باعتصام عمال السياحة هو اندساس عدد ضخم من العمال يفوق الثلات مائة ليست لهم علاقة بالقطاع وكانوا يعملون في مهن مختلفة ،هؤلاء أيضا أصر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة على اخذ مطالبهم بعين الاعتبار وفاوض الولاية من اجلهم وبحث لهم عن حلول وقتية أهمها تمكينهم من حق الأولوية في الانتداب للعمل في الحظائر في انتظار عثورهم على حلول أفضل. الجدير بالذكر في هذا الباب هو التدخل الشخصي من الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الأخ عبد السلام جراد مع الوزير الأول ومطالبته له بحث وزارات حكومته المعنية بالنظر سريعا في معاناة هؤلاء العمال الذين أعطوا بلا حساب للقطاع السياحي وللدورة الاقتصادية الوطنية ولا يجوز تركهم في مهب الريح تتقاذفهم رياح البطالة المزمنة والخصاصة والحرمان. وفي انتظار توضح الصورة أكثر لعمال هذا القطاع في قادم الساعات وربما في قادم الأيام،نعيد ونذكّر بان من بين العمال حالات تبكي الحجر وليس فقط قلوب البشر، من العامل الذي قطع عنه الماء والكهرباء وله ابنين اجتازا مناظرة الباكالوريا تحت الظلام الدامس الى العامل الذي تدمع عيناه وكأنه يخط عبارة عندما يبكي الرجال بحثا عن ثمن رغيف خبز الى ثالث خرج هائما لعلّه يصطدم بفاعل خير ينقذه بثمن علبة حليب لابنته الرضيعة الى آخر ما هنالك من الحالات التي جعلت الاتحاد الجهوي بسوسة لا يتخلف عن ممارسة دوره الإنساني في الإحاطة بعماله ولكن الاتحاد أيضا ليس البنك الدولي وعلى كل الجهات ان تتحمل دورها كاملا وان تترجم عمليا ما ترفعه في الاجتماعات من شعارات ثورية ظلت صالحة فقط لنشرات الأنباء !!