ثلاثة أسابيع مرت على اعتصام اطارات وأعوان وعملة الادارة الجهوية للنقل والتجهيز بباجة بمقر عملهم، السبب المباشر لهذا الاعتصام شخصان بعينهما: السيد حسين العنايبي الذي سُمّي حديثا مديرا جهويا للنقل والتجهيز بباجة والسيد علي صالح الهلالي رئيس المصلحة الادارية والمالية بالادارة المذكورة. ما يعاب على الأول حسب المعتصمين هو سوء المعاملة والتصرف اللذان أدّيَا الى طرده من الادارة الجهوية بقبلي وقد ترسّخ لديهم هذا الأمر من خلال السلوك الذي أتاه السيد العنايبي حيث لم يدخل الدار من بابها كما يقال بل عمد الى الاتصال مباشرة أو عبر الهاتف ببعض الموظفين والعمال أو عائلاتهم قصد كسب ودهم عبر تقديم إغراءات ووعود بتسوية الوضعيات (ترسيم، تدرج اداري، منح...) مما أدى الى استنتاج مفاده ان المدير الجهوي الجديد يريد انتهاج سياسة »فرّق تَسُد« ولما واجهه منتسبو الادارة لم ينكر وحاول الاعتذار دون جدوى. أما السيد الهلالي فقد أبلغنا المعنيون بالامر انه أتى تصرفات مشينة وغير مسؤولة تمثلت خاصة في زرع الفتنة بين الموظفين بعضهم بعضا من ناحية وبين الموظفين والمقاولين من ناحية أخرى كما ادعى على بعض الموظفين بتهم باطلة ليس لها أساس من الصحة مع خوضه في أعراض الموظفين وخاصة الموظفات وقد أدت هذه الامور الى تعكير صفو الجوّ العام بالادارة والتقليص من الوتيرة العادية للعمل وصلت الى ما يشبه العزوف عنه. ويقوم المعتصمون بالاتصال بشكل يومي بالسلط الجهوية كما وجهوا برقيات الى وزارة النقل والتجهيز بتاريخ 2 و 3 و 4 مارس الجاري وكرروا الامر يومي 11 و 12 من نفس الشهر، تحوّلوا الى العاصمة يوم الاثنين 7 مارس في محاولة لمقابلة السيد الوزير وبسط كل المشاكل لكن هذا الاخير فوّض موظفا كان له معهم لقاء وصفوه بالبرود وغير المثمر وملاحظتهم الاساسية ان الموظف غير مُلمّ بالموضوع وأعيد طلب المقابلة للمرة الثانية يوم 10 مارس وبعدالمماطلة والانتظار لقرابة الساعة ببهو الوزارة رفض الوزير مقابلة ممثلي المعتصمين وأحالهم الى مدير الديوان الذي أعلمتهم سكرتيرته بأنه يرفض تحديد موعد للقائهم، وقد عبر لنا هؤلاء عن سخطهم واستيائهم من البرود الذي قوبلوا به ولكنّ عزاءهم الوحيد كان التلفزة الوطنية التي قامت نحوهم بما يمليه الواجب من عرض لمشكلتهم على الشاشة الصغيرة يومين متتاليين. وقد أشار المعتصمون الى ان اعتصامهم لا يحمل اي مطالب مادية وأنه اعتصام جزئي حيث يتم قبول المراسلات الخارجية، كما ان فروع التجهيز الميدانية تدخلت في عديد المناسبات ولا تزال تتدخل عند الحاجة، لكن مسألة غياب مدير جهوي تطرح عديد المشاكل ذات الطابع الاداري خاصة في ما يهم الامضاء على المراسلات والوثائق لذا فالعلاقات مع المقاولين ومكاتب الدراسات متوقفة كما لم يتم خلاص أجور 27 عاملا غير مرسمين. إن المطالب الاساسية لإطارات وأعوان وعملة الادارة الجهوية للنقل والتجهيز تتمثل خاصة في الاسراع بتعيين مدير جهوي جديد خلفا للسيد حسين العنايبي شريطة أن لا يكون مطرودا، أو تعيين عنصر من أبناء الادارة لتسيير شؤونها في انتظار تعيين مدير جديد، بالاضافة الى الاستغناء نهائيا عن الرئيس الحالي لمصلحة الشؤون الادارية والمالية وتعويضه بآخر.