فاجأتنا بداية السنة الجديدة بوفاة الأديب القصّاص عبد القادر الدردوري وفاة جاءت بعد أسبوع من حجز مجموعته القصصية الأخيرة في المطبعة... حجز أصاب الكاتب بالكمد وجعله يموت ب... وإذ تتقدم نقابة كتّاب تونس بالتعازي لعائلة الفقيد فإنها تعبر عن استغرابها من الطريقة التي وقع بها افتتاح السنة الوطنية للكتاب (حجز كتاب : انظر العدد الماضي من الشعب). وتدعو الى الالغاء الفعلي لكلّ أشكال الرقابة والابداع القانوني على المنشورات وخاصة الابداعية منها... فحجزها قد يؤدي الى وفاة صاحبها!!! حينها يتحول الحجز من رقابة على المطبوعات الى عملية قتل مع سابقية الترصدّ والإضمار!!! وقائع السّنة الماضية تطالعنا الجرائد والمجلات في نهاية كل سنة وبداية سنة أخرى باستطلاعات ترصد أهم الأحداث للسنة الماضية في المجالات السياسية والرياضية والفنية... وإذا قصرنا حديثنا على المجال الثقافي فإن سنة 2010 التي شهدت الاحتفال بعدة مائويات (مصطفى خريّف علي بن سالم...) وبعض الدورات العادية للمهرجانات تميزت بحدث خاص جدا ومميز فلأول مرة في افريقيا والوطن العربي والعالم الاسلامي يجتمع الكتّاب ويوفقون في تأسيس نقابة تدافع عن مصالحهم المادية والاجتماعية هذا الحدث المميز لم يظهر طبعا في استطلاعات الجرائد!!! لأن وزارة الثقافة ترفض الى الآن رغم مرور ستة أشهر الاعتراف بهذه النقابة الفتية... وستبقى سنة 2010 وصمة في جبين وزارة الثقافة التي رفضت ولا تزال الاعتراف بنقابتي الفنون التشكيلية والكتاب... إذن ترفض الاختلاف وترفض الاصغاء الى مشاغل المبدعين التونسيين... وقائع السنة الحالية حين تم إقرار سنة 2011 سنة وطنية للكتاب استبشر أغلب الكتاب التونسيين بذلك... ولكن هذه السنة انطلق الاعداد لها من قِبَلِ سلطة الاشراف دون تشريك حقيقي للكتاب ولمن يمثلهم... ووقع كالعادة الاكتفاء بتشريك الاعراف (اتحاد الناشرين) و »المبندرين« من الجمعيات التي لا تحمل أية اضافة... ومع ذلك ورغم تغييبها ستسعى نقابة كتاب تونس الى الاحتفاء بهذه التظاهرة عبر اعداد برنامج خاص بها ستسعى الى انجازه... سنة مرت وأخرى حلّت... ولا نرغب ان تبقى دار لقمان على حالها... حال تغييب الكتاب وتجاهل مطالبهم في العيش بكرامة... حقهم في ان تعاملهم الوزارة كمبدعين يسهمون في بناء حضارة البلاد ومجدها... لا معاملتهم كمجانين أو »بهاليل« يقع من حين لآخر تزيين المشهد الثقافي بمن لا يمتلكون أضافر منهم...