أكّد الناطق الرسمي باسم كتلة حركة وفاء بالمجلس الوطني التأسيسي آزاد بادي في حوار مع وكالة "بناء نيوز" أنّ مسألة تجريم التطبيع في الدستور التونسي لا تخضع فقط للمزايدات السياسية إنّما تخضع أيضا للمصالح الحزبية الضيقة خاصّة وأنّ الترويكا تتخوّف من تأثير هذا الموضوع على علاقاتها مع أمريكا والغرب في حين ترى حركة وفاء أنّ تجريم التطبيع يجب أن يرقى على جميع المصالح الاقتصادية أو غيرها لأنّها تحيد به عن المزايدات السياسية أيّا كانت أطرافها. وأمّا عن الاعتداء الذي تتعرّض إليه غزّة فقد أكّد بادي أنّه لا يعدّ جسّا لنبض القيادات الجديدة في العالم العربي لأنّ الكيان الصهيوني لا يحتاج إلى جسّ نبض ولأنّه متأكّد أنّ الحكّام العرب قد ركعوا منذ عقود وأنّ ساسة الربيع العربي الجدد منخرطون في بناء السلطة الجديدة وما تعنيه من ضرورة الحفاظ على المصالح التي تؤمّن لها ذلك. وأوضح بادي أنّ حركة وفاء تعتبر الإعتداء على غزّة هو مواصلة لتركيع الأمّة العربية والإسلامية ولضرب نفس المقاومة وفرض الأمر الواقع داخل الأراضي المحتلة وهي رسالة من الكيان الصهيوني إلى دول الربيع العربي مفادها أنّ الثورات لم تغيّر شيئا من واقع الأمور. وبيّن عضو المكتب السياسي لحركة وفاء أنّ حماس بعثت خلال هجوم الكيان الصهيوني الأخير برسالة قوية بضرب قلب تلّ أبيب مركز اتخاذ القرارات المعادية للأمّة العربية والإسلامية ،وتقول لجميع العرب أنّ المقاومة مستمرّة وستستمرّ سواء تخلّى عنها من تخلّى أو عارضها من عارضها. وأضاف آزاد بادي أنّ المقاومة رفعت من وتيرة ردّها هذه المرّة من خلال استهدافها مراكز هامّة للكيان الصهيوني واستخدامها لأسلحة متطوّرة مؤكّدا انّ ما يبرهن ذلك هو استشهاد عدّة قيادات بارزة على مرّ السنين ما يزيد من تقوية المقاومة لا إضعافها. وبيّن بادي أنّ المقاومة قد بيّنت أنّ المقاومة ستظلّ مستعصية على الكثيرين ،مضيفا أنّ المقاومة بحاجة لدعم عسكري عربي وإذا لم يتوفّر ذلك فأضعف الإيمان هو تجريم التطبيع الذي سيكون اعترافا مباشرا بأنّ هذا الكيان عدوّ للأمّة العربية والإسلامية وهو ما سيمكّن من تحديد كلّ اطر التعامل معه وصولا إلى دعم المقاومة بكلّ الوسائل. وأكّد بادي مطالبة تونس بالانفتاح على دول جديدة كالشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وآسيا لا الاكتفاء بأمريكا والغرب وهو ما سيمكّن من كسر طوق التبعية لللّوبيات الصهيونية اساسا والبحث عن أفق شراكة مع دول عربية وإسلامية في كافّة انحاء العالم بداية ببلدان المغرب العربي لخلق سوق مغاربية حرّة ومبادلات تجارية مفتوحة وعلاقات شراكة حقيقية ممّا يساهم في تعزيز القدرات الاقتصادية لتونس لأنّ السياسة الغربية تعتمد على إغراق الدول في المديونية تمهيدا لاستعبادها وفرض أجنداتها. وعند التطرّق لمسألة كشف الجهاز الاستخباراتي الصهيوني في تونس ، قال آزاد بادي "لدينا قناعة تامّة لا ترقى إلى الشّك بأنّ النظام السابق كان له علاقات وطيدة وتنسيق مستمرّ مع "الموساد" والمخابرات الأجنبية"، مؤكّدا أنّ إخفاء أرشيف قصر قرطاج أكبر دليل على ذلك إضافة إلى ما سيكشفه البحث في قضية اغتيال الشهيد "أبو جهاد". وأضاف آزاد بادي أنّ أسرار وشهادات اغتيال "أبو جهاد" ستؤكّد تواطؤ النظام السابق واجهزته في هذه الجريمة وبالتالي تعامله مع جهاز المخابرات الإسرائيلية بالدليل والحجّة لا بالتخمين والافتراض. وأكّد الناطق الرسمي باسم كتلة حركة وفاء أنّ لدى الحركة بعض الأدلّة والشهادات موثقة لأطراف كانت غمّا متواجدة أو في أجهزة من بينهم من أدلى بشهادته والبعض الآخر مستعدّ للإدلاء بها ويبقى على جهاز التحقيق القيام بدوره بشكل مهني وحرفي والاستفادة ممّا لديه من معلومات ودلائل توفّرت خاصّة في عهد وزير الداخلية الأسبق "أحمد المستيري". وأشار آزاد بادي إلى تعهّد المحكمة بالتحقيق بصفة رسمية في القضية التي تقدّمت بها حركة وفاء المتعلّقة باغتيال "أبو جهاد" مؤكّدا أنّ ذلك سيفتح المجال للبحث القضائي في ملابسات الجريمة والكشف على الأطراف المتورّطة فيها سواء من الأجهزة الإسرائيلية أو التونسية. وقد اعتبر آزاد بادي أنّه من بين اهداف هذه القضية هي كشف الحقيقة والأطراف المتورطة في ذلك والذين سيحاولون بالتأكيد عرقلة سير البحث الذي قد يطالهم. وفي ما يتعلّق بوفاة السجين البشير القلّي أكّد بادي أنّ حركة الوفاء للثورة تحمّل مسؤولية وفاة السجين البشير القلّي لوزارتي الداخلية والعدل ،معتبرا أنّ وفاة موقوف مهما كانت الأسباب تعدّ مسألة خطيرة بعد تونس الثورة.