قال تقرير "لهيومن رايتس ووتش" إنه بينما يضع العالم في بؤرة اهتمامه مسألة ما إذا كانت الحكومة السورية قد استخدمت الأسلحة الكيميائية، كان استخدام الحكومة السورية الكثيف للقنابل العنقودية قد أوقع على مدى العام المنقضي أضراراً مدمرة بالمدنيين. وتعرضت بلدة تلبيسة القريبة من حمص لهجمات متكررة بالقنابل العنقودية. أحد السكان المحليين قال ل هيومن رايتس ووتش بعد أن شهد عياناً غارة استخدمت فيها القنابل العنقودية :"سمعت الناس يصرخون، فركضت باتجاههم واكتشفت أن أحد الشوارع التي انتثرت فوقها القنيبلات كان بها أناس في ذلك الوقت. وعندما بلغت المنزل رأيت بالداخل أطفالاً مصابين بجراح شديدة. وبعد أن قدمنا يد العون للجرحى، عثرنا على ثلاثة أشخاص قتلى في أحد المنازل القريبة. كانوا من نفس الأسرة". تنشطر الذخيرة العنقودية في الجو سواء أسقطت من طائرة أو أطلقت من الأرض وتنشر العشرات بل وأحياناً المئات من القنيبلات، التي تعرف أيضاً بالذخائر الصغيرة. لقد وقعت المزيد من الإصابات في أعقاب هجمات الحكومة السورية بالقنابل العنقودية، خصوصاً تلك التي وقعت بسبب القنيبلات التي لم تنفجر أثناء الهجوم غير أنها انفجرت لاحقاً عند لمسها. بعض القنيبلات تكون على شكل كرات تنس فضية اللون فتجتذب اهتمام الفضوليين من الأطفال. وتكشف مراجعة قامت بها "هيومن رايتس ووتش" للمنشور السنوي "تقرير مراقبة الذخائر العنقودية"عن أن ما لا يقل عن 200 نوع من الذخائر العنقودية قد استخدمت في تسع من محافظات سوريا الأربعة عشر فيما بين جويلية 2012 وجوان 2013، وذلك على الرغم من أن تلك كانت فقط الذخائر التي كان بمقدورنا توثيقها. ومن المحتمل أن يكون عدد الغارات الفعلي أكبر من ذلك. تمثلت استجابة الحكومة السورية في إنكار استخدامها للذخيرة العنقودية، ورفض الأدلة باعتبارها "غير صحيحة"، وزعمها أن قواتها المسلحة لا تمتلك بدءاً تلك الأسلحة. وختم التقرير: من المحير إنكار الحكومة في مواجهة الأمر، مع أخذ الأدلة الدامغة المعاكسة لادعائها في الحسبان. والظاهر أن تفسير ذلك هو في أن الذخائر العنقودية قد وصمت من واقع الاتفاقية التي تحظرها إلى الحد الذي يُشعر حكومة دمشق بالعجز عن مجرد محاولة تبرير استخدام مثل تلك الأسلحة المحظورة.