قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته اليوم الخميس 12 سبتمبر إن الأدلة المتوفرة توحي بقوة بأن القوات النظامية السورية مسؤولة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية على بلدتين بمحافظة ريف دمشق في 21 أوت 2013. هذه الهجمات التي قتلت مئات المدنيين وبينهم العديد من الأطفال، يبدو أنها تمت باستخدام غاز أعصاب على درجة سلاح، يُرجح أنه غاز سارين. وقال بيتر بوكارت مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش وكاتب التقرير: "توفر مخلفات الصواريخ والأعراض التي ظهرت على ضحايا هجمات 21 أوت في الغوطة أدلة كاشفة عن نظم الأسلحة المستخدمة. توحي هذه الأدلة بقوة بأن القوات الحكومية السورية أطلقت صواريخ تحتوي على رؤوس حربية كيميائية على ريف دمشق ذلك الصباح المروع". وقالت هيومن رايتس ووتش إن الأدلة الخاصة بنوع الصواريخ ومنصات إطلاقها المستخدمة في هذه الهجمات تُظهر بقوة أنها نظم أسلحة معروف وموثق، وأن القوات المسلحة السورية هي التي تمتلكها وتستخدمها. وحللت هيومن رايتس ووتش مقاطع فيديو اليوتيوب المتوفرة علناً من المناطق الخاضعة للهجمات وكذلك صور عالية الجودة لمخلفات الصواريخ وفرها ناشط محلي في الغوطة الشرقية. نعتقد بوجود نظامي صاروخ أرض أرض اثنين منفصلين على صلة بإطلاق المادة الكيميائية التي تم التعرف عليها. النوع الأول من الصواريخ – وتم العثور عليه في الموقع بالغوطة الشرقية – هو صاروخ 330 ملم يبدو أن له رأساً حربية مصممة لتحميل كمية كبيرة من مادة كيميائية سائلة. النوع الثاني الذي تم العثور عليه في هجوم الغوطة الغربية، هو صاروخ 140 ملم سوفيتي الصنع، طبقاً للمراجع المعتمدة، له القدرة على أن يُحمّل بثلاث رؤوس حربية مختلفة، منها رأس حربية مصممة لحمل وتسليم 2.2 كيلوغراماً من غاز سارين. كما لم توثق هيومن رايتس ووتش وخبراء الأسلحة الذين يراقبون استخدام الأسلحة في سوريا حيازة قوات المعارضة السورية لصواريخ 140 ملم أو 330 ملم من المستخدمة في الهجوم، أو المنصات الخاصة بإطلاق هذه الصواريخ. وقال ثلاثة أطباء في الغوطة قاموا بعلاج الضحايا ل هيومن رايتس ووتش إن ضحايا الهجمات ظهرت عليهم أعراض منها الاختناق وضيق التنفس وعدم انتظامه وتشنج العضلات اللاإرادي والغثيان وتكون الزبد عند الفم، وسيلان السوائل من الأنف والعينين، والارتعاش والدوار وعدم وضوح الرؤية واحمرار العينين واحتقانها، وضيق الحدقتين الشديد. وظهرت على بعض الضحايا الصغار زرقان في الوجه، كما يحدث في حال الاختناق أو الغرق. ولم تظهر على أي من الضحايا أعراض إصابات من النوع الذي يحدث في حال وقوع هجمات بمتفجرات أو أسلحة محرقة. وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذه الأعراض وعدم وجود إصابات ، تتسق مع كون ما حدث هو التعرض لغاز مثل سارين. وهناك أدلة معملية على أن غاز سارين قد استخدم في هجوم سابق في أفريل في جوبر قرب دمشق، حيث تم فحص مصور اللوموند المتواجد وقتها فيما بعد خشية أن يكون قد تعرض لغاز سارين. وقال بيتر بوكارت: "إن الأدلة المتزايدة على استخدام السلاح الكيميائي في نزاع سوريا المؤسف يجب أن تعيد تركيز النقاش الدائر في المجتمع الدولي على ردع أي استخدام لهذه الأسلحة وحماية المدنيين السوريين بشكل أعمّ".