اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صباح اليوم السبت 27 أفريل، أن الفتنة الطائفية عادت إلى بلاده بعدما "اشتعلت في منطقة أخرى من الإقليم"، في إشارة على ما يبدو إلى سوريا المجاورة. وقال المالكي في افتتاح مؤتمر إسلامي للحوار في بغداد إن "الطائفية شر ورياح الطائفية لا تحتاج لإجازة عبور من هذا البلد إلى آخر وما عودتها إلى العراق إلا لأنها اشتعلت في منطقة أخرى في الإقليم." ويشير المالكي بذلك على ما يبدو إلى سوريا التي تملك حدودا مشتركة مع العراق بطول نحو 600 كلم، وتشهد نزاعا داميا مسلّحا بين جماعات مسلحة والنظام، يحمل طابعا مذهبيا، قتل فيه عشرات الآلاف. وتشهد المناطق التي تسكنها غالبية سنية وبينها محافظة الأنبار غرب البلاد هجمات مكثفة ضد قوات الأمن منذ الثلاثاء حين قتل 50 متظاهرا خلال اقتحام اعتصام سني معارض لرئيس الوزراء الشيعي في الحويجة غرب كركوك. وحصدت أعمال العنف المتفرقة أكثر من 200 قتيل وأكثر من 300 جريح على مدى الأيام الخمسة الماضية، ليرتفع معها عدد القتلى في شهر أفريل في العراق، الذي يشهد منذ غزوه عام 2003 هجمات يومية، إلى أكثر من 400 قتيل. وذكر المالكي إن "الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع لا أحد سينجو منها إن اشتعلت"، معتبرا أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في زمن "انفجار الفتنة الطائفيّة" في العالم الاسلامي. معتبرا "نار الطائفية في العراق سرعان ما عادت بعد أن انطفأت وعودتها ليست بالصدفة إنّما مخطّط وتوجيه وتبني". وقال رئيس الوزراء الشيعي إنّ "من مخاوف الطائفيّة هي إنّها سرعان ما تتحوّل بحركة سريعة إلى عمليّ تقسيم وتمزيق للبلدان الاسلاميّة وهذا ما نراه في العراق والدول العربية والإسلامية الأخرى التي تعيش حالات طائفية." مشددا على أنّ "الفتنة الطائفيّة أخطر من مواجهة الجيوش والاحتلال."