يذكر التاريخ دون ريب اليوم الثلاثاء 09 أفريل 2013 في كلّ من تونس والعراق وفلسطين ثلاث محطات تاريخية تقف عندها هذه البلدان بعد عقود طويلة من الزمن، شكلت هذه المحطات - رغم اختلاف جغرافيا هذه البلدان- إحدى أهم المراحل الفاصلة في تاريخ البلاد العربية بأكملها من المحيط إلى الخليج وكانت لها تأثيرات مباشرة وأخرى غير مباشرة فيما تشهده المنطقة العربية اليوم من تغيّرات. ويمثل يوم 09 أفريل من كلّ سنة "يوم الشهادة والفداء" في تونس والعراق وفلسطين وفي لبنان أيضا، وها هي تونس تقف اليوم أمام الذكرى الخامسة والسبعون لوقوع شهداء السيجومي لسنة 1938 التي شهدت خروج عشرات الآلاف من نساء ورجال تونس رفضا للاحتلال الفرنسي. وتسجّل دولة فلسطين العربية اليوم وبعد أكثر من ستين عقدا استنفذ فيه الاحتلال الصهيوني أبشع ممارساته العدوانية والقهرية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل وبأقذر ما لديه من أدوات ونفوذ عسكرية وتقنية، لكن ورغم ذلك يتواصل نضال الفلسطينيين إلى اليوم بذات الإرادة وهم يقفون اليوم على مسافة بعيدة من الذكرى الخامسة والستّين لشهداء مجزرة دير ياسين بفلسطين التي ارتكبها العدوان الصهيوني سنة 1948 على يد جماعات الإرهاب الصهيوني برئاسة الصهيوني "أرجون وشتيرن". تمرّ اليوم الذكرى العاشرة لملحمة الدفاع عن بغداد في وجه همجية الاحتلال الأمريكي الذي أطاح بإيعاز من حلفائه وبالتواطؤ مع عدد من الأنظمة العربية ببغداد في مثل هذا اليوم من سنة 2003. ولا ريب في أنّ لبنان شهد في التاسع من أفريل عام 1985 استشهاد البطلة سناء محيدلي في تفجير سيارة مفخخة وسط تجمع لآليات جيش الاحتلال الصهيوني جنوب لبنان. ولئن مثلت هذه التواريخ نكسة لشعوب البلاد العربية من خلال فقدان شهدائها، فإنّها حمّلت هذه الشعوب الحرّة مسؤولية الإطاحة بالغزاة والطغاة والمحتلين، ولعلّ نجاح تونس في إخراج المستعمر الفرنسي من ترابها عبر نهج النضال سيؤتي أكله مع تخلص بقية الشعوب العربية التي مازالت تعاني الاستعمار بأشكاله التقليدية والعصرية وعلى رأسها شعبا فلسطين والعراق.