عاجل - تونس : 4 رجات أرضية في أقل من 24 ساعة    وزارة التشغيل: إدراج قاعدة بيانات خاصة بسلاسل القيمة ضمن منصة "مبادر" واعتمادها كمرجع وطني    بنزرت: الانطلاق في اشغال تبليط عدد من الانهج الحيوية بمعتمدية ماطر    نقص الأمطار وتأثيره على القطاع الفلاحي.. اتحاد الفلاحين يحذر    بنزرت: حجز حوالي 82.5 طن من الخضر    كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة : "برمجة إنشاء 32 سدّ تلي جديد في تونس" (فيديو)    المنتخب التونسي يقفز 5 مراكز في التصنيف الشهري للفيفا    أمل جربة: ثنائي يجدد .. ورباعي يعزز المجموعة    مستقبل قابس يتعاقد مع الحارس علي الفاطمي ويمدد عقد اللاعب محمد عزيز فلاح    في نشرة متابعة للرصد الجوي: أمطار غزيرة تصل الى 80 مليمترا بهذه المناطق    وزارة التربية تعلن، اليوم الخميس، عن نتائج مطالب نقل التلاميذ بين المؤسسات التربوية النموذجية    بطاقة ايداع بالسجن ضد المعتدي على طبيب في قسم الاستعجالي بالمنستير    نحو تنظيم أيام ثفاقية تونسية عراقية    سلمى بكار رئيسة للمكتب التنفيذي الجديد للنقابة المستقلة للمخرجين المنتجين    التمويل المستدام: السندات الخضراء وسيلة ناجعة لدعم الاقتصاد    بنزرت:حجز حوالي 82,5طن من الخضر وإعادة ضخها بالمسالك القانونية    المنتخب الوطني يشارك في دورة إتحاد شمال إفريقيا    كأس الكاف: حكم سوداني يدير مباراة إتحاد الجزائر والمعلب التونسي    مرة أخرى : محاكمة بن يدر بتهمة الاعتداء الجنسي تحت تأثير الكحول    فيديو : أمطار غزيرة تغمر شوارع صفاقس ...و هذه الكميات المسجلة    الاتحاد المنستيري يتحول اليوم الى الجزائر    استراتيجية تونس المائية: آفاق واعدة لتعبئة موارد اقتصادية حيوية    تراجع نسبة الفائدة الرئيسية الامريكية الى %4.75    الخارجية الفلسطينية تطالب بتنفيذ فوري لمشروع قرار معتمد من الأمم المتحدة..    حادث مرور قاتل بالطريق السريعة الجنوبية..وهذه التفاصيل..    تسجيل 418 تدخل لوحدات الحماية المدنية    طبربة غير مطابق لشروط تخزين المواد الخطرة…حجز حوالي 30 طن من مادة الأمونيتر    عاجل/ تنبيه من أمطار غزيرة متوقعة اليوم بهذه المناطق..    خبر غير سار للطلبة الذين يريدون الدراسة في كندا    Ooredoo تونس تشارك أطفال جمعية كافل اليتيم الاستعدادات للعودة المدرسية من خلال برنامج تونس تعيش    التمديد في آجال استقبال الأفلام المرشحة للمشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة والقصيرة    وحيدة الدريدي :'' الممثل الذي يريد أن يبدع في تونس ...لازم يكون عندوا برشا فلوس ''    امرأة تذبح نفسها محاولة الانتحار في بث على "التيكتوك"..ما القصة..؟    عاجل : القبض على ''تيكتوكوز"'' عربية مشهورة    انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان تهز تايوان.. لماذا؟    التقلبات الجوية: وزارة الفلاحة تحذر الفلاحين    كوريا الشمالية تطلق 160 بالونا محملا بالقمامة عبر حدود جارتها الجنوبية    ماسك يتهم السلطات الأمريكية بممارسة الرقابة    الملاسين: محاصرة منحرف خطير محل 26 منشور تفتيش    بانتظار كلمة نصرالله اليوم.. حزب الله يتوعد إسرائيل ب"عقاب خاص على هجمات البيجر"    اطلاق مجلس الاعمال التونسي النرويجي وتوقيع مذكرات تفاهم تونسية - نرويجية    انتشار تقارير مغلوطة عن العثور على متفجرات في سيارة قرب حشد انتخابي لترامب    وفد صيني في ديوان تنمية الوسط الغربي من أجل الجغرفة الرقمية    مع المتقاعدين .. القيم العام صلاح الدين الطويهري...مرت أيامي... بين حراسة مرمى كرة اليد والعمل على ترشيد التلاميذ !    مختارات لغوية وأدبية    حتى لا تتكرّر نفس الأخطاء : اختتمت المهرجانات الصيفية ... و ماذا بعد ؟!    "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"...الفة يوسف    الشّركة التّونسيّة للصّناعات الصّيدليّة تستأنف أنشطة تصنيع محاليل الحقن    التوقيع على اتفاقيتي انجاز محطتين لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بسيدي بوزيد وتوزر    التهاب القصيبات الحاد للأطفال ...وزارة الصحة تقدت توصيات للأولياء    الدورة الخامسة من تظاهرة الخروج إلى المسرح من 23 إلى 29 سبتمبر بمدينة الثقافة    قابس: المجلس الجهوي الجديد يعقد جلسته الأولى    سليانة: اتخاذ جملة من الإجراءات لمكافحة نبتة الشويكة الصفراء    مصر.. التيجانية تعلق على اتهام أشهر شيوخها بالتحرش وتتبرأ منه    ضربة مزدوجة للأمراض.. طبيب ينصح بخلط عشبتين    من تجاربهم: الشاعر التونسي عبدالله بنعمر...يتنازل عن مداخيل ديوانه لصالح التلاميذ المحتاجين !    مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترنم به    تونس تشهد خسوفا جزئيا للقمر ليل الأربعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل سمعتم بثقافة الحمير على قناة حنبعل؟
نشر في باب نات يوم 11 - 04 - 2013


بقلم عبد الرزاق قيراط
في برنامج 'بلا مجاملة' الذي تبثّه قناة حنّبعل كلّ أحد، تحترق الثقافة بحمم السياسة، لذلك نحثّ القناة وباعثها (من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) على تأخير ذلك العرض إلى الهزيع الأخير من الليل. وننصح القائمين على ذلك البرنامج بمراجعة مادّتهم من حيث الشكل والمحتوى، والدعوة موجّهة إلى المكلّفة بالإعداد هالة الذوادي حتّى تجتهد لتغيير بعض الألوان بما في ذلك لون شعرها الأحمر. وعلى المقدّم وليد الزرّاع أن يقلّل من الاهتزاز والضحك لأتفه الأسباب، وأن يعالج عيوبه الأخرى، ومنها على سبيل المثال التكرار إلى حدّ الإزعاج، وقوله قبل الفواصل، 'ابقوا معنا لا تغيّروا المحطّة'، فذلك القول أشبه بالشتيمة لمن يشاهد برنامجه على وجه الخطأ أو مارّا من قناة إلى قناة، فيستوقفه الفضول على المكوث قليلا في المحطّة المذكورة ليستمع إلى ضيف بعينه، كما هو شأني عندما أردت الإنصات إلى ضيفتهم نوال السعداوي، السيّدة المصريّة المشاكسة ذات الثقافة الواسعة والمواقف الجريئة...
في تلك الحلقة التي خصّصت ليوم المرأة، حضرت المطربة علياء بلعيد، للغناء فقط، لا للحديث عن السياسة كما نبّهت قبل التصوير. وقد اعتبر المقدّم ذلك الموقف سابقة في تونس وزعم أنّ جميع الفنّانين من ضيوفه عادة ما يرغبون في التحدّث عن الحكومة والمجلس التأسيسيّ. والجمهور يعرف أنّ الزرّاع يبالغ حتّى لا نقول غيرها. فهذا البرنامج الثقافيّ بالدرجة الأولى، انخرط في السياسة بعد الثورة حين ركبها الجميع دون سابق إلمام بفقهها... والمزعج في برنامج ثقافيّ، أنْ تُحوّل وجهة جميع الضيوف وجميع المناسبات وجميع الأسئلة لتخوض مع الخائضين في السياسة والسياسيين، وأنا هنا لا أدافع عن السياسيّين بقدر ما أدافع عن المثقّفين. فقد يسيء أحد الطرفين للآخر... ومن الأمثلة على ذلك الخلط المقحم، تعليقات هالة الذوادي إثر تقرير أنجزته عن فنان حوّل كهفا (بمدينة الدهماني) إلى متحفٍ تكريما لحمار أو أتان. فقالت إنّها لاحظت غياب الأمن في طريق عودتها إلى العاصمة، وعبّرت عن أسفها لعدم زيارة وزير الثقافة لذلك الكهف أو المتحف، وختمت بقول استفزازيّ موجّه: "نحن نريد أن نشجّع أهل الكهف وثقافة أهل الكهف وليس ثقافة البهائم" .وفي مثل تلك المواقف يضحك الزرّاع ويهتزّ طويلا...ولعلّه سيضحك أكثر حين يشاهد الإعادة، ويستمع إلى زميلته هالة التي قالت في تعليق جانبيّ:' أتمنّى أن أتحوّل يوما إلى حمارة'! ..
وفي التقرير الذي تناول زيارة الدكتورة نوال السعداوي، مارست هالة الذوادي هوايتها في اغتصاب الأسئلة وتحويل بوصلتها نحو المواضيع التي تعبّر عن روحها العدائيّة للفئة التي تحكم البلاد. فسألت الضيفةَ عن غياب الحفاوة في استقبالها الذي لم يكن رسميّا... وهي بذلك تتجاهل تكريم رئيس الجمهوريّة منصف المرزوقي للسعداوي (مع ثلّة من النساء المناضلات). وفي ذلك تشريف يغني عن المراسم الأخرى. غير أنّ الذوادي دأبت بأسئلتها على تحقير الرؤساء والوزراء انطلاقا من ثقافتها السياسيّة 'المستحمرة'... وإذا لم ترضها الأجوبة عن أسئلتها المستفزّة، تقدّم الإجابة التي تشفي غليلها، وهكذا فسّرت غياب الاستقبال الرسميّ للضيفة المصريّة قائلة بتهكّم : 'فكر نوال السعداوي لا يتماشى مع الفكر المنغلق لحكّام تونس'!!!
أمّا بخصوص السعداوي، فقد بلغت من العمر عتيّا. ومع ذلك، تحدّثت بحماستها المعهودة عن الجنس وتعدّد الزوجات وزواج القاصرات المصريّات من شيوخ الخليج الأغنياء، ونبّهت إلى خطر الامبرياليّة العالميّة، وسلطان الدولار واليورو والأحزاب الدينيّة ودورها في فرض السياسات المعادية للنساء... وكلّ ذلك مألوف في فكرها المثير للجدل. ولكنّ العجائب جاءت في تعليقات نسائنا المثقّفات اللائي جلسن إلى مائدة السعداوي بأحد فنادق العاصمة. وقد أشبعن نهم الصحفيّة الذوادي وأسمعنها ما تحبّ من الأقوال المعادية، ومن المآثر التي قيلت: 'إنّ الرجال يحبّون الإسلام رغبة في الجنس.. ونحن نعيش انفلاتا جنسيّا.. وتعدّد الزوجات يشجّع على الخيانة الزوجيّة...' وكلّها أقوال (حكيمة) تمثّل عيّنة من الثقافة البهيميّة التي روّج لها برنامج 'بلا مجاملة'، وبفضلها ربّما عبّرت هالة الذوادي عن أمنيتها الغريبة في التحوّل إلى 'حمارة'. وهكذا يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدوّ بعدوّه. ولكن 'لكلّ حمار كبوة'، إذا صحّ المثل في زمن قلّت فيه الجياد وعزّت فنون الفروسيّة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.