يبدو ان السياسة والعمل الحزبي وانتخابات المجلس الوطني التأسيسي قد أنستنا بعضا من همومنا اليومية ومشاكلنا الاجتماعية التي نعيشها يوميا. ولكننا اليوم قد نسينا ولو للحظة كل المشاغل السياسية لنتحدث عن مشكلة تعيشها تونس كل شتاء في ظل نظام بن علي وبعده الا وهو تهلهل بنيتنا التحتية خاصة مسالة تصريف مياه الأمطار التي أصبحت تأرق المواطن التونسي خاصة في العاصمة . فهذه الأيام تشهد بعض مناطق الجمهورية أمطارا غزيرة جلبت الفرحة والسعادة للفلاح الذي استبشر خيرا بهذا الغيث النافع غير ان هذه الفرحة لن تكون كبيرة في بعض أحياء العاصمة التي تعيش فياضانات عارمة بحكم غياب قنوات كبيرة لتصريف مياه الأمطار التي تهاطلت بشكل كبير. لا يمكنك وأنت تتجول في بعض شوارع تونس إلا ان تشعر بغضب ودهشة عارمتين من فشل نظام بن علي في إيجاد حل حقيقي لمشكلة ليست بالسهلة لأبناء أحياء باب سويقة وباب الجديد والملاسين وحي التضامن وغيرها من الأحياء الشعبية التي مازالت تعاني إلى اليوم من مشكلة الفيضان في فصل الشتاء. لم يهتم نظام الدكتاتور ولا الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة التجهيز في إيجاد حل لهذه المعضلة ففساد بن علي وأزلامه كان طاغيا ولم يهتموا بهذا الشعب المفقر فقصر قرطاج كان بعيدا عن كل هذه الهموم وبقي المواطن يعاني وحيدا من هذه المشكلة التي ننتظر لها حلا خاصة مع الحكومة الجديدة. مجال تصريف المياه مكلف ويحتاج لعمل حقيقي وربما هذا المجال ليس من أولويات الحكومة اليوم ولكن هذا لا يمنع من ان يفكر النظام المقبل في إيجاد حلول مستقبلية حقيقية لهذه المشكلة التي تؤرق اهل العاصمة كل شتاء. فمن غير المعقول ان يسبب هطول الأمطار في شل حركة الناس وإيقاف شبكات المترو وتعطيل مصالح العاصميين فمشهد السيارات التي تغطيها المياه أصبح يدمي القلوب ويعطينا فكرة على كمية الفساد والسرقة التي طالت سلطة الإشراف ونعني هنا وزارة التجهيز التونسية. كل هذه المشاكل لم تكن تطرح في زمن نظام المخلوع وان طرحت فلا يتم مسائلة السلطات المختصة ويتم تجاوز المشكل دون حل ولكن اليوم كل هذه المسائل يجب ان تطرح بشكل جدي فمن غير المعقول ان تعيش تونس العاصمة في كابوس الفيضان وان تغرق أحيائها دون ان نجد حلولا واقعية وجذرية.