تحاول جل الأحزاب التونسية المترشحة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي شد الناخب التونسي اليها عن طريق تقديم برامج انتخابية تتلائم مع تطلعات التونسي تجاه ثورته والتي تعتبر مقومات الرفاه الاجتماعي و العيش الكريم من ابرز مطالبها. لذا تحاول جل الأحزاب التركيز على هذا الجانب الاجتماعي في أطروحاتها الانتخابية و اعطائه الأولوية المطلقة و ضبط استراتيجيات مستقبلية عادة ما تكون غير مرضية أو غير كافية بالنسبة للمواطن الذي يتعامل مع متطلبات الثورة تعامل حسي و عاطفي عكس الأحزاب التي تصوغ برامجها بعد الدراسة الجيدة لإمكانيات البلاد الاقتصادية و المالية و تكون البراغماتية أساس عملها. لكن الساحة السياسية في تونس كثيرا ما تفاجئ المواطن ببرامج انتخابية تستهدف الحواس و العاطفة و أبعد ما تكون عن الواقعية العلمية تحاول استبلاه و استغباء الناخب التونسي عن طريق شعارات انتخابية مثل فاتورة الماء و الكهرباء مجانا و قطعة ارض مجانا لكل عائلة تونسية و 5000 دينار لكل من ينوي الزواج. هذه الشعارات و غيرها جعلها حزب الانفتاح و الوفاء أساس برنامجه الانتخابي لتونسالمدينة الفاضلة اين تقدم الخدمات مجانا للمواطنين الذين تقل مداخيلهم عن 800 دينار شهريا فحتى قارورة الغاز تقدم مجانا ناهيك عن العلاج فانه مجاني كذلك. اذا كل شيء بلوشي هو المشروع الانتخابي الذي سطره الأمين العام لحزب الانفتاح و الوفاء السيد البحري الجلاصي الذي دافع و بشراسة عن هذا البرنامج على أثير اذاعة تونسية و ربط نجاح الثورة بتطبيقه و العمل على تجسيده. فحتى أغنى الدول في العالم لا تقدم مجانا هذه الخدمات لمواطنيها باعتبار أن مداخيل الدولة تتأت من الخدمات و الضرائب التي يريدها الجلاصي ملغاة أيضا. فلا داعيا حسب البحري كذلك للضرائب باعتبارها ستأثر على القدرة الشرائية للمواطن الذي وضع لها أيضا مخططا بأسعار رمزية مثل الخبزة ب 100 مليم و جميع انواع الخضر و الغلال لا تتجاوز 500 مليم في اقصى الحالات. فنحن نتساءل هنا من اين سيوفر الجلاصي مرتبات الموظفين و العاملين اذا كان كل شيء بلاش فحتى الاستثمارات الأجنبية في تونس مرفوضة في برنامج الحزب باعتبارها تدخلا أجنبيا في شؤون البلاد. الأمين العام لحزب الانفتاح و الوفاء السيد البحري الجلاصي Credits Express FM ان تونس بصدد تكوين مدارس سياسية و اقتصادية جديدة ونظريات اجتماعية متطورة جدا تبحث عن الرفاه المطلق للمواطن الذي يستهلك و لا ينتج و براءة الاختراع مسجلة فلكل بلد يريد الاستئناس بهذه البرامج و اليات التطبيق الاتصال بمقر حزب الانفتاح و الوفاء. يعرف الجميع أن البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية تحاول أن توفق بين الضرورات الانتخابية و تطلعات المواطن و بين الإمكانيات الوطنية المتوفرة و لكن طرح مثل هذه البرامج الأفلاطونية يعتبر استبلاه مستفز للمواطن التونسي و قلة احترام للناخب الذي يضحك كثيرا عند سماع مثل هذه الأطروحات مهما كانت ظروفه المعاشية. فلو استكمل افلاطون بناء مدينته الفاضلة لا تنازل عن الكثير من أركانها.