(وات - تحرير حسني الغربي) - لم تزدها سنوات العمر الذي تجاوز الاربعين الا هدوء ورصانة وكفاءة في التعامل مع فنون الرماية لتكون احدى ابرز الرياضيات التونسيات في تاريخ هذا الاختصاص، باصرارها القوي وولعها الشديد باللعبة تمكنت الفة الشارني من نحت مسيرة مظفرة مدونة في الاثناء رقما قياسيا في سجل الرياضة التونسية بعد ضمان تأهلها للمرة الخامسة الى دورة الالعاب الاولمبية باريس 2024 في مسابقة مسدس هوائي مضغوط 10 أمتار في انجاز يقيم الدليل على ما تتصف به هذه البطلة من خصال في المثابرة والاجتهاد والانضباط. لم يكن من الهين في ظل ما تعرفه الرياضة النسائية التونسية من مصاعب وتحديات وقلة امكانيات ان تواصل الفة الشارني المولودة في 24 ماي 1980 بمدينة جندوبة بالشمال الغربي مسيرتها بكل ثبات على مستوى المنافسات المحلية وتشق طريقها بكل اقتدار على درب التالق في البطولات الاقليمية والقارية التي كانت جسر عبورها الدائم الى دورات الالعاب الاولمبية اخرها بنسخة باريس 2024 اثر حصولها على الميدالية الفضية في البطولة الإفريقية بالعاصمة المصرية القاهرة خلال شهر اكتوبر المنقضي. ... استحقاقها في ميدان الرماية جعلها تكون اول تونسية تصل في هذه الرياضة الى الالعاب الاولمبية في نسخة بيكين 2008 لكن حلم المشاركة تبخر بعد قرار عدم ادراجها في قائمة الوفد الرياضي المعتمد لاسباب فنية، ورغم وقع هذا القرار الا ان الفة الشارني مضت في سعيها من اجل بلوغ الاولمبياد وتمكنت بفضل انجازاتها القارية وتتويجاتها بالبطولات الافريقية من حجز تاشيرتها الى دورة لندن 2012 غير انها تخلفت مجددا عن الموعد بسبب الولادة. لم ترم الفة الشارني المنديل وبقيت متمسكة بحلمها في الظهور الاولمبي خصوصا مع تواصل نتائجها الباهرة خلال مشاركاتها العربية والافريقية التي تعاقدت خلالها مع الذهب لتتوفق للمرة الثالثة في كسب رهان الترشح بمناسبة دورة ريو دي جانيرو 2016. وفعلا كانت الثالثة ثابتة وحظيت الشارني اخيرا بفرصة منافسة كبار اللعبة في الاولمبياد باداء مشرف جعلها تكون قريبة جدا من احداث المفاجاة بحلولها في المركز التاسع. بعدها باربع سنوات، نسجت الفة الشارني على نفس المنوال وصعدت الى العاب طوكيو 2020+1 الا انها لم تعرف نفس النجاح مقارنة بمشاركتها السابقة بعد ان احتلت المركز الخامس والعشرين في اختصاص مسدس هوائي مضغوط 10 أمتار والمركز التاسع والثلاثين في تصفيات مسابقة الرماية بالمسدس الناري اختصاص رمي سريع (25 م) والمركز التاسع عشر في مسابقة مسدس هوائي مضغوط 10 أمتار فريق مختلط رفقة علاء العثماني. وقبل ايام من انطلاق مغامرتها الاولمبية الثالثة في عاصمة الانوار باريس، ترفع الفة الشارني التحدي متسلحة بخبرة السنين في مواجهة ألمع اللاعبات العالميات برغبة تحقيق نتائج جيدة ترتقي الى مستوى الجهود والتضحيات التي بذلتها طوال مسيرتها الرياضية. تتحدث الشارني عن هذه المشاركة المنتظرة قائلة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء "لقد كان الترشح الى العاب باريس ثمرة تحضيرات جدية تواصلت على امتداد اشهر طويلة حاولت خلالها ان أكون في اعلى درجات الجاهزية حتى استطيع منافسة افضل الرماة على المستوى الدولي. حرصت على خوض عديد الملتقيات والمسابقات الدولية من منطلق المحافظة على نسق اللعب العالي واتمنى ان يرافقني النجاح في ختام مسيرتي الاولمبية. ساسعى الى بلوغ منصة التتويج حتى تكلل مسيرتي الطويلة في عالم الرماية بميدالية اولمبية". ومع تراكم خبراتها، ستكون الفة الشارني، اكبر مشاركة في الوفد الرياضي التونسي بالعاب باريس، من بين الاسماء التي ستحمل امال الرياضة التونسية وهذا ما يحملها مسؤولية مضاعفة علقت عنها "أعي جيدا مدى حرص الجمهور الرياضي على متابعة مسيرتي في هذا الاولمبياد وأتفهم تطلعاته المعلقة على شخصي من اجل الفوز باحدى الميداليات. المسؤولية حقا كبيرة وتفرض مني التحلي بالتركيز وحسن التعامل مع المنافسات من خلال بلوغ الادوار النهائية في مرحلة اولى ثم اللعب من اجل التتويج". وقبل ايام من انطلاق منافسات الرماية في العاب باريس ضمن اختصاص مسدس هوائي مضغوط 10 امتار المقررة في 27 جويلية الجاري بداية من الساعة التاسعة والنصف صباحا، اوضحت الشارني ان "مشاركتها من 9 الى 13 جويلية الجاري في بطولة بودبيست الدولية المصنفة في رزنامة الاتحاد الدولي للعبة اين تحصلت في التصفيات على المرتبة الثامنة بمسابقة الرماية بالمسدس الناري اختصاص رمي سريع (25 م) والمرتبة الثانية عشرة في مسابقة مسدس هوائي مضغوط 10 أمتار شكلت فرصة لمزيد رفع درجة جاهزيتها قبل اقتحام غمار الموعد الاولمبي المرتقب". تابعونا على ڤوڤل للأخبار
