(وات/تحرير لطيفة مدوخي) - تتوفر ولاية القصرين على منتوج فلاحي هام ومتنوع وذي جودة عالية مكّنها من احتلال الصدارة لسنوات في عدة اختصاصات، لاسيما التين الشوكي، والتفاح، والفستق، والطماطم الفصلية والآخر فصلية، وبطاطا المرتفعات، أو بطاطا الفصل الخامس التي تعدّ تجربة فريدة من نوعها ورائدة بالجهة. منتوجات اشتهرت بها القصرين منذ زمن واستطاعت من خلالها إكتساح الأسواق الوطنية كما العالمية وخاصة منها ثمرة التين الشوكي أو ما يطلق عليه بالعامية "سلطان الغلة" الذي أصبح من العلامات المميّزة لهذه الربوع (هندي تالة) نظرا لفوائده الجّمة الغذائية والتجميلية والصحية والطبيعية، فمن بذور ثمرته يستخرج ما يعرف ب"زيت الشباب" الذي يعدّ من أندر وأغلى الزيوت في العالم، إلى جانب عدّة منتوجات أخرى تستخرج من ثماره وأزهاره منها الفارينة الخالية من الغلوتين، والعصير، والمربى، والأدوية، والمواد التجميلية المختلفة (صابون ، شامبو ، كريم ، مكياج ، عطور ...). كما أن نبتة التين الشوكي التي تنحدر من عائلة الصبار لها قدرة فائقة على المحافظة على التربة من الانجراف ومقاومة الجفاف وهي تستعمل كذلك كمادة علفية للحيوانات وكجدار ناري للحماية من الحرائق. ... وتمتد كروم "الهندي" المنتجة بالجهة على مساحة تقدر ب 120 ألف هكتار منها 30 الف هكتار بمنطقة زلفان والتي تعتبر الأولى في إنتاج التين الشوكي على المستوى الوطني، وقدّرت صابة الجهة خلال الموسم الفلاحي الحالي ب250 ألف طن وهي صابة وصفت بفوق المتوسطة مقارنة بالسنوات الماضية التي لم تتجاوز فيها 200 ألف طن نتيجة انحباس الأمطار لفترة طويلة وبسبب الجليدة. ويعود تحسّن صابة هذا الموسم إلى العوامل المناخية الحالية التي تميّزت بتهاطل كميات هامة من الأمطار في ماي وجوان المنقضيين ما أثّر بشكل ايجابي على المساحات المنتجة للتين الشوكي، وفق المعتمد الأول بولاية القصرين، أحمد الحامدي. وذكر الحامدي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن المساعي متواصلة في سبيل مزيد تثمين هذه النبتة متعددة الفوائد وحمايتها من خطر الحشرة القرمزية وتذليل الصعوبات التي يواجهها هذا القطاع الواعد. وأضاف أن جهة القصرين تشتهر كذلك بتفاحها (تفاح سبيبة، تفاح فوسانة) ذي المذاق المتميز والأنواع المختلفة ( روايال ڨالا، ڨالكسي، ڨولدن ، ريتشارد ديليشيس ...) ، مشيرا إلى أن صابة التفاح للموسم الفلاحي الحالي بالجهة قدرت ب60 ألف طن مقابل 50 ألف طن السنة الفارطة أي بزيادة تقدر ب10 آلاف طن. ويتوزّع إنتاج التفاح بالولاية على مساحة جمليّة تبلغ 10 الاف هكتار تضم 4 ملايين أصل منها 7 آلاف هكتار مساحة منتجة، وتتركز أهم مواطن انتاج هذه الثمرة في معتمديتي سبيبة وفوسانة، وتعدّ صابة موسم 2019 -2020 من أهم المواسم المنتجة للتفاح بالجهة، حيث بلغت 75 ألف طن، علما وأن الموسم الحالي تميز بنزول حجر البرد ما أثر سلبا على الصابة. كما تزخر ربوع القصرين خاصة معتمدية ماجل بلعباس الواقعة جنوب الولاية بانتاج الفستق أو ما يعرف ب"الذهب الأخضر"، ومن المتوقع إنتاج 1100 طنّ من هذه الفاكهة خلال الموسم الفلاحي الحالي والتي تعتبر كمية هامة مقارنة بصابة الموسم الفارط التي كانت في حدود 950 طنا، وذلك رغم الجفاف وتأثيراته على بقية الأشجار المثمرة، حيث يعتبر قطاع الفستق من أكثر القطاعات المتأقلمة مع الظروف المناخية الصعبة لذلك يتم حاليا التركيز على غراسة هذه الثمرة في جنوب الولاية نظرا للقيمة الإقتصادية الهامة لها، ضمن مشروع يشمل غراسات جديدة وبرنامجا لتأطير المنتجين والعناية بالإنتاج وسلاسل القيمة ومشكل الترويج، تقدر تكلفته الجملية ب240 مليون دينار وهو حاليا في طور الدراسة. وبيّن المعتمد الأول أن المساحات المنتجة للفستق بولاية القصرين تمتد على 8 الاف هكتار وتتركز مواطن إنتاج هذه الثمرة بالأساس في معتمديات ماجل بلعباس (نصف المساحة تقريبا) وسبيطلةوفريانةوالقصرينالجنوبية وحاسي الفريد. وفي قطاع الخضروات، تتميز جهة القصرين الواقعة في الوسط الغربي للبلاد التونسية بانتاج الطماطم الفصلية التي تمتد زراعتها بالولاية على مساحة جملية تقدر ب920 هكتارا مروية بطريقة القطرة قطرة، يوجد أغلبها في معتمدية سبيطلة، ويقدر إنتاج الجهة منها خلال الموسم الفلاحي الحالي ب60 طنا في الهكتار الواحد، 60 بالمائة منها موجّهة للتحويل و25 بالمائة للشريحة و15 بالمائة للإستهلاك الطازج وقد بلغت حاليا نسبة تقدم جني الطماطم 70 بالمائة. أما الطماطم الفصلية المتأخرة، التي تعد من اختصاص الجهة وتتصدر فيها سنويا المرتبة الأولى وطنيا، فتمتد على مساحة تقدر ب1750 هكتارا ومن المتوقع إنتاج 90 ألف طن خلال الموسم الفلاحي الحالي، علما أنّ إنتاج الجهة من هذه النوعية يغطي الفترة الخريفية التى تمتد من شهر سبتمبر الى موفى شهر نوفمبر من كل سنة وهي فترة تنفذ فيها الطماطم الفصلية من جلّ الأسواق. ومن المنتوجات الفلاحية الأخرى التي كرستها طبيعة التربة والمناخ بهذه الربوع، بطاطا المرتفعات أو بطاطا الفصل الخامس التي تُزرع في النصف الأول من شهر جويلية، في مناطق تتوفر فيها درجات حرارة معتدلة، وفوارق محددة في درجات الحرارة بين الليل والنهار، وهي كل من مناطق بودرياس وعين جنان في معتمدية فوسانة، وقارة النعام وأم علي في معتمدية فريانة. ويكون موسم جني بطاطا المرتفعات في فترة فجوات الإنتاج في البلاد اي في بداية شهر أكتوبر من كل سنة إلى منتصف شهر نوفمبر. ومن المنتظر أن تصل كميات إنتاج بطاطا المرتفعات بالجهة خلال الموسم الفلاحي الحالي إلى 1000 طن، والقصرين هي الولاية الوحيدة التي ستنتج بطاطا الفصل الخامس هذا العام. أما البطاطا الفصلية فتمتد بالجهة على مساحة تقدر ب620 هكتارا اي بمردودية تبلغ 24 طنا في الهكتار الواحد، وفق المعتمد الأول بولاية القصرين. وأكد ذات المصدر أن المجمع المهني المشترك يعمل حاليا على تكوين مخزون جهوي من البطاطا الفصلية عبر تخزين 5060 طنّا أنجز منها إلى حدّ الآن 4231 إلى جانب مبادرة الخواص في هذه العملية بما يقارب ال1195 طنا. يشار الى أن الأشجار المثمرة بولاية القصرين تمتد على مساحة جملية تقدّر ب46 ألف هكتار منها 2000 هكتار غراسات جديدة، فيما تمتد الزياتين على مساحة جملية تقدر ب93 ألف هكتار منها10 آلاف و500 هكتار سقوي . أمّا في ما يتعلّق بالحبوب، فقد بلغت تقديرات إنتاج الحبوب بالجهة خلال الموسم الفلاحي الحالي ب94 ألف قنطار من الحبوب المروية فقط، علما وأن نسبة انبات الحبوب المطرية هذا العام بالجهة كانت منعدمة نتيجة إنحباس الأمطار بشكل كلي خلال أشهر ديسمبر وجانفي ومارس الفارطة، مقابل قلة التساقطات خلال أشهر نوفمبر وأفريل وفيفري المنقضية. ورغم أهمية المنتوج الفلاحي بالجهة الذي يعدّ العمود الفقري لإقتصاد ولاية القصرين الا أنه لايزال يواجه عدّة اشكاليات حالت دون تطوّره بالشكل المطلوب، منها اشكاليات متعلقة بالترويج، وأخرى بالبنية التحتية المهترئة للمسالك الفلاحية، وأخرى مرتبطة بقلة الإمكانيات المادية لصغار الفلاحين، مقابل ارتفاع تكلفة الشباك الواقية من حجر البرد، والتجهيزات الفلاحية، وحفر الآبار، إلى جانب قلة المنح والتغيرات المناخية ... تابعونا على ڤوڤل للأخبار
