هام/ خبر سار: صندوق للحماية الاجتماعية لهؤولاء العاملات وإقرار إمتيازات جبائية لفائدتهن..    مشروع قانون المالية 2025 يتوقع عجزا بقيمة 9،8 مليار دينار في ميزانية الدولة للسنة ذاتها    سيدي بوزيد: حملات توعوية لفائدة الفلاحين وأصحاب المعاصر قصد تأمين صابة الزيتون وتحسين نوعية الزيت    اصابة 5 أشخاص في حادث مرور بصفاقس..    بقيمة 600 ألف دينار: إحباط تهريب مشروبات كحولية على متن 3 شاحنات أجنبية..    قد يؤدي الى الموت: تحذير من مسحوق الكافيين القوي..    باجة: توقع زيادة في انتاج الزيتون للموسم الحالي ب16 الف طن مقارنة بالموسم المنقضي    سيدي بوزيد : افتتاح موسم جني الزيتون وسط توقعات بصابة قياسية    المنتخب الوطني يتراجع 11 مركزا في التصنيف العالمي الجديد    نادي مضر السعودي يتعاقد مع المدرب التونسي رمزي كريد    بشرى سارة لهؤولاء وبقروض دون فوائض: إحداث خط تمويل ب20 مليون دينار لبعث مشاريع..    الإجراءات الماليّة والجبائيّة لمشروع قانون المالية لسنة 2025 تشمل الجوانب الإجتماعيّة والإقتصاديّة    تخفيف العبء الجبائي على المنتفعين بجرايات الأيتام وجرايات العجز (مشروع قانون المالية 2025)    وزير النقل يُؤدّي زيارة غير معلنة لمستودع الحافلات بهذه الولاية..#خبر_عاجل    النجم الساحلي: الإدارة تطالب الجماهير عدم استعمال الشماريخ في مواجهة النادي الإفريقي    العمران: إيقاف مروّج مخدّرات بخوزته 30 قؤص ''ديباكين''    وزير الشباب والرياضة يلتقي ممثلي حكام كرة القدم    وزير الصحة يؤكد مواصلة العمل على تعزيز الإنتاج المحلي للقاحات    إنتقالات: الجيش الملكي المغربي يتعاقد مع مدرب النجم الساحلي سابقا    عاجل/ غرق 4 مهاجرين وإنقاذ 27 قبالة هذه السواحل بعد غرق مركب "حرقة"..    قصر هلال: حجز 128 ألف كراسا مدرسيّا بقيمة 130 ألف دينار في مخزن عشوائي    عاجل: تخفيض في ''فاتورة'' الكهرباء لهؤلاء التونسيين    الحماية المدنية 411 تدخل خلال 24 ساعة الماضية    سوسة المدينة الإطاحة بمنحرف خطير محل 25 منشور تفتيش..    تقلّبات جوية في تونس خلال ساعات: التوقيت والمناطق    ناسا: الشمس تصل رسميا إلى "ذروة نشاطها"    إسرائيل تشهد أعدادا غير مسبوقة من المهاجرين إلى الخارج    تونس: خبير يدعو الى تعويض السدود بوسائل أخرى    تعيين توماس توخيل مدربا للمنتخب الإنقليزي    وزير الصحة يؤكد مواصلة العمل على تعزيز الإنتاج المحلي للقاحات    إفتتاح الموسم الثقافي 2025/2024 بولاية صفاقس    6 إصلاحات رئيسية في قانون المالية: من دعم الشركات إلى تسهيل السكن الأوّل    استشهاد 5 بينهم رئيس بلدية النبطية بغارات إسرائيلية    تصفيات المونديال: رافينيا يقود البرازيل للفوز على بيرو برباعية    أكثر من 600 فيروس على فرشاة الأسنان...وهذا رأي الخبراء    احذروا من تصفح هواتفكم في السرير قبل النوم..!!    في خطوة غير مسبوقة: إيطاليا تشرع في نقل أول مجموعة من المهاجرين إلى مراكز في ألبانيا    وزير خارجية إيران يزور هذه البلدان    قانون المالية: التمديد في برنامج التقاعد المبكر قبل بلوغ السن القانونية لأعوان وموظفي القطاع العام والوظيفة العمومية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الدستوري الحر يطالب بإنهاء العمل بالتدابير الاستثنائية    لجنة الانتخابات الأمريكية تكشف حجم تبرعات ماسك لحملة دولار لترامب    تحذيرات بعدم لمسها.. طوارئ على شاطئ أسترالي بعد ظهور كرات سوداء غامضة    صفاقس : إفتتاح الموسم الثقافي 2024/2025 بعرض موسيقي "الولادة" للفنانة لبنى نعمان    تصفيات كأس إفريقيا التعادل يحسم لقاء تونس وجزر القمر    التسجيل لاجتياز امتحاني شهادتي ختم التعليم الاساسي العام والتقني    الكاتبة التّونسية عزة فيلالي تتوج بجائزة "العاج" للأدب الإفريقي    أغاني وطنية تونسية وفلسطينية تصدح في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة في ذكرى عيد الجلاء    الكاتبة التونسية عزة فيلالي تتوج بجائزة "العاج" للأدب الإفريقي    حمزة بن عبد المطلب "سيد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله"    ضبط أسعار شراء الكهرباء المنتجة من مشاريع الطاقة الشمسيّة    ضمن سلسلة أعلام الثقافة التونسية، منتدى الفكر التنويري التونسي يصدر كتابا بعنوان "أبو القاسم الشابي شاعر النور"    بنزرت: مسابقات رياضية وشبابية وملتقيات ثقافية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 61 لعيد الجلاء المجيد    إحياء للرياضات التراثية : المركز الثقافي بجبل سمامة يستضيف الدورة التأسيسية لتظاهرة "دورة ماغون للمقلاع"    مطرب مصري يستغيث بالأزهر: 'الناس بتقولي فلوسك حرام'    فوائد لغوية...من طرائف اللغة العربية    كتاب الأسبوع..ملخص كتاب «محاط بالحمقى»!    مذنّب يقترب من الأرض السبت المقبل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم انطلاق الحملة الانتخابية للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد وسط مقاطعة سياسية واسعة
نشر في باب نات يوم 03 - 07 - 2022

تنطلق اليوم الاحد 3 جويلية الحالي حملة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد وسط مقاطعة سياسية واسعة من أغلب الأحزاب الممثلة في البرلمان المجمدة أعماله ومن خارجه وغياب العديد من المنظمات الوطنية الوازنة على غرار الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وعمادة المحامين
الاستفتاء المنتظر تنظيمه يوم 25 جويلية القادم هو من أهم النقاط في خارطة الطريق التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في 13 ديسمبر 2021 ضمن جملة من القرارات في اطار التدابير الاستثنائية ،تتضمن اطلاق استشارة الكترونية تفضي الى القيام باصلاحات دستورية تعرض على الاستفتاء في25 جويلية 2022 وتنظيم انتخابات تشريعية سابقة لاوانها في 17 ديسمبر القادم، وفق قانون انتخابي جديد.
...
وتعود أهمية الاستفتاء لكونه قاعدة يمكن لرئيس الجمهورية أن يبني على أساسها شرعية قانونية جديدة على المستويين المحلي والدولي، لاستكمال المسار الذي أطلقه في 25 جويلية من العام الماضي، وألغى فيه السلطة التشريعية وجمع كل السلط بيده ، "كخطوة ضرورية لمعالجة أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادة كانت تمر بها البلاد " حسب تقدير الرئيس.
ومنذ الاعلان عن تنقيح الدستور عرف هذا المشروع معارضة كبرى من قبل الأطراف الرافضة لمسار 25 جويلية والذي يصفونه بالانقلاب على الدستور، وجندت العديد من الأطراف السياسية قواها للدعاية السلبية لهذا المشروع، لتتوسع جبهة المعارضة وتضم أطرافا مختلفة بل متناقضة يجمعها فقط رفضها لمشروع الرئيس.
وفي مقدمة هذه القوى السياسية تتصدر جبهة الخلاص الوطني (احزب ومنظمات وشخصيات سياسية) قائمة المعارضين للمسار بأكمله وللاستفتاء كجزء رئيسي منه، إلى جانب تنسيقية الاحزاب الديمقراطية التي تضم أحزاب التيار الديمقراطي والتكتل والجمهوري والتي انضمت إلى حزب العمال والقطب لتشكل حملة وطنية لمقاطعة الاستفتاء.
هذه الأحزاب فضلت عدم المشاركة في الاستفتاء لانها تعتبر ان كل المسار الذي أفضى إلى هذه الخطوة غير قانوني وأن مجرد المشاركة فيه ولو بالرفض والإجابة ب"لا" حول مشروع الدستور، هي تأكيد على مشروعيته، و الاحزاب المقاطعة للاستفتاء والممثلة في البرلمان المجمد هي أحزاب حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي والدستوري الحر وتحيا تونس ومشروع تونس وحزب البديل وحزب الرحمة.
في المقابل اختارت أحزاب مثل آفاق تونس والاتحاد الشعبي الجمهوري المشاركة في الحملة الانتخابية للاستفتاء لتعزيز عدد الرافضين رسميا لمشروع الدستور.
وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر خلال ندوة صحفية الخميس عن تلقي الهيئة 169 تصريحا للترشح للمشاركة في حملة الاستفتاء، تم قبول 161 ملفا منها، من بينها 24 حزبا سياسيا و110 اشخاص طبيعيين و27 جمعية ومنظمة مشاركة في حملة الاستفتاء في انتظار بيان موقفها الداعم أو الرافض لمشروع الدستور الجديد.
اقرأ أيضا: اتحاد الشغل يترك لقواعده حرية المشاركة في استفتاء 25 جويلية وحرية التصويت
واقتصرت قائمة الأحزاب ال24 على أحزاب صغرى وحديثة التاسيس اغلبها كانت أعلنت مساندتها لمسار 25 جويلية ولم تتضمن القائمة الاحزاب البرلمانية والفائزة في انتخابات 2019 الا من حركة الشعب المساندة لرئيس الجمهورية والاتحاد الشعبي الجمهوري وافاق تونس المعارضين للدستور الجديد وحزب الراية الوطنية
أما بقية الاحزاب المشاركة في حملة الاستفتاء فهي من خارج الائتلاف الحاكم السابق ومحيط حركة النهضة وحلفائها وغير ممثلة في البرلمان ومن بينها بالخصوص حركة تونس الى الامام والتيار الشعبي والتحالف من أجل تونس وحزب الحشد الشعبي وحزب الخضر للتقدم والشعب يريد
الاتحاد العام التونسي للشغل سيشارك في الحملة الانتخابية للاستفتاء وهو أكبر الأطراف المشاركة وزنا في هذه الحملة، الا ان طبيعة المشاركة ستتحدد بناء على الموقف من مشروع الدستور بعد الاطلاع عليه
اقرأ أيضا: اتحاد الشغل يعرض موقفه من مشروع الدستور وينتقد تركيز سلطات واسعة بيد رئيس الجمهورية وإلغاء مدنية الدولة
وفي انتظار وضوح المواقف ، تم مساء الخميس نشر نص مشروع الدستور الجديد بالرائد الرسمي، لتطلع عليه كل الأطراف المشاركة في حملة الاستفتاء خلال 48 ساعة قبل تحديد موقفها المساند أو الرافض لمضمونه للدفاع عنه أو لنقده والضغط نحو الإجابة ب"لا" خلال الاستفتاء.
مسار 25 جويلية ومعركة الرئيس على واجهتين
الاستفتاء على مشروع الدستور هو خطوة رئيسية ضمن مسار كامل أطلقه الرئيس في 25 جويلية من السنة الماضية استنادا إلى الفصل 80 من الدستور ، انطلق بتدابير استثنائية تضمنت اعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي وتجميد اعمال البرلمان ورفع الحصانة البرلمانية على كل أعضائه وترؤس النيابة العمومية.
هذه التدابير تلتها العديد من الإيقافات وفتح عدد من الأبحاث التحقيقية في شكاو سابقة تتعلق أساسا بملفات فساد مالي وإداري تخص نوابا ورجال أعمال ومسؤولين في الدولة وصلب عدد من المؤسسات العمومية والهيئات الدستورية، إلى جانب إصدار العديد من الاوامر والمراسيم ومن أهمها الأمر 117 المؤرخ في 22 سبتمبر 2021 والذي كان بمثابة تنظيم مؤقت للسلط جمع فيه رئيس الجمهورية تقريبا كل السلطات والصلاحيات وكان محل معارضة سياسية ومدنية واسعة.
وكلف رئيس الدولة في 9 سبتمبر 2021 الاستاذة الجامعية نجلاء بودن بتشكيل الحكومة الجديدة لتكون بذلك أول امراة تتولى هذا المنصب في تونس ، وتعلن عن تشكيلتها الحكومية في 11 اكتوبر في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة ومعقدة تواجه فيها المالية العمومية ضغوطا كبيرة .
وخلال قرابة السنة منذ انطلاق العمل بالتدابير الاستثنائية،خاض رئيس الجمهورية معركة على واجهتين ، واجهة سياسية وقف فيها ضد الأحزاب التي اعتبرها مسؤولة عن الفساد وعلى ما وصلت اليه الأوضاع في تونس والواجهة الثانية قضائية انطلقت بحل المجلس الأعلى للقضاء وفق أمر رئاسي صدر في 12 فيفري 2022 واستبداله بمجلس جديد تحت مسمى "المجلس الاعلى المؤقت للقضاء" وإلغاء الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين وانتهى بإعفاء 57 قاضيا .
المعركة السياسية كانت سببا في دخول البلاد في حالة من عدم الاستقرار خاصة بلجوء احزاب معارضة إلى القوى الدولية ومناشدتها للتدخل للعودة الى المسار الدستوري والتراجع عن قرارات الرئيس ، و تسببت هذه الضبابية على مستوى الوضع السياسي في عزلة تونس دوليا وتواتر المواقف الدولية الرافضة لمسار الرئيس وتراجع التصنيف السيادي والمالي لتونس ، إلى حين إعلان قيس سعيد عن خارطة طريق كانت وسيلة لتحقيق انفراج نسبي لوضع تونس اقليميا ودوليا واسترجاع نسبي لثقة المؤسسات المالية الدولية في تونس
أما على المستوى المحلي فقد كان لقرارات الرئيس الأثر العميق على المشهد السياسي الذي زاد تقسيما وتشتتا ، بين من اعتبر الاجراءات مواصلة في سير الانقلاب على الدستور ومن باركها ودافع عنها ومن قبلها باحتراز انطلاقا من معارضته للحلف الحاكم وللمشهد البرلماني المتردي وانتشار الفساد والعجز على إدارة الدولة،في انتظار ما ستفضي إليه بقية القرارات.
كما قام قيس سعيد بغلق الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ووضع رئيسها قيد الاقامة الجبرية وإصدار مرسوم بتاريخ 21 افريل 2022 يقضي باستبدال أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بسبعة أعضاء جدد ، وهو ما اعتبره معارضو الرئيس محاولة جديدة لتشديد قبضته على الحكم كما اعتبروا أن هيئة الانتخابات لم تعد مستقلة بل أصبحت هيئة الرئيس.
وبعد ضغط وطني ودولي على رئيس الجمهورية من أجل حوار وطني تشارك فيه جميع القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، دعا قيس سعيد إلى عقد حوار بمقاييس وضعها بنفسه يستثني منها كل القوى السياسية التي اعتبرها مسؤولة عن الفساد وتردي الأوضاع في تونس طيلة عقد كامل منذ الثورة وفي مقدمتها حركة النهضة وحلفائها، ليصدر مرسوما يقضي بتشكيل لجان للحوار حول المسائل الاجتماعية والاقتصادية حضرتها الأحزاب الداعمة لرئيس الدولة وغاب عنها الإتحاد العام التونسي للشغل الذي "رفض المشاركة في حوار شكلي يقصي القوى المدنية".
اليوم ورغم احجام قوى سياسية ومدنية كبرى على الانخراط في مشروع الرئيس وتوسع حجم المعارضة للاستفتاء كجزء رئيسي من هذا المشروع، فإن رئيس الجمهورية ماض في المسار الذي اختاره، معولا على شرعية شعبية اكتسبها خلال الانتخابات السابقة، دون تقدير لامكانية تقلص هذا المنسوب من الثقة بعد مرور سنة على توليه كافة الصلاحيات لم تحصل خلالها تطورات تذكر بل زاد الوضع الاقتصادي والاجتماعي تأزما، ليبقى الوضع في تونس مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل وضع إقليمي ودولي دقيق.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.