وات - يشتكي الفلاحون في مناطق "زاوية المقايز" و"أبان" و" بني خيرة " و" الغرفة" و"بوكريم" التابعة لمعتمدية الهوارية من ولاية نابل من عديد الإشكاليات التي تعيق سير المواسم الفلاحية وتؤرّق الفلاحين ومنها بالخصوص الوضعية العقارية للأراضي الفلاحية والانتشار الكبير للخنزير البري الذي يداهم مزارعهم بشكل يومي ويهدد محاصيلهم. وأبرز الفلاح عادل المؤدب، اليوم الثلاثاء، في تصريح لصحفية (وات)، أن الاشكال العقاري يمثّل عائقا أمام التمويل البنكي نظرا لعدم امتلاك أغلب الفلاحين بمعتمدية الهوارية لملكية عقارية للأراضي الفلاحية، مشيرا إلى ان هذا الإشكال يعيق الاستثمار الفلاحي نظرا لغياب الوثائق القانونية الخاصة بالأراضي التي يستغلونها منذ عقود ومن جانبه، قال الفلاح حمدة بن رقية إن القطاع الفلاحي بمعتمدية الهوارية يعيش أزمة خانقة ممّا تسبب في تراجع عدد كبير مزن الفلاحين عن ممارسة الزراعة بسبب الخسائر الفادحة التي يتكبّدونها كل موسم. وبين أن الفلاح في هذه المناطق يعاني من الهجوم المتكرّر للخنزير البري الذي يدمّر كل ما يزرعه وخاصة ثمار البطاطا وحبوب الكاكوية، مشيرا إلى التخريب الذي يلاحق منتوجهم ويهدد قطعانهم وعن تخوفهم مما آلت إليه وضعية متساكني هذه المناطق، مطالبا السلط المعنية بالتدخل العاجل للحد من هذا الوضع المقلق الذي يثير الهلع في نفوسهم لاسيما وأنه يهدد المحاصيل الزراعية و قطعان المواشي كما يمثّل خطرا على حياة المتساكنين في المناطق المجاورة لجبل الهوارية والمتاخمة للغابات. ومن جانبه، أكد ممثل الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالهوارية كمال الحديدي عزوف عدد كبير من الفلاحين بالجهة عن تعاطي النشاط الفلاحي لعدة أسباب ومنها بالخصوص الوضعية العقارية للأراضي الفلاحية مبينا أن هذا الإشكال يشمل تسوية الملكية العقارية للأراضي الاشتراكية والمقاسم الفنية وغيرها كالأراضي المتجزئة. وفي سياق آخر، بين ان حوالي 1500 هكتار من الأراضي المجاورة لإدارة الغابات أصبحت غير مستغلة خلال السنوات الأخيرة بسبب انتشار الخنزير البري، مطالبا السلطات المعنية بضرورة التكثيف من الحملات لإبادة هذا الحيوان الذي يؤرق الفلاح ويهدد القطاع الفلاحي بهذه المنطقة. وقال الحديدي أن هذه الصعوبات تضاف إلى عديد الإشكاليات الأخرى منها بالخصوص ارتفاع أسعار المستلزمات الفلاحية من موسم لآخر مما أثر على ارتفاع تكلفة الإنتاج مقابل ضعف المردودية فضلا عن غياب اليات الدعم والمساندة. ودعا السلط إلى تولي الجيش الوطني معاضدة مجهودات إدارة الغابات من خلال القيام بحملات دورية للتقليص من الخنزير الوحشي الذي يتكاثر بأعداد كبيرة، مطالبا بتوفير رخص بندقية لتمكين الفلاحين من التصدي لهجمات الخنزير البري الذي يهدد سلامتهم.
