وات - مثّل موضوع بحث إمكانيات التسوية العقارية لفضاء قصر المؤتمرات في مدينة بنزرت وحسن توظيفه ، ابرز محاور جلسة العمل الملتئمة اليوم بمقر وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية باشراف الوزير غازي الشواشي بحضور ثلة من إطارات الوزارة وبعثة جهوية عن ولاية بنزرت يتقدمها والي الجهة محمد قويدر وتم الاتفاق خلال الجلسة على مزيد دراسة الملف وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف المتدخلة بهدف المحافظة على هذا العقار وحسن توظيفه إما بالتفويت فيه بالبيع لفائدة بلدية بنزرت لصيانته وحسن التصرف فيه ، أو بوضعه على ذمّة وزارة الشؤون الثقافية لتثمينه وحسن استغلاله كفضاء ثقافي لفائدة أهالي ولاية بنزرت. ودعا الوزير في ختام الجلسة كلّ الأطراف إلى التسريع في حلّ مختلف الإشكالات المطروحة المتعلقة بقصر المؤتمرات ببنزرت. وكان الحاضرون في الجلسة تناولوا بالحوار والنقاش المستفيض عرض مقترحين لإعادة انقاذ القصر ، الأول يتعلق بالتفويت في العقار لفائدة بلدية بنزرت بالقيمة التي قدرتها مصالح الدولة والبالغة 16 مليون دينار في انتظار تحيين القيمة النهائية لاحقا ، والمقترح الثاني يتعلق بتخصيص فضاء القصر لفائدة وزارة الثقافة مجانا وتحويله" لمدينة ثقافة مصغرة" عوضا عن مشروع المركب الثقافي المبرمج بنهج الجزائر وتخصيص الاعتمادات الخاصة بهذا الأخير والبالغة 7.150 مليون دينار للتهيئة العامة للقصر وغيرها من التدخلات للحفاظ على هذا المكسب المعماري والتاريخي والوطني المميّز لولاية الجلاء . وأعربوا عن انشغالهم بالوضعية الحالية المهترئة للقصر واتفاقهم الجماعي بضرورة إنقاذه والحفاظ عليه وحسن توظيفه ، بالتوازي مع الاتفاق على تنظيم جلسة متابعة للغرض بحضور ومشاركة جميع الأطراف والهياكل الجهوية والمركزية المتداخلة. يذكر أن الوفد الجهوي المشارك في الجلسة ضمّ إضافة إلى الوالي كلاّ من رئيس بلدية بنزرت كمال بن عمارة والمديرين الجهويين للشؤون العقارية والشؤون الثقافية ببنزرت الى جانب المديرة العامة للبناءات بوزارة الشؤون الثقافية شيراز سعيد و ثلة من ممثلي مصالح الولاية والبلدية وأعضاء مجلس نواب الشعب امنة بن حميد وابتهاج بن هلال ومهدي بن غربية . يشار إلى أن قصر المؤتمرات ببنزرت يعد تحفة معمارية متميزة وهو أهم المرافق العمومية التي أنجزتها دولة الاستقلال، إذ مثّل تاريخ افتتاحه سنة 1964 حدثا مهما في تونس تزامن مع الاحتفال بالذكرى الأولى لجلاء الجيش الاستعماري الفرنسي عن بنزرت. ومنذ سنة 1964 والى زمن قريب ظل قصر المؤتمرات الذي كان يلقب شعبيا بقصر بورقيبة قبلة لكل التظاهرات الهامة وطنيا وإقليميا وجهويا سواء كانت سياسية أو اقتصادية وثقافية واجتماعية، إذ احتضن عديد المؤتمرات والملتقيات الهامة واستقبل أشهر وجوه السياسة والثقافة والفن، وأمن عديد المهرجانات والحفلات الموسيقية والمسرحية والاستعراضية الكبرى. وبقي قصر المؤتمرات تابعا لرئاسة الجمهورية لسنوات عديدة حتى أمر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، في إحدى زياراته للجهة، بوضعه على ذمة بلدية بنزرت، وظل على هذه الصفة دون إجراءات قانونية إلى ما بعد الثورة، حيث تم تفعيل إجراءات إحالته رسميا إلى البلدية بتفاعل جاد من قبل رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي .
