افتتاح المسبح البلدي بالبلفدير في 1 نوفمبر للاستغلال العمومي في الحفلات والتظاهرات الثقافية والترفيه في انتظار السباحة بداية من غرة ماي    محمد بن عيّاد يدعو في لقاء مع وفدين من الكونغرس الأمريكي إلى تدعيم التعاون الاقتصادي بين البلدين    كاتبة الدولة للشركات الاهلية تعطي اشارة انطلاق نشاط شركتين اهليتين بمدنين وسيدي مخلوف    صفاقس: تأثير إيجابي للأمطار الأخيرة على صابة الزيتون للموسم الحالي القادم وعلى منسوب سدّي سيدي صالح والشفار    الرابطة 2 - حكام مقابلات الجولة الثانية    الكاف: تفكيك شبكة مختصة في تهريب السيارات (مصدر أمني)    Titre    صحيفة ''الغارديان'' البريطانية : عارضة أزياء تتهم ترامب بالاعتداء الجنسي عليها    صندوق النقد الدولي يرجح ان يتجاوز إجمالي الدين العمومي في العالم للمرة الأولى 100 تريليون دولار سنة 2024    تتصدرها مواجهة النادي الإفريقي و الإتحاد المنستيري..تعيينات مباريات الجولة السابعة من البطولة الوطنية    علي الحسيني لأبو عبيدة: "أصبحت مكشوفا.. أهرب الى مصر"!!    عاجل/ وفاة سجين بالمستشفى: القضاء يكشف ويوضّح..    غدا: الكعبة المشرفة تشهد ظاهرة فلكية    مؤتمر باريس لدعم لبنان: هذا أبرز ما جاء في كلمة وزير الخارجية التونسي    مشروعي قانون المالية وميزانية الدّولة: مكتب مجلس الجهات والأقاليم يصادق على تراتيب الجلسات المشتركة    عاجل/ في قضية "تصريح المهاجرين": هذا ما تقرّر في حق سنية الدهماني    هل يمكن للبنك المركزي أن يلعب دورًا أكبر في إنقاذ الاقتصاد التونسي؟    توقعات بعودة تزويد الفلاحين بالاعلاف بنسق عادى قريبا    محركات نمو الاقتصاد الكوري تسترجع تماسكها تدريجيا    الرابطة الأولى: تغيير توقيت مباراة النادي الصفاقسي وترجي جرجيس    السوبر المصري: تشكيلة الزمالك في مواجهة الأهلي    الأسبوع القادم: مسبح بلفيدير يفتح أبوابه.. وهذا سعر الحصة الواحدة    سليانة: مصالح الإدارة الجهوية للتطهير تقوم بجملة من التدخلات إثر تساقط كميات من الأمطار    اصابة 4 تلاميذ بكسور ورضوض خلال تدافعهم وسقوطهم من المترو !!    حضور تونسي هام للتعريف بتظاهرات ثقافية في المهرجان الدولي للفنون طريق الحرير في شانغهاي بالصين    تونس: خبير يدعو الى إعلان حالة الطوارئ المائية    صور: تعزيز المستشفى الجامعي بنابل بتجهيزات حديثة لتحسين جودة الخدمات الطبية    قبلي: خبراء من وكالة التعاون الالماني يزورون مجمع "واحات نفزاوة" لتبادل الخبرات والبحث في سبل مزيد التعاون    تظاهرة "بصمة" في دورتها الخامسة تهتم بمقاومة ظاهرة العنف داخل الوسط المدرسي    بوتين يقترح إطلاق منصة اقتصادية مستقلة لدول "بريكس"    الرابطة الأولى: إدارة الترجي الجرجيسي تستأنف قرار مكتب الرابطة    امير لوصيف واحمد الذويوي ومروان سعد يمثلون التحكيم التونسي في تصفيات شمال افريقيا المؤهلة لكاس افريقيا للامم لكرة القدم تحت 17 عاما    عاجل : الخطوط الجوية القطرية تعلن عن تعليق رحلاتها الجوية إلى 3 دول عربية    الدينار يواصل الارتفاع أمام العملات الأجنبية المرجعية    المنتخب التونسي للرقبي ب7 لاعبات يشارك يومي 9 و10 نوفمبر المقبل بأكرا في كاس افريقيا للامم    ترتيب الفيفا: المنتخب الوطني يتراجع في التصنيف العالمي الجديد    بوتين: دول "بريكس" تظهر مسؤوليتها عن الوضع في العالم    سليانة: اصابة 9 اشخاص في حادث إنقلاب سيارة أجرة بمنطقة الخروب    صفاقس إصابة طفل سبع سنوات بحروق درجة أولى    الرّسام والفنان التّشكيلي محمد الأمين ساسي في ذمّة الله    منحرف خطير محل 89 منشور تفتيش ... في قبضة أمن سليانة    الساحة الثقافية التونسية تفقد الفنان التشكيلي الأمين ساسي    عاجل : الداخلية تعلن ان حملة ملاحقة مروجي المخدرات جاءت تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية    عاجل/ عملية أمنية واسعة باقاليم تونس الكبرى..وهذه حصيلة الإيقافات والمحجوزات..    طقس اليوم: سحب عابرة وارتفاع طفيف في درجات الحرارة    طبيب الفنان أحمد سعد يصدم جمهوره: التفاصيل    استشهاد 3 جنود في الجيش اللبناني بضربة إسرائيلية    الرّيادة تحتاج الوعي بضرورة أن يقوم كلّ بدوره    محمد بوحوش يكتب: سرديّة الكآبة    تظاهرة يوم السبت 26 أكتوبر لتقديم مشروع رقمي يعرف بتاريخ موقع نيابوليس الأثري بالاعتماد على الواقع الافتراضي والمعزز    نحو استقدام اطارات طبية وشبه طبية تونسية للعمل في الكويت    عاجل/ وصول الرحلة الثالثة لإجلاء التونسيين المقيمين في لبنان    وزارة التعليم العالي تفتح باب الترشح لجائزة الألكسو للابداع والابتكار    أيوب اليزيدي: من ولد بلاد إلى علامة تجارية في الستريت وير    شهاب يحيى: قصة نجاح ولد بلاد في مواجهة التحديات الصحية والاجتماعية    ألمانيا تسجل أول إصابة بسلالة متحورة جديدة من جدري القردة    خمس أسباب تدفعك للاستقالة من شركة طيران خليجية    يا يحي .. خذ القضية بقوة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في دراسة علمية قامت بها منظمة سوليدار: ماذا لو تم الاعتماد على البرامج الانتخابية للأحزاب لتشكيل الحكومة؟
نشر في باب نات يوم 06 - 12 - 2019

لعل ما اتفقت فيه جل الحكومات التي قادت تونس في فترة ما بعد الثورة هو انعدام رؤية استراتيجية تضع أهدافا مختلفة المدى (قريب، متوسط أو بعيد) مما خلق صعوبات في صنع القرار واضطرابالآلياته واعاق بلورة سياسات ممكنة وناجعة لمعالجة المشاكل الهيكلية للبلاد في مختلف القطاعات.
نتائج الانتخابات التشريعية 2019 جاءت من جهتها لتزيد من حدة تشتت المشهد النيابي حيث لم تحصل أي كتلة سياسية على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة ذات حزام سياسي صلب يمكَن من إطلاق إصلاحات هيكلية تضع حدا للنزيف الاقتصادي والاجتماعي وتهيئ البلاد لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية القادمة مما يحتم اعتماد تحالفات واسعة بين الأحزاب لتشكيل حكومة ذات سند نيابي قوي.
وبناء على هذه الوضعية فإنه من أبرز رهانات الحكومة المقبلة صياغة خارطة طريق تقدّم برنامجا واضحا ورؤية استراتيجية لفترة الحكم وتكون منبثقة عن برامج الأحزاب السياسية ومنسجمة مع وعودها الانتخابية وفاءً بالتزاماتها تجاه ناخبيها وتحقيقا لمبدأ المحاسبة الذي يمثل ركيزة هامة من ركائز الديمقراطية.وفي هذا الإطار ارتأت منظمة سوليدار تونس باعتبارها قوة اقتراح من مكونات المجتمع المدني الناشطة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بناء قاعدة مشتركة مستوحاة من البرامج الانتخابية للأحزاب السبع الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة تلتقي حولها جل الحساسيات السياسية وتشكل اطارا لصياغة خارطة الطريق المنشودة.
رغم الاختلاف إجراءات تتقارب
إن الهدف الأساسي من خارطة الطريق هو صياغة رؤية مشتركة أو توجه مشترك بين مختلف الحساسيات السياسية الممثلة في البرلمان باعتبارها المسؤولة عن صياغة التوجهات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وبالتاليكانت نقطة الانطلاق للدراسة التي قامت بها سوليدارهي بناء قاعدة عمل تلتقي حولها كل الأطراف المعنية. ولبناء القاعدة المذكورة تم اتباع المنهجية التالية:
في مرحلة أولى تم اجراء جرد واسع للإجراءات الواردة في البرامج الانتخابية للأحزاب السبع الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية وهي على التوالي:حزب حركة النهضة وحزب قلب تونس وحزب التيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة والحزب الدستوري الحر وحركة الشعب وحركة تحيا تونس. وقد مكن هذا الجرد من إعداد قائمة تحتوي على 1455 اجراء
في مرحلة ثانية تم تصنيف هذه الإجراءات وضبط التقاطعات بينها من طرف خبراء في الاقتصاد ورسم السياسات العامة بعد القيام بعمليات تحليل وتقييم لمدى تشابهها وتقاربها لاسيما على مستوىالمعانيوالأهداف مع التخلي عن الإجراءات الفضفاضة التي يمكن تصنيفها كإعلانات نوايا أو أهداف عامة وليس كإجراءات عملية.
وقد أنتج هذا التقييم 218 اجراء مشتركا بين 3 أحزاب أو أكثر ستمثل اللبنة الأساسية للقاعدة المشتركة.
المرحلة الموالية كانتتجميع الإجراءات المشتركة حسب الأهداف التي تم استخلاصها من السياق العام للإجراءات والتي بلغت 36 هدفا ومن ثمة تمت إعادة تنظيم هذه الأهداف في 4 محاور استراتيجية و4 ركائز من طرف خبراء في التخطيط الاستراتيجي.
وقد جاءت أهداف "تحسين نجاعة المؤسسات العمومية على مستوى التصرف والانجاز والرقابة" و "تحسين جودة التعليم والارتقاء بمخرجاته الى مستوى المعايير الدولية" و"تنويع الأسواق الخارجية والنهوض بالتصدير" في المراتب الثلاث الأولى تفاضليا من حيث عدد الإجراءات المتقرحة من الأحزاب.
وبصفة عامة تغطي هذه الإجراءات 4 محاور استراتيجية كبرى هي:
 التنافسية والتجديد وخلق الثروة: ومن اهداف هذا المحورتنويع الأسواق الخارجية والنهوض بالتصديرودعم وتأهيل المؤسسات الصغرى والمتوسطة.
 السيادة والأمن القومي: ومن أهم أهدافهتعزيز استراتيجيات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة علاوة على الإسراع في استكمال الهيئات الدستورية
 الادماج والعدالة الاجتماعية: ومن أهدافهالرفع من نسق التنمية الجهوية وتطبيق مبدأ التمييز الإيجابي بالإضافة الى دعم الادماج الاجتماعي والتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية.
 الرفاه الاجتماعي وجودة الحياة: ومن أهدافهالعناية بالبيئة وتثمين النفايات والحد من التلوث في المناطق الحضرية وتحقيق الرفاه الاجتماعي
ولتتحقق هذه المحاور الاستراتيجية كان يجب إيجاد ركائز أساسية وقد خلص فريق الخبراء الذي قام بالدراسة تحت اشراف منظمة سوليدار الى 4 ركائز أساسية هي:
دولة القانون: ومن إجراءات هذه الركيزة ضمان سلامة المرضى والموظفين الطبيين في مرافق الصحة العمومية
رأس المال البشري والتعلم: ومن اجراءاتها توظيف البيداغوجيا الرقمية في جميع مسارات التعلّم
الحوكمة والمؤسسات:ومن اجراءاتها التحكم في تحويل الموارد من القطاع العمومي إلى الخاص (إصلاح النشاط التكميلي وأنظمة صندوق التأمين) عبر تحسين حوكمة صندوق التأمين على المرض وأنظمة العلاج المجاني وبالتعريفة المنخفضة
التحول الرقمي: ومن اجراءاتها وضع برنامج للتعريف بالثروة الحضارية للبلاد في جميع الوسائط المعلوماتية والمواقع الاجتماعية
علميا: التيار الديموقراطي والنهضة وقلب تونس الأكثر تقاربا (من حيث الإجراءات)
بهدف معرفة مدى تقارب البرامج الحزبية في الأهداف والإجراءات، تم قياس تقارب القاعدة المشتركة مع البرامج الحزبية اعتمادا على المقاربة التالية:
1- إسناد عدد من 1-الى 3 على اعتبار الاتي:
3 للتطابق التام لفظا ومعنى
2 للتطابق الجزئي الواسع (تطابق المعنى مع اختلاف اللفظ)
1 للتطابق الجزئي المحدود (تطابق الهدف)
0 لانعدام أي تطابق في الهدف
1-لوجود إجراءات معاكسة
يتضح إذا أن حزب التيار الديموقراطي اقترح برامج هي الأقرب للقاعدة المشتركة او بصياغة أخرى برامج هذا الحزب هي التي تتفق أكثر مع برامج بقية الأحزاب وذلكبنسبة 56 بالمئة في حين حل حزب إئتلاف الكرامة في المرتبة الأخيرة حيث أن برامجه تتطابق بنسبة 10 بالمئة فقط مع القاعدة المشتركة أو لنقل هو الأبعد من حيث رؤاه الاقتصادية مقارنة بالست أحزاب الأخرى.
علميا يتضح ان نتائج دراسة سوليدار حول بناء قاعدة مشتركة مستوحاة من البرامج الانتخابية للأحزاب السبع الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرةقربت بعض الأحزاب نظرا لتقاربها في الرؤى ويمكن أن تكون هذه الدراسة منطلقا يتم الاعتماد عليه سواء في تشكيل الحكومة أو في رسم برنامجها الاقتصادي لكن على أرض الواقع هل من أرضية للتفاهم في ظل التشنج الذي يعيشه البرلمان في الفترة الأخيرة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.