بقلم الاستاذ بولبابه سالم ما نسمعه من بعض الوزراء يثير الشفقة ، و حجم الجهل و الامية السياسية تدعو الى الغثيان ،، تصريحات رياض الموخر في ايطاليا مهما كان الاطار الذي قيلت فيه مستهجنة و اعتباطية ، هل يمكن لوزير ان يسيء الى دول الجوار ليرضي شخصية سياسية في دولة اجنبية ؟ لقد اظهر وزير افاق تونس للبيئة جهلا فاضحا بالاصول الديبلوماسية و الجيوبوليتيك و بالتاريخ معا . تقع تونس تحت ايطاليا و بين الجزائر الشيوعية و ليبيا المخيفة ،، لا شك ان المسؤول الايطالي قد ضحك ملئ شدقيه وهو يستمع الى وزير الغفلة ، فلا يوجد مسؤول ايطالي جاهل بالمحيط الاقليمي لبلاده . لا يفرق الموخر بين الشيوعية و الاشتراكية ، و لا يعلم ان الحركة الوطنية الجزائرية هي سليلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس وهي حركة وطنية تقدمية و اصيلة في نفس الوقت و من يعرف قادة جبهة التحرير يدرك ذلك بسهولة ، لا يمكن لرياض الموخر ان يستوعب ان الجزائر و طرابلس هما عمقنا الاستراتيجي لانه يعتبر ان روما و باريس اقرب اليه من عواصم دول الجوار و التاريخ المشترك و المصير الواحد رغما عن مكر الحاضر و انزياح البعض عن انتمائهم العربي . هذا الوزير وغيره من نخب الاغتراب يتذللون للقوى الاجنبية ليرضوا عنهم و يستبطنون تجاهلا لبني جلدتهم و اشقاء اللغة و الدين و التاريخ . الجزائر هي الجارة و الشقيقة الكبرى و المعارك المشتركة ضد الاستعمار ، و ليبيا هي الجارة الجنوبية و تجمعنا معها علاقات مصاهرة و نضال مشترك ضد الاستعمار الفاشي و كانت سندا لنا في حرب التحرير . ما اتاه رياض الموخر هو وصمة عار في اداء الحكومة الحالية و سياسة هواة معيبة فيها اساءة مجانية للاشقاء . يا لها من مفارقة عجيبة ، تونس التي انجبت ابن خلدون الذي ابدع علم العمران البشري و درس خصائص الشعوب و البلدان ، كما كان رائد المنهج الاستردادي التاريخي في قراءة الاخبار و تمحيصها وهو القائل ؛" ان التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار و في باطنه نظر و تحقيق ". تونس نفسها تنجب رياض الموخر الذي اعلن ذات يوم ان ناموس هذا الصيف صعب المراس ، وزير انهزم امام الناموس و يحاول ارباك علاقة تونس مع الجزائر و ليبيا . لا اتصور ان الموخر قد قرأ مقدمة ابن خلدون لان المقدمة تقود الى نتائج لا يمكن ان تتأخر بنا الى هذا الحد . ما قاله رياض الموخر سيعجل بالتحوير الوزاري لندخل رمضان بتشكيلة مختلفة ، فلا يمكن لرئيس الدولةالباجي قايد السبسي وهو المتمرس بالعمل الديبلوماسي ان يسمح بالتلاعب مع علاقة تونسبالجزائر و لو على سبيل المزاح ، لان السياسة لا ترحم و ترفض التهريج . كاتب و محلل سياسي