سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد الطرابلسي يؤكد في مؤتمر عربي بمصر حول الإرهاب: التصدّي لظاهرة الإرهاب لا يكون ناجعا دون دعم مسار التعاون العربي نحو تحقيق التكامل الإقتصادي والإجتماعي والنهوض بالإستثمار العربي
- قال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي إن "التصدّي لظاهرة الإرهاب لا يمكن أن يكون ناجعا وفعّالا دون دعم مسار التعاون العربي المشترك في اتجاه تحقيق التكامل الإقتصادي والإجتماعي بين الأقطار العربية والنهوض بالإستثمار العربي خاصة في الدول الأقل نموّا"، معتبرا انّ التكامل الإقتصادي العربي يعدّ أحد الضمانات الأساسية لتحقيق الأمن القومي العربي والحد من التدخلات الخارجية في شؤون البلاد العربية وأسرع طريق لمقاومة الفقر والبطالة باعتبارهما حاضنة اجتماعية للإرهاب. وشدد الطرابلسي في كلمة ألقاها صباح الاثنين بمدينة شرم الشيخ المصرية، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري العربي حول "الارهاب والتنمية الاجتماعية: أسباب ومعالجات"، على أن خطورة الارهاب تكمن في تحولها اليوم الى ظاهرة دولية تهدد أمن واستقرار جميع الاقطار وتعمل على تفكيك أواصر الدولة والقضاء على مؤسساتها وتغيير نمط المجتمع ومصادرة حقوق الانسان الاساسية، مؤكدا أن الارهاب لا دين له ولا عقيدة للارهابيين ولا وطن لهم. وأوضح ان العوامل الاجتماعية تعتبر من أهمّ أسباب ظاهرتي التطرّف والإرهاب، مبينا ان الفقر وتفشي البطالة وتفاقم الفوارق الاجتماعية وانتشار مظاهر الفساد والمحسوبية والشعور بالظلم واستمرار ارتفاع مؤشرات الأمية وانتشار الخطاب الديني المتشدد وغياب سياسات ادماجية ناجعة تفتح الافاق امام الشباب تمثل كلها أرضية خصبة لبروز العنف ولاحتضان الارهاب. ولاحظ ان سدّ المنافذ على آفتي الارهاب والتطرف رهين التصدي للتطرف الاقتصادي والتطرف الاجتماعي، مبرزا في هذا الخصوص أهمية مأسسة وتنمية الحوار الاجتماعي الفاعل بين اطراف اجتماعية مستقلة، في معاضدة جهود الحكومات في مواجهة الفوارق الاجتماعية ومظاهر الحيف والتهميش اعتبارا لان السلم الاجتماعية هو الطريق لأمن المجتمع واستقراره وشرط لتطور الاستثمار وتسريع وتيرة التنمية. وذكر بأهمية التنمية السياسية من خلال ترسيخ دولة القانون وبناء المؤسسات الديمقراطية واطلاق حرية التعبير واشراك قوى المجتمع في تحديد مستقبلها ومستقبل أجيالها، ودورها في تجفيف منابع الارهاب وتعزيز قدرات المجتمعات في حماية مواطنيها ووقايتهم من الافكار والتيارات الظلامية وتحصينهم من آفات الانغلاق والتطرف والارهاب. وأكد على أهمية دور الإعلام في الوقاية والتصدّي للعنف والتطرّف والإرهاب وذلك من خلال توجيه رسائل إعلامية هادفة ومدروسة من شأنها توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية على الإستقرار والأمن الوطني وآثاره على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مستعرضا ما اتخذته تونس من إجراءات لمكافحة الارهاب، كإصدار قانون لمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال سنة 2015 وإحداث لجنة وطنية لمكافحة الإرهاب ووضع استراتيجية وطنية لمكافحة التطرّف والإرهاب ووضع اليات للإحاطة بأسر ضحايا العمليات الارهابية من مدنيين وعسكرين وأمنيين.